المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06

الأنواع الرئيسية للنقل - النقل البري عن طريق المركبات
22-4-2019
فساد الحضنة Addled Brood
24-7-2020
مين نخت
2024-04-26
السياسـة الماليـة المـوجهة وتحقيـق الاستـقرار الاقتصـادي
28-6-2022
التكليف واقسامه
20-11-2014
الصّحابة مصدر من مصادر التفسير
18-3-2016


عش.. كما لو كنت طفلاً !  
  
1621   11:20 صباحاً   التاريخ: 17-4-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص29 ـ 34
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 2177
التاريخ: 18-7-2017 2152
التاريخ: 24-8-2021 2741
التاريخ: 9-7-2020 1937

إنك لتجد ان جهاز التلفاز يقدم برامج خاصة للأطفال يستطيع أن يحاكيهم، ويؤثر فيهم، كما أن لهم كتبهم، ومجلاتهم، وقصصهم، التي كتبت بلغتهم وبمستوى وعيهم، وطريقتهم لفهم الحياة.

ويعتبر الحديث مع الأطفال أو الكتابة لهم فن قدير ليس من السهل على كل الكتاب والمفكرين الكبار أن ينزلوا الى مستوى أسلوب الكتابة للأحداث. 

تماماً.. كما ان للأطفال أسلوبهم الخاص بهم في الكتابة، كذلك فإن لهم طريقتهم الخاصة بهم في المعاملة. 

وليس جـديداً أن نقول: لا يمكن أن تتعامل مع طفـل وكبيـر بنفس الطريقة، وبأسلوب واحد لا تعيير فيه.

إن من الممكن أن تدفع رجلا لشراء بيت أو سيارة ببضع كلمات لا تتعدى ثماني كلمات، كأن تقول له: خذ هذا المبلغ واشتـر هذا النوع من السيارات.

ولكن هل من الممكن أن تدفع طفلاً لعمل ذلك بنفس هذه الكلمات؟

لعلك تتبرم أيها القارئ الحبيب وتقول: وهل هنالك من الفرق بين أسلوب الكبار والصغار؟

وأقول نعم! الجميع يعرف ذلك. ولكن السؤال: هل الجميع يجيـد فن النزول الى مستوى الصغار؟ أو بالأحرى: هل الجميع ينزل عملياً الى مستوى الأطفال؟

إذ ليست المشكلة في غياب النظرية، وإنما المشكلة تكمن في عزل النظرية عن ساحة العمل والتطبيق في الحياة.

إذن ليست المسألة إننا نعرف العلم أو نعرف فن استخدامه ولكن دون أن نزيل الفاصل بينه وبين العمل به.

والسؤال الآن: كيف تختبر نفسك، وتعرف هل أنك تجيد إستخدام هذا الفن، أم أنك ممن لا يمارسونه أبدأ؟

والجـواب: الأمر بسيط جداً، ما عليك إلا أن تـرى: كيف تتصرف أمام الحالة التالية:

حينما تكون منهمكاً في اداء عمل ما، تحرص على إنهائه قبـل انتهاء الموعد أو فوت الفرصة، وفي هذه الحالة فأنت لا تريد الخروج من المنزل أو مكان العمل، بل لربما لا تفكر بذلك مطلقاً في الوقت الراهن.

وبينما أنت كذلك تأتيك ابنتك أو يأتيك ولدك الصغير، يطلب منك أن تأخذه فوراً الى المنتزه أو الى السينما لمشاهدة الأفلام المتحركة ويبدأ يلح عليك ويأخذ بيدك، ويجر قميصك وهو يولول معلناً إصراره على الخروج حالاً.

هنا.. كيف تتصرف؟

بالطبع هنالك طريقتـان يمكنك أن تتبع إحداهما لصـرف ابنك عن فكرته، والتخلص منه:

الطريقة الأولى: أن تنهر الطفل، وترفع عقيرتك بالصباح في وجهه، وتقول له: (ادلف إلى أمك!)

الطريقة الثانية: أن تأخذه الى حضنك وتطبع على وجنته قبلة أبـوية عطوفة، ثم تقول له ـ على سبيل المثال ـ إنك تعلم يا بابا كم أنا أحبك وأحب أن أخذك الى المنتزه أو السينما ولكن هل أنت تحبني كذلك؟

بالتأكيد أنه، سيجيب قائلا:

ـ نعم!

ثم تقول له:

ـ إذن.. هل ترضى بأذيتي؟!

 سيجيب بـ:

- لا!

عندها تقول له: إنني أصاب بالأذى لو خرجت الآن يا ولدي!

