أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2020
3129
التاريخ: 19-4-2022
1766
التاريخ: 15-4-2019
12413
التاريخ: 2024-03-01
893
|
تعدد الاهداف
من النادر ان تجد منظمة تقتصر في نشاطها على تحقيق هدف منفرد، اذ تشير الحالة الواقعية الى ان المنظمات عادة ما تسعى الى تحقيق مجموعة من الاهداف في وقت واحد. وحتي لو تحقق ذلك، فانه سيكون لهذه المنظمة اهدافا اخرى غير معلنة تسعى الى تحقيقها لغرض الوصول الى الهدف المعلن الذي حددته لنشاطها. بمعنى ان الاهداف الغير معلنة ستكون بمثابة وسائل لتحقيق الهدف المعلن. فزيادة الارباح والتي قد تمثل الهدف المعلن للمنظمة، على سبيل المثال، تتطلب من المنظمة العمل على زيادة ايراداتها او تخفيض تكاليفها او كليهما. وعلى الرغم من ان زيادة الايرادات او تخفيض التكاليف يمثل أيا منهما هدفا بحد ذاته، الا انه يمكن اعتبارهما وسيلة لتحقيق الهدف الرئيس المتمثل بزيادة الارباح. كما ان كلاً منهما يمكن ان يمثل غاية لأهداف اخرى مشتقة منهما، وهكذا تتشكل سلسلة من الغايات والوسائل Ends and means توضح العلاقة بين الاهداف الرئيسة والاهداف الفرعية المشتقة منها.
والواقع ان مسألة تعدد الاهداف هي صفة ملازمة لجميع المنظمات لان هناك اطراف كثيرة تتعامل مع المنظمة تدعى اصحاب المصلحة Stakeholders تتوقع من المنظمة ان تأخذ رغباتها واهتماماتها بنظر الاعتبار عند صياغة اهدافها. فكل مجموعة من هذه الاطراف تزود المنظمة بالموارد او المساهمات الخاصة بها وبالمقابل فأنها تتوقع من المنظمة ان تلبي رغباتها واحتياجاتها ، الشكل (1-7) ، فالمساهمون يعملون على توفير التمويل المطلوب للمنظمة ويتوقعون الحصول على عائد مناسب مقابل ذلك. والزبائن يشكلون مصدر الايرادات التي تحصل عليها المنظمة، وبالمقابل فانهم يرغبون في الحصول على منتجات او خدمات ذات جودة مناسبة وبالسعر المعقول. وهكذا بالنسبة لأصحاب المصلحة الاخرين، وبالتالي فمن المنطقي القول ان عدم تضمين أهداف المنظمة لرغبات واهتمامات اصحاب المصلحة سوف يؤدي آجلاً ام عاجلاً الى فقدان الدعم المطلوب منهم وبالتالي فشل المنظمة في تحقيق اهدافها. ومن امثلة ذلك فقدان المدير التنفيذي لشركة Morrison Knudsen لعمله بسبب فشله في تلبية رغبات مجموعتين من اصحاب المصلحة من ذوي العلاقة بشركته وهم العاملين وحملة الاسهم.
والجدول (7-1) يتضمن امثلة لأهداف بعض اصحاب المصالح المشتركة مع المنظمة.
يشير الجدول (7-1) الى ان بعض هذه الاهداف متعارضة فيما بينها. فالاهداف الخاصة بالمالكين وحملة الاسهم والتي تتمثل في الحصول على عائد مناسب على استثماراتهم تتعارض مع اهداف الزبائن في الحصول على منتجات او خدمات بمواصفات جيدة وباسعار مناسبة. كما تتعارض تلك الاهداف مع اهداف العاملين في الحصول على اجور عمل مجزية لقاء عملهم في المنظمة. ولما كانت المنظمة غير قادرة على تلبية جميع تلك الرغبات بشكل كامل، فانها قد تلجأ الى اجراء الموازنة بين الاهداف المذكورة، كما ذكرنا، الا ان المشكلة التي تواجه المنظمة تتمثل في كيفية اختيار الطريقة المناسبة للتعامل مع العدد الكبير من الاهداف المتعارضة والتوفيق بينهما. ومن هذا المنطلق ظهرت نظريات متعددة للتعاطي مع هذه المشكلة منها (الصياح، 1999):
- نظرية دمج الاهداف Theory of merging objectives: حيث يتم دمج الاهداف في دالة رياضية من خلال اعطاء وزن لكل هدف من الاهداف التي تسعى المنظمة الى تحقيقها لغرض التوفيق بين الاهداف المتناقضة. وما يعاب على هذه النظرية يكمن في الاوزان التي تعطي لهذه الاهداف اذ انها تخضع للتقدير الذاتي، فضلاً عن ان هذه النظرية لا تساعد كثيراً في تفسير كيفية قيام المنظمات بالتوفيق بين الاهداف المتناقضة.
- نظرية الاهداف بوصفها قيود Theory of objectives as constraints: تنظر هذه النظرية الى الاهداف على انها مستويات دنيا يجب بلوغها عند تحديد الخيارات الستراتيجية. وبالتالي فان كل خطة عمل مقترحة تتحدد درجة قبولها من زاوية علاقتها مع الاهداف.
- نظرية تعظيم هدف واحد Theory of maximization one objective: تشير هذه النظرية الى سعي المنظمة الى تعظيم هدف واحد، عندها يتعين على ادارتها السعي نحو بلوغ هذا الهدف وذلك على حساب حرية التصرف. وعادةً ما تقترن فكرة تعظيم الهدف الواحد بالهدف الذي لا يمكن اشباعه.
- نظرية الاهداف المتعددة المتعاقبة Theory of consequent and multiple objectives: تقوم هذه النظرية على فكرة ان المنظمة قد تتجه في الامد القصير نحو تركيز مواردها وتخصيصها لبلوغ هدف واحد قبل ان تفكر في الانتقال الى هدف آخر وذلك بشكل تعاقبي وتسلسلي. وعندما يتنافس هدفان، متناقضان او اكثر على مركز الصدارة، تفضل المنظمة احدهما على الاخر لمدة من الوقت.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|