المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

اجمال المخصّص اللبّي
8-9-2016
 e . Rutherford​ رذرفورد   
11-5-2016
أوجه التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية
7-12-2017
التاريخ
10-9-2016
إدارة الشركة البسيطة
7-10-2017
الاعتبارات الخاصة بالخطابات البيعية
4/9/2022


ميثم التمار / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
2341   10:24 صباحاً   التاريخ: 9-4-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص308 ـ 311
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

هو ميثم بن يحيى التمار الأسدي أبو سالم، جليل من أصحاب أمير المؤمنين، والحسن، والحسين (عليهم السلام). كان عبداً لامرأةٍ فاشتراه علي (عليه السلام)، وأعتقه، نال منزلةً رفيعةً من العلم بفضل باب العلم النبوي حتى وصف بانه اُوتي علم المنايا والبلايا.

كان الامام (عليهم السلام)، قد أخبره بكيفية استشهاده وما يُلاقيه في سبيل الله. وقد نطق ميثم بهذه الحقيقة العظيمة الواعظة أمام قاتله الجلاد الجائر، وأكد حتمية تحقق تلك النبوءة الإعجازية بصلابةٍ تامةٍ.

إن رسوخه على طريق الحق، وثباته في الدفاع عن الولاية، ومنطقه البليغ في تجلية الحقائق، كل ذلك قد استبان مراراً في كلمات الأئمة (عليهم السلام)، وذكرته أقلام العلماء.

قتلهُ عبيد الله بن زياد قبل استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، بأيامٍ..

روى الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد: أن ميثماً التمار كان عبداً لامرأةٍ من بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنين (عليهم السلام)، منها وأعتقه، وقال له: ما اسمُكَ؟

قال: سالم.

قال: أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم ميثمٌ.

قال: صدق الله ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين، والله إنه لاسمي.

قال: فارجع إلى اسمِك الذي سماك به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ودع سالماً. فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم.

فقال له علي (عليه السلام)، ذات يوم: إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً فيخضب لحيتك. فانتظر ذلك الخضاب، وتصلب على باب دار عمرو بن حُريث عاشر عشرةٍ أنت أقصرهم خشبةً وأقربهم من المطهرةِ، وامضِ حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها. فأراه إيّاها، فكان ميثمٌ يأتيها فيُصلي عندها ويقول: بوركت من نخلةٍ، لكِ خلقتُ ولي غُذيتِ. ولم يزل يتعاهدها حتى قطعت وحتى عرف الموضع الذي يصلب عليها بالكوفة. قال: وكان يلقى عمرو بن حريثٍ، فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري.

فيقول له عمرو: أ تُريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دارَ ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يُريد. وحج في السنة التي قُتل فيها، فدخل على أم سلمة (رضي الله عنها)، فقالت: من أنت؟

قال: أنا ميثم.

قالت: والله لرُبما سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يوصي بك علياً في جوفِ الليل. فسألها عن الحُسين.

قالت: هو في حائطٍ(1)، لهُ.

قال: أخبريه أني قد أحببتُ السلام عليه، ونحن مُلتقون عند رب العالمين إن شاء الله. فدعت لهُ بطيبٍ فطيّبت لحيتهُ.

وقالت له: أما إنها ستخضبُ بدمٍ.

فقدم الكوفة فأخذهُ عبيد الله بن زيادٍ فاُدخل عليه فقيل: هذا كان من آثرِ الناسِ عند عليّ. قال: ويحكُم هذا الأعجمي؟!

قيل لهُ: نعم.

قال له عبيد الله: أين ربك؟ قال: بالمرصاد لكل ظالمٍ وأنت أحدُ الظلمةِ.

قال: إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد، ما أخبركَ صاحبُك أني فاعلٌ بك؟

قال: أخبرني أنك تصلبُني عاشِر عشرةٍ، أنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرةِ.

قال: لنخالفنهُ.

قال: كيف تخالفه؟! فوالله ما أخبرني إلا عن النبي (صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل عن الله تعالى، فكيف تخالف هؤلاء؟! ولقد عرفت الموضع الذي أصلب عليه أين هو من الكوفة، وأنا أول خلق الله ألجم في الإسلام. فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيدٍ، فقال ميثم التمار للمُختار: إنك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتلُ هذا الذي يقتُلنا. فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريدٌ بكتاب يزيد إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله فخلّاه، وأمر بميثم أن يصلب، فاًخرج فقال له رجل لقيهُ: ما كان أغناك عن هذا يا ميثم! فتبسم وقال وهو يومئ إلى النخلةِ: لها خلقتُ ولي غُذيت، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث. قال عمرو: قد كان والله يقول: إني مجاورك. فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره، فجعل ميثم يُحدّثُ بفضائل بني هاشمٍ، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبدُ.

فقال: ألجِموهُ. فكان أول خلقِ الله ألجِم في الإسلام. وكان مقتلُ ميثم - رحمةُ الله عليه - قبل قدوم الحسين بن علي (عليه السلام)، العراق بعشرةِ أيامٍ، فلما كان يومُ الثالث من صلبه، طُعن ميثم بالحربةِ، فكبَّر ثم انبعث في آخرِ النهار فمه وأنفهُ دماً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الحائط هاهنا البُستان من النخيل إذا كان عليه حائط وهو الجدار (النهاية: ج1، ص462). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.