المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05



الشباب والعلاقات الاجتماعية / التواصل فن ورسالة  
  
2227   03:20 مساءً   التاريخ: 25-2-2022
المؤلف : حسين أحمد الخشن
الكتاب أو المصدر : مع الشباب في همومهم وتطلعاتهم
الجزء والصفحة : ص272ــ278
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن الحديث عن التواصل بالنسبة للشباب هو حديث هام للغاية، لا لأن بعض الشباب قد لا يعير أهمية لمبدأ التواصل فحسب، بل لأنه حتى لو كان ملتفتاً إلى أهمية التواصل أو كان بطبعه إنساناً متواصلا، فإنه قد لا يحسن اختيار أو تحديد الأشخاص الذين عليه أن يتواصل معهم، أو قد لا يكون ملما بكيفية هذا التواصل، ومن هنا كان من الضروري أن نقارب هذا الموضوع بطرح جملة من الأسئلة ثم نحاول الإجابة عليها، والأسئلة هي:

1ـ ما هو التواصل؟ وما هي أهدافه؟

2ـ مع من نتواصل؟

3ـ كيف نتواصل؟ أو ما هي شروط التواصل؟

4ـ ما هي أهم أشكال التواصل وأساليبه؟

5ـ ما هو الحكم الشرعي للتواصل؟

1ـ التواصل: أهدافه ونتائجه

ما هي حقيقة التواصل؟ وما هي أهدافه؟ وما هي فوائده؟

وفي الإجابة على ذلك يمكن القول:

1) أنا أتواصل فأنا إنسان، إن معنى أن تتواصل أنك تؤكد إنسانيتك، فالإنسان بطبعه مفطور على التواصل والتعارف، وتتجلى هذه الفطرة لدى الطفل أكثر من غيره، حتى لو كان رضيعاً، ومن هنا قيل: الإنسان مدني بالطبع.

وهو ـ أي الإنسان ـ بحاجة إلى التواصل، لأنه إن لم ينم فطرة التواصل لديه، فربما يقع أسير العزلة النفسية والاجتماعية المدمرة، إلى درجة ربما تقترب به من البداوة.

فمعنى أن يتواصل الإنسان، أنه يخرج من العزلة إلى الفضاء الاجتماعي الرحب، وأن يكون منتجاً مشاركاً وفاعلاً.

2) أنا أتواصل فأنا أتعلم، فبالتواصل سوف تكتشف ذاتك وتكتشف الآخر، وتكتشف نقاط ضعفك وضعفه، ونقاط قوتك وقوته، بالتواصل تكتشف الحياة. إن عملية التواصل هي عملية معرفة وقراءة، قراءة في كتاب الحياة كما هي قراءة في الكتاب المألوف، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، فالتنوع البشري الذي يمثل مشيئة إلهية {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} له هدف واضح ومحدد وهو التعارف {لِتَعَارَفُوا} وليس هدفه التناحر والتقاتل.

3) أنا أتواصل فأنا أكتشف جديداً وأنا أبدع وأتطور، وعكس هذه المعادلة:

أنا لا أتواصل فأنا أعيش الجمود.

4) مجتمع متواصل يساوي مجتمعاً سليماً ومعافى، وفي المقابل، فإن المجتمع غير المتواصل هو مجتمع مفكك، وغير متآزر ولا متعاضد. والإسلام عندما يدعو إلى التواصل والتعارف والحوار، فإنّما يهدف ـ فيما يهدف إليه ـ إلى تجسير العلاقات الاجتماعية وإحكامها.

2ـ مع من نتواصل؟

والإجابة على هذا التساؤل تتحدد في ضوء معرفة أهداف التواصل وغاياته، وما يمكننا الحديث عنه هنا:

أ ـ التواصل مع الله والذات

قبل الحديث عن التواصل مع أحد، فإن علينا أن نتواصل مع أنفسنا، ومن الخطأ أن تتواصل مع الآخر قبل أن تتواصل مع ذاتك؛ لأن الكثيرين منا ينشغلون بالآخر وينسون أنفسهم، وهذه علامة الفاشلين، ولذا نحن بحاجة إلى جلسة تواصل مع الذات، وجلسة حساب مع أنفسنا، وعلينا أن نصارح أنفسنا في جلسة الحساب والتقييم هذه وأن لا نغشها ولا نخدعها، لأن من يغشُ نفسه فلن يُرجى خيرُه، ولا نصحه للآخرين.

