أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016
2177
التاريخ: 18-7-2017
2152
التاريخ: 24-8-2021
2741
التاريخ: 9-7-2020
1937
|
إنك لتجد ان جهاز التلفاز يقدم برامج خاصة للأطفال يستطيع أن يحاكيهم، ويؤثر فيهم، كما أن لهم كتبهم، ومجلاتهم، وقصصهم، التي كتبت بلغتهم وبمستوى وعيهم، وطريقتهم لفهم الحياة.
ويعتبر الحديث مع الأطفال أو الكتابة لهم فن قدير ليس من السهل على كل الكتاب والمفكرين الكبار أن ينزلوا الى مستوى أسلوب الكتابة للأحداث.
تماماً.. كما ان للأطفال أسلوبهم الخاص بهم في الكتابة، كذلك فإن لهم طريقتهم الخاصة بهم في المعاملة.
وليس جـديداً أن نقول: لا يمكن أن تتعامل مع طفـل وكبيـر بنفس الطريقة، وبأسلوب واحد لا تعيير فيه.
إن من الممكن أن تدفع رجلا لشراء بيت أو سيارة ببضع كلمات لا تتعدى ثماني كلمات، كأن تقول له: خذ هذا المبلغ واشتـر هذا النوع من السيارات.
ولكن هل من الممكن أن تدفع طفلاً لعمل ذلك بنفس هذه الكلمات؟
لعلك تتبرم أيها القارئ الحبيب وتقول: وهل هنالك من الفرق بين أسلوب الكبار والصغار؟
وأقول نعم! الجميع يعرف ذلك. ولكن السؤال: هل الجميع يجيـد فن النزول الى مستوى الصغار؟ أو بالأحرى: هل الجميع ينزل عملياً الى مستوى الأطفال؟
إذ ليست المشكلة في غياب النظرية، وإنما المشكلة تكمن في عزل النظرية عن ساحة العمل والتطبيق في الحياة.
إذن ليست المسألة إننا نعرف العلم أو نعرف فن استخدامه ولكن دون أن نزيل الفاصل بينه وبين العمل به.
والسؤال الآن: كيف تختبر نفسك، وتعرف هل أنك تجيد إستخدام هذا الفن، أم أنك ممن لا يمارسونه أبدأ؟
والجـواب: الأمر بسيط جداً، ما عليك إلا أن تـرى: كيف تتصرف أمام الحالة التالية:
حينما تكون منهمكاً في اداء عمل ما، تحرص على إنهائه قبـل انتهاء الموعد أو فوت الفرصة، وفي هذه الحالة فأنت لا تريد الخروج من المنزل أو مكان العمل، بل لربما لا تفكر بذلك مطلقاً في الوقت الراهن.
وبينما أنت كذلك تأتيك ابنتك أو يأتيك ولدك الصغير، يطلب منك أن تأخذه فوراً الى المنتزه أو الى السينما لمشاهدة الأفلام المتحركة ويبدأ يلح عليك ويأخذ بيدك، ويجر قميصك وهو يولول معلناً إصراره على الخروج حالاً.
هنا.. كيف تتصرف؟
بالطبع هنالك طريقتـان يمكنك أن تتبع إحداهما لصـرف ابنك عن فكرته، والتخلص منه:
الطريقة الأولى: أن تنهر الطفل، وترفع عقيرتك بالصباح في وجهه، وتقول له: (ادلف إلى أمك!)
الطريقة الثانية: أن تأخذه الى حضنك وتطبع على وجنته قبلة أبـوية عطوفة، ثم تقول له ـ على سبيل المثال ـ إنك تعلم يا بابا كم أنا أحبك وأحب أن أخذك الى المنتزه أو السينما ولكن هل أنت تحبني كذلك؟
بالتأكيد أنه، سيجيب قائلا:
ـ نعم!
ثم تقول له:
ـ إذن.. هل ترضى بأذيتي؟!
سيجيب بـ:
- لا!
عندها تقول له: إنني أصاب بالأذى لو خرجت الآن يا ولدي!
وتضيف قائلا بعد أن تشرح له قليلا:
ـ ولكن يمكننا أن نخرج في وقت أو يوم آخر دون أن يكون هنالك أي حرج بالنسبة لي ولك.
