أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2017
3432
التاريخ: 4-4-2017
3214
التاريخ: 5-4-2017
3565
التاريخ: 4-4-2017
2876
|
لقد دفع وضع ( محمَّد ) المعيشي الصعب أبا طالب سيد قريش وزعيمها الّذي كان معروفاً بالسخاء وموصوفاً بالشهامة وعلو الطبع وإباء النفس إلى ان يفكر في عمل لابن أخيه كيما يخفف عنه وطأة ذلك الوضع.
ومن هنا اقترح على ابنه أخيه محمَّد العمل والتجارة بأموال خديجة بنت خُويلد الّتي كانت امرأة تاجرة ذات شرف عظيم ومال كثير تستأجر الرجال في مالها أوتضاربهم اياه بشيء تجعله لهم منه.
فقد قال أبو طالب للنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) : يا ابن أخي هذه خديجة بنت خويلد قد انتفع بمالها اكثر الناس وهي تبحث عن رجل أمين فلو جئتها فوضعتَ نفسَك عليها لأسرعتْ اليك وفضَّلتك على غيرك لما يبلغها عنك من طهارتك.
ولكن إباء رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وعلوّ طبعه منعاه من الإقدام بنفسه على هذه الأمر من دون سابق عهد ولهذا قال (صـلى الله علـيه وآله) لعمّه : فلعلّها أن ترسل إليّ في ذلك؛ لأنّها تعرف بأنه المعروف بالأمين بين الناس.
فبلغ خديجة بنت خويلد ما دار بين النبيّ وعمه أبي طالب فبعثت إليه فوراً تقول له : إنّي دعاني إلى البعثة اليك ما بلغني من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم أخلاقك وأنا اعطيك ضعفَ ما اُعطي رجلا من قومك وابعثُ معكَ غلامين يأتمران بأمرك في السفر.
فاخبر رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عمّه بذلك فقال له ابو طالب : إنّ هذا رِزقٌ ساقهُ اللّهُ إليك .
هل عَمِلَ النبيُّ أجيراً لخديجة؟
وهنا لابدّ من التذكير بنقطة في هذا المجال وهي : هل عمل النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) أجيراً في أموال خديجة أم أنه قد عمل في تجارتها بصورة اُخرى كالمضاربة وذلك بأن تعاقد النبي مع خديجة على أن يتاجر بأموالها على أن يشاركها في ارباح تلك التجارة؟
انّ مكانة البيت الهاشميّ وإباء النبيّ الأكرم (صـلى الله علـيه وآله) ومناعة طبعه كل تلك الاُمور والخصال توجب أن يكون عملُ النبيّ في أموال خديجة قد تمَّ بالصُورة الثانية ( أي العمل في تجارتها على نحو المضاربة لا الإجارة ) وتؤيّد هذا المطلب امور هي :
أولا : انه لا يوجد في اقتراح أبي طالب أيّة اشارة ولا أي كلام عن الإجارة بل قد تحاور أبو طالب مع إخوته ( أعمام النبيّ ) في هذه المسألة من قبل وقال : امضوا بنا إلى دار خديجة بنت خويلد حتّى نسألها ان تعطي محمَّداً ما لا يتجربه .
ثانياً : ان المؤرخ الأقدم المعروف باليعقوبي كتب في تاريخه : ان النبي ما كان أجيراً لأحد قط.
ثالثاً : ان الجنابذي صرّح في كتابه معالم العترة بأن خديجة كانت تضاربُ الرجال في مالها بشيء تجعله لهم منه ( اي من ذلك المال أومن ربحه ) .
تهيّأت قافلة قريش التجارية للسفر إلى الشام وفيها أموال خديجة أيضاً في هذه الاثناء جعلت خديجة بعيراً قوياً وشيئاً من البضاعة الثمينة تحت تصرّف وكيلها ( أي النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ) وامرت غلاميها ( ميسرة وناصح ) اللذين قررت ان يرافقاه (صـلى الله علـيه وآله) بان يمتثلا أوامراه ويطيعاه ويتعاملا معه بأدب طوال تلك الرحلة ولا يخالفاه في شيء .
وأخيراً وصلت القافلة إلى مقصدها واستفاد الجميع في هذه الرحلة التجارية أرباحاً إلا أن النبي (صـلى الله علـيه وآله) ربح اكثر من الجميع كما أنه ابتاع أشياء من الشام لبيعها في سوق تهامة.
ثم عادت تلك القافلة التجارية إلى مكة بعد ذلك المكسب الكبير والحصول على الربح الوفير.
ولقد تسنيّ لفتى قريش محمَّد أن يمرّ ـ للمرة الثانية في هذه السفرة ـ على ديار عاد وثمود.
وقد حمله الصمتُ الكبير الّذي كان يخيّم على ديار واطلال تلك الجماعة العاصية المتمردة في نقلة روحانية إلى العوالم الاُخرى اكثر فاكثر هذا مضافاً إلى أن هذه الرحلة جدّدت خواطره وذكرياته في السفرة الاُولى فقد تذكّر يوم طوى مع عمه ابي طالب هذه الصحاري نفسها وهذه القفار ذاتها وما كان يحظى فيها من عمه من الحدب والعناية.
وعند ما اقتربت قافلة قريش إلى مكة وصارت عند مشارفها التفت ميسرة غلامُ خديجة إلى النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وقال : يا محمَّد لقد ربحنا في هذه السفرة ببركتك ما لم نربح في اربعين سنة فاستقبل بخديجة وابشرها بربحنا فأخذ النبي باقتراح ميسرة وسبق القافلة العائدة في الدخول إلى مكة وتوجه نحو بيت خديجة بينما كانت خديجة جالسة في غرفتها فلما رأت النبي مقبلا عليها نزلت من منظرتها وركضت نحوه واستقبلته وأدخلته في غرفتها فخبّرها رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بما ربحوا ببيان جميل وكلام بليغ فسرت خديجة بذلك سروراً عظيماً ثم قدم ميسرة في الأثر ودخل عليها وأخبرها بكل ما رآه وشاهده من النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) في تلك السفرة من الكرامة والخير والخُلق العظيم والخصال الكريمة ومن الاُمور الّتي كانت برمتها تدل على عظمة شخصيته (صـلى الله علـيه وآله) وسمو خصاله ومن جملة ما حدثها به ميسرة هو أنه لما وقع بين النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وبين رجل تلاح وجدال في بيع قال له ذلك الرجل : إحلف باللات والعُزى فقال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : ما حلفتُ بهما قط وإني لأمرُّ فاعرضُ عنهما .
وحدثها أيضاً بأنه لما مرّ ببصرى نزلا في ظل شجرة ليستريحها فقال راهبٌ كان يعيش هناك لما رأى النبيّ يستريح في ظل تلك الشجرة : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبيّ سأل عن اسمه فأخبره ميسرة باسمه فقال : هو نبيّ وهو آخر الأنبياء إنه هو هو ومُنزّلِ الانجيل وقد قرأت عنه بشائر كثيرة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|