والتواصل مع الذات إذا كان صحيحاً فلا بد أن يقودنا إلى التواصل مع الله تعالى، لأن: (من عرف نفسه فقد عرف ربه)(1)، فالنفس هي من أبرز آيات الله ودلائل عظمته، ومعرفتها حق المعرفة ستقود إلى معرفته عز وجل، والشعور بالحاجة والفقر إليه تعالى.

أما التواصل مع الله تعالى فهو الذي يعطينا الأمن والاستقرار: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وهو الذي يرسم لنا حدود التواصل مع الذات ومع الآخر.

والتواصل مع الله معناه أن تشعر بعبوديتك لله ومالكية الله لك، أن تشعر بحضور الله تعالى في نفسك وعلاقاتك وحياتك كلها، ولذا لا بد من جلسة تواصل مع الله، جلسة مناجاة، تناجيه وتشكو إليه؛ والعبادات تؤمن فرصة مثالية للتواصل مع الله سبحانه.

ب ـ التواصل مع الآخر

وبعد أن تتقن عملية التواصل مع الذات ومع الله سبحانه، تنطلق حينها لعملية التواصل مع الآخر، فالتواصل مع الله هو الذي ينبغي أن ينظم عملية التواصل مع الآخر ويحدد نطاقها، والتواصل الناجح مع الذات سوف يحدد لي من أتواصل معه، وذلك في ضوء معرفتي بمواصفات هذه الذات وما يناسبها.

والآخر على نوعين:

النوع الأول: الآخر الذي نريد الاقتداء به أو الإفادة منه، وهنا عليك الدقة في اختيار من تتواصل معه، ويمكننا بكلمة مختصرة أن نقول: عليك اختيار من يزيدك في علم أو دين أو خبرة، أو على الأقل لا يؤثر سلباً على روحيتك وأخلاقياتك.

النوع الثاني: الآخر الذي نريد التأثير فيه، وهنا لا حدود ولا محرمات في التواصل مع أحد، فلنتواصل مع المؤمن، مع الكافر، مع الملحد. فالمسلم صاحب رسالة وهو يحمل روح المحبة لجميع الناس ويرغب في هدايتهم، ويتمنى لهم الخير. وهذه الروح الرسالية دفعت عالماً جليلاً وهو السيد ابن طاووس أن يخصص دعاءه في صلاة الليل لغير المؤمنين، طلباً من الله تعالى لهم الهداية، كما نص على ذلك في كتابه (المحجة لثمرة المهجة).

3 ـ كيف نتواصل؟ أو ما هي شروط التواصل الناجح؟

أولاً: الشروط الدينية والأخلاقية

1ـ الصدق والأمانة، فالعلاقة مع الآخرين لا بد أن يحكمها مبدأي الصدق والأمانة، بعيداً عن الأساليب الملتوية، ومن هنا ورد في الأحاديث الشريفة أن الإنسان إنما يختبر إيمانه بصدق الحديث وأداء الأمانة، لا بالصلاة ولا بالصوم، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة"(2).

٢ـ التواصل الهادف لا العابث، بحيث يكون تواصلك مع الأشخاص الذين تنتفع من التواصل معهم في علم أو دين أو دنيا، كتجارة تستفيد منها. وأما التواصل اللاهي والعابث، أو الذي يضر بدينك ولا تستفيد منه علماً ولا عملاً، ولا خلقاً ولا تجارة محللة فعليك اجتنابه وتركه. وعندما يكون التواصل بهدف الدعوة إلى الله تعالى أو المصلحة العامة، فاحرص ـ أيضاً ـ على إبقائه تواصلاً رسالياً، ولا شك أن الروح الرسالية والإنسانية البعيدة عن المصالح الضيقة والأهداف الشخصية والنفعية، تجعل التواصل مثمراً وتديم الصداقة والأخوة.

