أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2021
2261
التاريخ: 26-3-2022
1953
التاريخ: 11-4-2022
1820
التاريخ: 2024-01-27
1123
|
المراد بالأول التكلم بما لا فائدة فيه اصلاً، لا في الدين ولا في الدنيا. والثاني ـ أعـني فـضول الكلام ـ أعم منه ، إذ يتناول الخوض فيما لا يعني والزيادة فيما يعني على قدر الحاجة، والروايات في ذمهما كثيرة.
وقد روي: (انه استشهد يوم أحد غلام من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووجد على بطنه حجر، مربوط من الجوع، فمسحت امه التراب عن وجهه ، وقالت: هنيئاً لك الجنة يا بني، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وما يدريك لعلـه كـان يتكلم فيما لا يعنيه، ويمنع ما لا يضره)(1).
وورد ايضاً: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لبعض أصحابه وهو مريض: (أبشر فقالت أمه: هنيئاً لك الجنة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وما يدريك؟ لعله قال ما لا يعنيه، أو منع ما لا يعنيه).
يعني: إنما تتهنأ الجنة لمن لا يحاسب ، ومن يتكلم فيما لا يعنيه حوسب عليه وإن كان كلامه مباحاً. فلا تتهنأ له الجنة مع المناقشة في الحساب. فإنه نوع من العذاب وروي (إنه تكلم رجل عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأكثر، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (كم دون لسانك من حجاب؟ فقال: شفتاي وأسناني. فقال (عليه السلام): أما كان في ذلك ما يرد كلامك)(2)؟!.
وفي رواية اخرى: إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذلك في رجل اثنى عليه، فاستهتر في الكلام، ثم قال: ما أوتي رجل شرا من فضل في لسانه) .
وروي: (إنه قدم رهط من بني عامر على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فشرعوا بالمدح والثناء عليه ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (قولوا قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان)(3).
ومراده (صلى الله عليه وآله وسلم) إن اللسان اذا اطلق في الثناء ولو بالصـدق يخشى أن يستهويه الشيطان الى الزيادة المستغنى عنها ، وقال بعض الصحابة: إن الرجل ليكلمني بالكلام وجوابه اشهى الي من الماء البارد على الظمآن، فأتركه خيفة أن يكون فضولا.
وقال بعض الا كابر: من كثر كلامه كثر كذبه، وقال بعضهم: يهلك الناس في خصلتين: فضـول المال، وفضـول الكـلام(4).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه )(5)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (طوبى لمن امسك الفضل من لسانه، وانفق الفضل من ماله)(6).
وانظر كيف قلب الناس الامر في ذلك، فامسكوا فضل المال، واطلقوا فضل اللسان. وروي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذات يوم: (إن أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة، فلما دخل هذا الرجل قالوا له: أخبرنا بأوثق عملك في نفسك ترجو به، فقال: إني رجل ضعيف العمل، وأوثق ما ارجوا الله به سلامة الصدر وترك ما لا يعنيني)(7).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم)لأبي ذر: (ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: هو الصمت ، وحسن الخلق، وترك ما لا يعنيك)(8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتاب الصمت وآداب اللسان: ۹۱.
(2) بحار الانوار: 280/68.
(3) تصحيفات المحدثين: 214.
(4) كتاب الصمت وآداب اللسان: 90.
(5) وسائل الشيعة، ط آل البيت : ۱۹۹/۱۲.
(6) میزان الحكمة: ۲۷۰۱/3.
(7) كتاب الصمت وآداب اللسان: 94.
(8) كتاب الصمت وآداب اللسان: ۹۱.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|