الادارة الاسـتـراتيجيـة ومـستـوياتـها
المؤلف:
أ . د . علاء فرحان طالب م . م زينب مكي محمود البناء
المصدر:
استراتيجية المحيط الازرق والميزة التنافسية المستدامة
الجزء والصفحة:
ص19 - 21
2025-11-10
15
1- الادارة الاستراتيجية
تعتبر بيئة العمل وقطاع الأعمال هذه الأيام بيئة عالية التنافس مما أدى إلى أن تصبح الخطط القائمة على الميزانيات والخطط القائمة على التنبؤات سبلاً غير كافية للمنظمات الكبيرة للاستمرار والازدهار. وبذلك كان لابد للمنظمات الكبرى من الانخراط في عملية التخطيط الإستراتيجي التي تحدد وبشكل واضح أهداف المنظمة وتقيم الموقف الداخلي والمحيطة بها من أجل صياغة سياستها وتطبيقها وتقييم التقدم نحو تحقيق الأهداف وإجراء التعديلات الضرورية بما يبقيها على الطريق نحو تحقيق هذه الأهداف.
اذ تعرف الإدارة الإستراتيجية على أنها عملية تحديد أهداف أي منظمة وتطوير السياسات والخطط لتحقيق هذه الأهداف وتحديد وتوفير الموارد لوضع الخطط موضع التنفيذ. تمثل الإدارة الإستراتيجية أعلى مستويات النشاط الإداري ويضطلع بها عادة مدراء الشركة التنفيذيين وفريق العمل التنفيذي وكونها عملية فإن الإدارة الإستراتيجية تخضع للمفهوم العام لعمليات التحول المنظم والتي يتم فيها الموائمة بين المزايا الإستراتيجية للمنظمة وتحديات بيئة العمل التي تواجها المنظمة. ويعد أحد أهداف التخطيط الإستراتيجي هو الوصول بالمنظمة إلى موضع تقدر من خلاله على تحقيق رسالتها بفاعلية وكفاءة وعرف (2008,Wheelen&Hunger) الادارة الاستراتيجية هي مجموعة من القرارات والنشاطات الادارية التي تحدد الاداء طويل الامد للشركة. وهي تتضمن فحص البيئة )الخارجية والداخلية) وصياغة الاستراتيجية (التخطيط الاستراتيجي طويل الامد) وتنفيذ الاستراتيجية والتقييم والرقابة. لذلك فأن دراسة الادارة الاستراتيجية تؤكد على مراقبة وتقييم الفرص والتهديدات البيئية في ضوء نقاط القوة والضعف للشركة.
تهدف الإدارة الإستراتيجية إلى تزويد المنظمة بالتوجه العام الذي يحدد حرکتها وهو توجه لا يمكن عزله عن الموارد المتاحة للمنظمة والظروف التي تعمل فيها وجملة الأهداف العليا التي تسعى لتحقيقها.
2- مستويات الادارة الاستراتيجية
في معظم المنظمات الكبيرة توجد مستويات متعددة للإستراتيجيات. والإدارة الإستراتيجية هي أعلى مستوى من حيث كونه الأعرض من حيث الانتشار والأكثر تأثيراً في كل أجزاء المنظمة، وهو يوفر منظومة القيم وعناصر الثقافة الخاصة بالمنظمة ويحدد أهدافها العامة ويحدد رسالتها. أما الإستراتيجيات الأخرى التي تخص الوحدات الوظيفية أو ما يعرف باستراتيجيات وحدات العمل فهي جميعاً تقع تحت الإستراتيجية العامة للمنظمة.
أما الإستراتيجيات الوظيفية فهي تشمل على سبيل المثال استراتيجيات التسويق وإستراتيجيات تطوير المنتجات الجديدة واستراتيجيات تنمية القوى البشرية واستراتيجيات الإدارة المالية والاستراتيجيات القانونية والاستراتيجيات الخاصة بنظم المعلومات. وفي الإستراتيجيات الوظيفية يتم التركيز على الإستراتيجيات من القصيرة أو المتوسطة الأجل وينحصر تطبيقها في مجال المسئولية الوظيفية للقسم أو الإدارة صاحبة العلاقة. ومع ذلك فإن الاستراتيجيات الوظيفية عليها القيام بالجزء الخاص بها في سبيل تحقيق الأهداف العامة للمنظمة.