عندئذ سينصرف عنك ابنك ويتوجه ليزجي وقته في اللعب، وبشكل طبيعي وهادئ.
الآن إنظر.. هل أنت تتبع الطريقة الأولى أم الثانية في مثل هذه الحالة وما شابهها؟
إذا كنت تتبع الطريقة الأخيرة فاعرف أنك تجيد فن استخدام النزول الى مستوى الأطفال، وتعرف فن معاملتهم.
ولكي تجيد فن التعامل مع الأطفال لا بد من أن تجيـد ـ أولا ـ لغـة التفاهم معهم، وذلك يكون بإتباع القاعدة الذهبية التالية (عش كما لو كنت طفلاً) أي لو كنت تريد أن تنهر ابنك ـ مثلاً ـ قبل ذلك فكر لحظات، وتصور نفسك مكانه وبقد عمره، فكيف كنت تفكر، وما هي الطريقة الفضلى التي كنت ترغب لو أن أباك أراد نهيك عن نفس هذا الفعل الذي تريد نهي طفلك عنه اليوم؟
بعد هذه العملية لا ضرر من إصدار الأمر والنهي. وبالتأكيد أنك ستجد النتائج الإيجابية وستحقق النجاح في معاملة أبنائك.
وإليك خير مثال على ذلك:
كان هنالك طفل قد أتعب والديه في الأكل، حيث كان يرفض كل ما يقدمان له من طعام، فكان يصعب عليهما إقناعه بالأكل، بينما كان جسمه يزداد نحافة يوماً بعد يوم.
واستعمل الأب وزوجته الطريقة المعتادة: نهرا الطفل ولامـاه: (أمك تريدك أن تأكل هذا).. (أبوك يرغب في تنمو وتصبح رجلا).. لكن الطفل لم يهتم بذلك، كما لا تهتم أنت بأعياد البوذيين.
بعد ذلك بدأ الأب يفكر جدياً في أفضل طريقة يقنع بها ولده واخذ يفكر كما لو كان هو الطفل، فيبحث عن عواطف طفله ورغباته فجعل يسأل نفسه: (ماذا يريد الطفل؟ وكيف أوفق بين ما أريد وما يريد؟).
وحين بدأ يفكر على هذا النحو، سرعان ما حلت المشكلة. فقد كـان للطفل دراجة يحلو له أن يركبها ويذرع بها الطريق الممتد أمام بيتـه.. ولكنه كان يهاب صبياً يكبره سناً يقطن بالقرب منه ويلذ له دائماً أن ينحي الطفـل عن دراجته ليركبهـا هـو عنـوة واقتداراً فكـان صاحبنا الصغير يهرع الى أمه باكياً فتخرج للصبي وتخلص منه الدراجة!
فماذا كان الطفل يريد؟ لقد كان يريد ـ طبعاً ـ الإنتقام من هذا الصبي الذي طالما جرح كبرياءه، وأذل إحساسه بالأهمية!
وعرف أبوه هذا فأقبل عليه يمنيه بأنه يسعه أن ينتقم من غريمه هـذا لو أنه أكل من الطعام مقداراً كافياً، وعندئذ حلت المشكلة! فقد أبـدى الطفـل استعداده، وبدأ يتناول أصناف الطعام بنهم من أجل أن ينمو ويكبر، ويتسنى له أن يؤدب ذلك الشرير الذي طالما غلبه على أمره، وسلب منه دراجته.
إن رغبة الأب والأم بالنسبة لأبنهما لم تستطع أن تكون محركة للطفـل، ولكنهما عندما اكتشفا حاجة ابنهما، وأدركا وتر آلامه ورغباته، استطاعا أن يدفعانه للأكل بشغف.
هذا وان إدراك رغبة الأطفال والتعـامـل معهم وفقهاً، ليس الأسلوب الأنجح في ما يتعلق بفن الصغار فحسب بل وحتى في معاملة الكبار، فإنها قائمة على مراعاة ذلك.
يقول أحد الناجحين في معاملة الناس: (إذا كان هناك سر واحد للنجاح، فهو القدرة على إدراك وجهات نظر الشخص الآخر والنظر الى الأشياء بالمنظار الذي ينظر به الآخرون).
ويقول الإمام علي (عليه السلام) لأبنه الحسن: (يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكـره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن کما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|