ثانياً: الشروط الموضوعية: الفنية والتخصصية

وثمة شروط موضوعية، وأقصد بها الشروط الفنية التخصصية التي لن يتسنى لأي عمل أو نشاط النجاح دون مراعاتها، ويمكن الإشارة إلى شرطين:

1ـ احترام التخصصات، بحيث لا تتدخل فيما لا تعلم، ولا تتحدث فيما لا تفقه.

2ـ إتقان التواصل، ففي الحديث النبوي الشريف: "إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه"(3)، والتواصل عمل من الأعمال فينبغي إتقانه، والإتيان به على وجهه الأتم.

ثالثاً: الشروط الأخلاقية

أ ـ التبسم وحسن البشر، فهذا شرط لنجاح العلاقة بالآخرين، في الحديث: "صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبة ويدخلان الجنة"(4)، وعن الإمام الرضا (عليه السلام): "من تبسم في وجه أخيه المؤمن كتب الله له حسنة، ومن كتب الله له حسنة لم يعذبه"(5).

ب ـ الابتداء بالسلام، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ابدأوا بالسلام قبل الكلام، فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه"(6) ۔

ت ـ المصافحة، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إذا لقي أحدكم أخاه فليصافحه وليسلم عليه، فإن الله أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا بصنيع الملائكة"(7).

ث ـ الكلمة الطيبة، عن الصادق (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها وفرج عن كربته لم يزل في ظل الله الممدود عليه الرحمة ما كان في ذلك"(8).

 

ج - التهادي، في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "تهادوا تحابوا، تهادوا فإنها تذهب بالضغائن"(9).

4 ـ أشكال التواصل وأساليبه

للتواصل مع الآخرين عدة أشكال:

(۱) ناطق:

أ ـ كتبي (رسالة إلكترونية أو ورقية)

ب ـ شفهي (محادثة مباشرة أو تلفونية..)

(2) صامت:

أ ـ صمت اللسان: فرب حالات يكون الصمت فيها أبلغ من الكلام، وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق (عيه السلام): "كونوا دعاة للناس بأعمالكم ولا تكونوا دعاة بألسنتكم"(10).

ب - نشاط ميداني: مساعدات، زيارات.. (زيارة المؤمن، عيادته، تشييعه)، وهذه القيم مع الأسف تكاد تنقرض.

ومن الضروري هنا أن نعمل على تجديد أساليب التواصل، لأن الأساليب متحركة ومتغيرة، ولا ينبغي أن نجمد عند الأساليب الموروثة، فضلاً عن أن نقدسها ونتخاصم من أجلها.

5 ـ الحكم الشرعي للتواصل

في المبدأ، فإن التواصل مع الآخرين مشروع ومرغوب فيه عقلاً وعقلائياً، فالتواصل يخرج الإنسان من عزلته ويقوده ويدفعه ليكون شخصاً مدنياً اجتماعياً، وإذا كان التواصل بهدف رسالي دعوي فسوف يغدو أمراً مطلوباً شرعاً، وربما يرقى إلى مستوى الوجوب، ونحوه تواصل الأرحام والأقارب والاخوان.

وقد يكون التواصل في بعض الحالات محرماً وهو التواصل مع أعداء الله والإنسانية الذي يعد إضعافاً لجماعة المؤمنين أو خيانة للوطن، وكذا التواصل الذي يؤثر على المناعة الأخلاقية والروحية للإنسان المسلم، أو التواصل الذي يجعلك في موقع التهمة أو الشبهة.

____________________________

(1) بحار الأنوار ج2 ص32.

(2) الكافي ج2 ص104.

(3) کنز العمال ج3 ص907.

(4) الكافي ج2 ص103.

(5) مستدرك الوسائل ج12 ص428.

(6) الكافي ج 2 ص 644.

(7) مصادقة الاخوان (بضميمة فضائل الشيعة، وصفات الشيعة، وفضائل الأشهر الثلاثة) للشيخ الصدوق ص107.

(8) الكافي ج 2 ص206.

(9) الكافي ج 5 ص 144.

(10) قرب الإسناد ص78. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.