وتضيف قائلا بعد أن تشرح له قليلا:

ـ ولكن يمكننا أن نخرج في وقت أو يوم آخر دون أن يكون هنالك أي حرج بالنسبة لي ولك.

عندئذ سينصرف عنك ابنك ويتوجه ليزجي وقته في اللعب، وبشكل طبيعي وهادئ.

الآن إنظر.. هل أنت تتبع الطريقة الأولى أم الثانية في مثل هذه الحالة وما شابهها؟

إذا كنت تتبع الطريقة الأخيرة فاعرف أنك تجيد فن استخدام النزول الى مستوى الأطفال، وتعرف فن معاملتهم.

ولكي تجيد فن التعامل مع الأطفال لا بد من أن تجيـد ـ أولا ـ لغـة التفاهم معهم، وذلك يكون بإتباع القاعدة الذهبية التالية (عش كما لو كنت طفلاً) أي لو كنت تريد أن تنهر ابنك ـ مثلاً ـ قبل ذلك فكر لحظات، وتصور نفسك مكانه وبقد عمره، فكيف كنت تفكر، وما هي الطريقة الفضلى التي كنت ترغب لو أن أباك أراد نهيك عن نفس هذا الفعل الذي تريد نهي طفلك عنه اليوم؟

بعد هذه العملية لا ضرر من إصدار الأمر والنهي. وبالتأكيد أنك ستجد النتائج الإيجابية وستحقق النجاح في معاملة أبنائك.

وإليك خير مثال على ذلك:

كان هنالك طفل قد أتعب والديه في الأكل، حيث كان يرفض كل ما يقدمان له من طعام، فكان يصعب عليهما إقناعه بالأكل، بينما كان جسمه يزداد نحافة يوماً بعد يوم.

واستعمل الأب وزوجته الطريقة المعتادة: نهرا الطفل ولامـاه: (أمك تريدك أن تأكل هذا).. (أبوك يرغب في تنمو وتصبح رجلا).. لكن الطفل لم يهتم بذلك، كما لا تهتم أنت بأعياد البوذيين.

بعد ذلك بدأ الأب يفكر جدياً في أفضل طريقة يقنع بها ولده واخذ يفكر كما لو كان هو الطفل، فيبحث عن عواطف طفله ورغباته فجعل يسأل نفسه: (ماذا يريد الطفل؟ وكيف أوفق بين ما أريد وما يريد؟).

وحين بدأ يفكر على هذا النحو، سرعان ما حلت المشكلة. فقد كـان للطفل دراجة يحلو له أن يركبها ويذرع بها الطريق الممتد أمام بيتـه.. ولكنه كان يهاب صبياً يكبره سناً يقطن بالقرب منه ويلذ له دائماً أن ينحي الطفـل عن دراجته ليركبهـا هـو عنـوة واقتداراً فكـان صاحبنا الصغير يهرع الى أمه باكياً فتخرج للصبي وتخلص منه الدراجة!

فماذا كان الطفل يريد؟ لقد كان يريد ـ طبعاً ـ الإنتقام من هذا الصبي الذي طالما جرح كبرياءه، وأذل إحساسه بالأهمية!

وعرف أبوه هذا فأقبل عليه يمنيه بأنه يسعه أن ينتقم من غريمه هـذا لو أنه أكل من الطعام مقداراً كافياً، وعندئذ حلت المشكلة! فقد أبـدى الطفـل استعداده، وبدأ يتناول أصناف الطعام بنهم من أجل أن ينمو ويكبر، ويتسنى له أن يؤدب ذلك الشرير الذي طالما غلبه على أمره، وسلب منه دراجته.

إن رغبة الأب والأم بالنسبة لأبنهما لم تستطع أن تكون محركة للطفـل، ولكنهما عندما اكتشفا حاجة ابنهما، وأدركا وتر آلامه ورغباته، استطاعا أن يدفعانه للأكل بشغف.

هذا وان إدراك رغبة الأطفال والتعـامـل معهم وفقهاً، ليس الأسلوب الأنجح في ما يتعلق بفن الصغار فحسب بل وحتى في معاملة الكبار، فإنها قائمة على مراعاة ذلك.

يقول أحد الناجحين في معاملة الناس: (إذا كان هناك سر واحد للنجاح، فهو القدرة على إدراك وجهات نظر الشخص الآخر والنظر الى الأشياء بالمنظار الذي ينظر به الآخرون).

ويقول الإمام علي (عليه السلام) لأبنه الحسن: (يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكـره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن کما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.