و لقد وجدت كثير من الشركات الكبرى أن التقسيم الوظيفي ليس بالطريقة الفعالة لتنظيم أنشطة المنظمة وعليه قامت بإعادة هيكلة نفسها على أساس عمليات التحول المنظم فيها أو ما يعرف حالياً " بوحدات العمل الإستراتيجية " (SBU) وهي وحدات شبه مستقلة ضمن المنظمة وتكون عادة مسئولة عن ميزانيتها والقرارات الخاصة بإنتاج منتجات جديدة وقرارات التوظيف والتسعير. ويتم التعامل مع وحدات العمل الإستراتيجية من قبل المراكز الرئيسة في المنظمات على أساس أنها مراكز ربح. وكل وحدة من هذه الوحدات مسئولة عن تطوير استراتيجيات العمل الخاصة بها والتي يجب أن تكون على تناغم مع الاستراتيجيات الأعرض للمنظمة الأم.
أما المستوى الأدنى من الإستراتيجيات فيتمثل في الاستراتيجيات التشغيلية والتي تتميز بضيق مساحة السيطرة والمنظور واقتصارها على الأنشطة اليومية و عليها أن تعمل في حدود موازنة معينة لا يكون لها يد في تحديدها أو تعديلها ويعتبر عالم الإدارة "بيتر دركر" أول من شجع هذا النمط من الإستراتيجيات من خلال نظريته " الإدارة بالأهداف" (MBO) و تأتي الاستراتيجيات التشغيلية تحت استراتيجيات وحدات العمل التي تأتي بدورها تحت استراتيجيات المنظمة الأم.
ان استراتيجية الشركة تمثل الخطة الشاملة والرئيسة والتي توضح كيفية تحقيق رسالة واهداف المنظمة. فهي تعظم المزايا التنافسية وتقلل من المخاطرة التنافسية. ونشاط المنظمة الرئيسي عادة يتضمن ثلاثة انواع من الاستراتيجيات هي:
أ- استراتيجية الشركة وتصف التوجه الكلي للشركة حسب موقفها العام تجاه النمو وادارة الاعمال وخطوط المنتجات المختلفة. واستراتيجية الشركة عادة ما تناسب ثلاثة اصناف رئيسية وهي الثبات وانمو وتخفيض النفقات.
ب - استراتيجية وحدة العمل: وعادة تحدث في وحدات العمل او مستوى المنتج وهي تركز على تحسين الموقع التنافسي لمنتج او خدمة الشركة في صناعة ما او في قطاع سوقي معين تعمل به وحدة العمل هذه. واستراتيجية العمل تنقسم الى صنفين اساسيين هما الاستراتيجيات التنافسية والاستراتيجيات التعاونية. فالاستراتيجيات التنافسية تعني التمايز عن المنافسين، بينما التعاونية تمثل مع المنظمات الاخرى. واحياناً ما تستخدم الاستراتيجية التعاونية لدعم الاستراتيجية التنافسية.
ج- الاستراتيجية الوظيفية: وهو مدخل يستخدم في المجال الوظيفي لتحقيق اهداف واستراتيجيات المنظمة ووحدة العمل من خلال تعظيم انتاجية الموارد وهي تهتم بتطوير واحتضان القدرات المتميزة لاعطاء المنظمة او وحدة العمل الميزة التنافسية. وامثلة الاستراتيجيات الوظيفية للبحث والتطوير ان تكون تابع تكنولوجياً (تقليد منتجات الشركات الاخرى) وان تكون قائد للتكنولوجيا (رائد في الابتكار).
ومنظمات الاعمال تستخدم كل هذه المستويات بنفس الوقت وهرمية الاستراتيجية هي تكامل استراتيجية مع اخرى لكي تكمل وتدعم احدهما الاخرى.
الاكثر قراءة في الادارة الاستراتيجية: المفهوم و الاهمية و الاهداف والمبادئ
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة