أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-23
228
التاريخ: 7-3-2022
2082
التاريخ: 5-7-2017
3160
التاريخ: 13-5-2016
3477
|
وبسبب تشدد « سهيل » في شروط الصلح كادت المفاوضات أن تفشل ، وأخيرا تمّ الاتفاق على عدّة شروط للصلح ، هي :
1 - تعهّد الطرفين بترك الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ويكفّ بعضهم عن بعض .
2 - من أتى محمّدا من قريش بغير إذن وليّه ردّه عليهم ، ومن جاء قريشا ممّن مع « محمّد » لم يردّوه عليه .
3 - من أحب أن يدخل في عقد « محمّد » وعهده دخل فيه ومن أحبّ أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه .
4 - يرجع « محمّد » بأصحابه إلى المدينة عامه هذا فلا يدخل مكة ، وإنما يدخل مكة في العام القادم فيقيم فيها ثلاثة أيام ليس معه سوى سلاح الراكب ، والسيوف في القرب[1] .
5 - لا يستكره أحد على ترك دينه ويعبد المسلمون اللّه بمكة علانية وبحرية وأن يكون الاسلام ظاهرا بمكة وأن لا يؤذى أحد ولا يعيّر[2].
6 - لا إسلال ( سرقة ) ولا إغلال ( خيانة ) بل يحترم الطرفان أموال الطرف الآخر[3].
7 - لا تعين قريش على « محمّد » وأصحابه أحدا بنفس ولا سلاح[4].
ولم يرض نفر من المسلمين ببنود الصلح ، فاعترضوا على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) متصوّرين أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قد تراجع أمام قريش ولم يدركوا أن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مسدد من اللّه وأنه ينظر بعين متطلّعة إلى مستقبل الرسالة الإسلامية ومصالحها العليا . وردّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) على المعترضين بقوله : « أنا عبد اللّه ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيّعني » .
وأقرّ النبي ما كرهه بعض المسلمين ، وجاءت قضية تسليم أبي جندل لقريش[5] إثارة جديدة في ظرف توتّر فيه الوضع النفسي عند بعضهم .
ولكن هذا الصلح كان في الواقع فتحا مبينا وكبيرا للمسلمين على خلاف ما كان يبدو للبعض من ظاهر بنود الصلح ؛ إذ انقلبت شروط المعاهدة لصالح المسلمين بعد قليل .
وفي طريق الرجوع إلى المدينة نزلت آيات القرآن الكريم[6] لتؤكد البعد الحقيقي للصلح مع زعيمة الوثنية ، وتبشّر المسلمين بدخول مكة قريبا .
نتائج صلح الحديبية :
1 - اعترفت قريش بكيان المسلمين كقوة عسكرية وسياسية منظمة ، وكدولة حقيقية جديدة .
2 - دخلت المهابة في قلوب المشركين والمنافقين وتصاغر دورهم ، وظهر ضعفهم عند المواجهة .
3 - أعطت الهدنة فرصة لنشر الاسلام ودخلت قبائل كثيرة في الاسلام . وقد كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يتوقّع منذ بدء حركته الرسالية الإسلامية أن تترك قريش له فرصة يعبّر فيها بحرّية عن موقفه ، ويشرح الإسلام للناس بأمان .
4 - أمن المسلمون جانب قريش فحوّلوا ثقلهم وجهودهم لمواجهة اليهود وسائر المناوئين .
5 - جعلت مفاوضات الصلح حلفاء قريش يفقهون موقف المسلمين ويميلون إليهم .
6 - مكّن الصلح النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) من أن يراسل الملوك ورؤساء الدول خارج الجزيرة لدعوتهم إلى الاسلام ، وأن يستعدّ لغزوة مؤتة ، كخطوة لنقل الإسلام خارج منطقة الجزيرة العربية .
7 - مهّد الصلح لفتح مكة - الّتي كانت أهم قلاع الوثنية حين ذاك - في مراحل لاحقة .
2 - انطلاقة الرسالة الاسلامية إلى خارج المدينة :
لقد كانت محاولات قريش للقضاء على الاسلام فيما مضى عاملا لانشغال النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين في معارك الدفاع والتحصين وتثبيت أركان الدولة والمجتمع الإسلامي عدة سنين فلم يستطع خلالها أن يبلّغ بحريّة تامّة رسالته السماوية العالمية والخاتمة لكل الأديان . ولكن بتوقيع معاهدة صلح الحديبية أمن الرسول جانب قريش وأتاحت هذه العملية فرصة مناسبة لأن يبعث الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) سفراءه إلى زعماء القوى الكبرى المحيطة بالجزيرة العربية وإلى كل رؤساء المجاميع في الجزيرة وخارجها يدعوهم إلى الاسلام بعد بيان التعاليم الإلهية لهم .
فقد روي أنه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال في أصحابه : « أيها الناس إن اللّه قد بعثني رحمة وكافّة فلا تختلفوا عليّ كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم » .
فقال أصحابه : وكيف اختلف الحواريون يا رسول اللّه ؟ قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه فأما من بعثه مبعثا قريبا فرضي وسلّم وأما من بعثه مبعثا بعيدا فكره وجهه وتثاقل »[7].
وانطلقت رسل الدعوة والهداية تنقل أمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى نقاط العالم المختلفة [8].
[1] السيرة الحلبية : 3 / 21 .
[2] بحار الأنوار : 20 / 352 .
[3] مجمع البيان : 9 / 117 .
[4] بحار الأنوار : 20 / 352 .
[5] السيرة الحلبية : 3 / 21 ، السيرة النبوية : 2 / 218 ، بحار الأنوار : 20 / 252 .
[6] راجع سورة الفتح ( 48 ) : 1 - 7 و 18 - 28 .
[7] السيرة النبوية : 2 / 606 ، والطبقات الكبرى : 1 / 264 .
[8] قد عدّ علماء الاسلام ما يقارب من ( 185 ) كتابا ورسالة بعثها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى كل القوى يدعوها إلى الإسلام . راجع : مكاتيب الرسول لعلي بن حسين علي الأحمدي .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|