المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ابن سنان الخفاجي
25-12-2015
التنظيم الهرمي والتدرج الوظيفي
29-3-2016
معنى كلمة مهن‌
2-1-2016
معنى كلمة عيش‌
17-12-2015
التماثل الأسطواني
5-1-2016
الموطن الأصلي والقيمة الغذائية والصحية للنبق (السدر)
17-7-2016


غزوة أحد  
  
1707   05:24 مساءً   التاريخ: 30-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، 140-145
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

غزوة أحد[1]:

مرّت الأيام التي تلت معركة بدر ثقيلة على قريش والمشركين . وفي المدينة لم يزل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يواصل عمليّة بناء الانسان والدولة حيث كانت الآيات الإلهية تترى وهي تشرّع للإنسان سلوكه وحياته والنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يفصّل التعاليم ويطبق الأحكام ويهدي إلى طاعة اللّه .

وتظافرت الأسباب والدواعي عند مشركي مكة ومن والاهم لخوض حرب جديدة ضد الإسلام تزيح عن كاهلهم كابوس الهزيمة في بدر وتطفئ غليل الحقد الذي ما زال يؤجّجه أبو سفيان زعيم البيت الأموي والخاسر الأكبر في بدر ، كما كان عويل النساء ومطامع التجار الذين فقدوا كل الطرق الآمنة للتجارة عاملين آخرين لذلك .

فكانت الحرب محاولة لإضعاف المسلمين وتأمين طرق التجارة إلى الشام ، والحدّ من تنامي قوة المسلمين العسكرية لتجنيب مكة من خطر الاحتلال والقضاء على الشرك فيها . ومما أسهم في إعداد الحرب أيضا تحريض يهود ومنافقي المدينة لقريش وغيرها لغزو المدينة والقضاء على الإسلام .

وسارع العباس بن عبد المطلب إلى الكتابة للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يخبره عن اجتماع كلمة قريش على الحرب وتهيئتهم للعدّة والعدد حيث استنفروا معهم القبائل واتخذوا عدة أساليب لإثارة الحرب والعزيمة على القتال إذ خرجت النسوة معهم .

ووصل الكتاب سرّا إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فكتم الخبر عن المسلمين حتى يستوضح الأمر ويعدّ له العدّة اللازمة .

واقتربت جحافل الشرك من المدينة فبعث النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) الحباب بن المنذر سرا ليستطلع العدو - بعد أن بعث أنسا ومؤنسا ابني فضالة - فجاء الخبر والوصف متوافقين مع كتاب العباس وخبر ابني فضالة ، وبات عدد من المسلمين من الذين أخبرهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بالخبر في حيطة وحذر خشية مداهمة العدو .

ثم استشار رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أصحابه بعد أن أعلن قدوم قريش للحرب فاختلفت آراؤهم بين التحصّن في المدينة أو الخروج لملاقاة العدو خارجها . ولم يكن عسيرا على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يحدد الخطة مسبقا لكنه أراد أن يشعر المسلمين بمسؤوليتهم . ثم كان الاتفاق على خروج المسلمين للقاء العدو وقتاله خارج المدينة . ثم صلّى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) صلاة الجمعة وصعد المنبر وخطب وأخذ يعظ الناس ويذكّرهم بطاعة اللّه وأمرهم بالجد والجهاد والصبر . ثم نزل ودخل داره ولبس لامته مما أثار المسلمين وهزهم بشدة وظنوا أنهم أكرهوا الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) على الخروج من المدينة فقالوا : يا رسول اللّه ما كان لنا أن نخالفك ، فاصنع ما بدا لك .

فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : ما ينبغي لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل[2].

وخرج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في ألف مقاتل من المسلمين ورفض أن يستعين باليهود ضد المشركين قائلا : لا تستنصروا بأهل الشرك على أهل الشرك[3]. ولم يستطع المنافقون إخفاء حقدهم فانخذل عبد اللّه بن أبي عن رسول اللّه بثلاثمئة وبقي رسول اللّه بسبعمئة وكان المشركون أكثر من ثلاثة آلاف[4].

وعند جبل أحد وضع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) خطة محكمة ليضمن النصر المؤزر ثم قام ( صلّى اللّه عليه واله ) فخطب الناس قائلا : « أيها الناس أوصيكم بما أوصاني اللّه في كتابه من العمل بطاعته والتناهي عن محارمه ، ثمّ إنكم اليوم بمنزل أجر وذخر لمن ذكر الذي عليه ، ثم وطّن نفسه له على الصبر واليقين والجد والنشاط فإنّ جهاد العدو شديد كريه ، قليل من يصبر عليه ، إلّا من عزم اللّه رشده ، فإن اللّه مع من أطاعه وإن الشيطان مع من عصاه ، فافتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد والتمسوا بذلك ما وعدكم اللّه ، وعليكم بالذي أمركم به ، فإنّي حريص على رشدكم فإن الاختلاف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف مما لا يحب اللّه ، ولا يعطي عليه النصر ولا الظفر »[5].

واصطف المشركون للقتال الذي سرعان ما نشب ولم يمض زمن طويل حتى ولّت قوى الشرك الأدبار ، وكادت نساؤهم أن تقع بأيدي المسلمين سبايا ، وبدا انتصار المسلمين واضحا في ساحة المعركة حتى وسوس الشيطان في نفوس بعض الرماة الذين وضعهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فوق الجبل وأمرهم بعدم ترك مكانهم مهما كانت نتيجة المعركة حتّى يتلقّوا أمرا جديدا منه فعصوا أمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وتركوا مواقعهم سعيا وراء الغنائم فكرّت قوى الشرك ثانية بقيادة خالد بن الوليد من موقع الثغرة التي نهى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عن تركها .

فذهل المسلمون لذلك وتفرّقت جموعهم وعادت فلول قريش المنهزمة إلى الحرب وقتل عدد كبير من المسلمين وأشاع المشركون نبأ مقتل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وكادت كتائب الشرك أن تصل إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لولا استبسال علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وسهل بن حنيف وقلة قليلة ثبتت في ساحة المعركة إذ فرّت البقية الباقية من المسلمين بما فيهم كبار الصحابة [6]، حتى أن بعضهم بدرت منه فكرة التبرّي من الإسلام فقال : ليت لنا رسولا إلى عبد اللّه بن أبي فيأخذ لنا أمانا من أبي سفيان [7].

واستشهد حمزة بن عبد المطلب عمّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وتعرض رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) للإصابة فكسرت رباعيته السفلى وشقت شفته وسال الدم على وجهه فجعل يمسحه وهو يقول : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى اللّه [8]« 3 » وقاتل ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى صارت قوسه شظايا . وطعن أبي بن خلف حين هجم عليه يريد قتله ( صلّى اللّه عليه واله ) ومات أبي على أثرها واستبسل علي ابن أبي طالب بصورة لا نظير لها وهو يفرق كل من يتقدم نحو رسول اللّه ويهده بسيفه فنزل جبرئيل على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال : يا رسول اللّه هذه المواساة ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إنه مني وأنا منه » . فقال جبرئيل : وأنا منكما ، فسمعوا صوتا يقول : « لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا علي »[9].

وانسحب الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) والبقية الباقية معه من المسلمين إلى الجبل وهدأت المعركة وجاء أبو سفيان يستهزئ ويسخر بالمسلمين قائلا : اعل هبل .

وأمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يرد على الكفر مظهرا بذلك عدم انكسار العقيدة رغم الانكسار في ساحة المعركة فقال قولوا : « اللّه أعلى وأجل » .

وأمر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بالردّ ثانية على شعار أبي سفيان الكافر حين قال : نحن لنا العزّى ولا عزّى لكم فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : قولوا « اللّه مولانا ولا مولى لكم »[10].

ورجع المشركون إلى مكّة وقام النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمون بدفن الشهداء فهالهم المنظر الفظيع الذي تركته قريش فقد مثّلت بجثث الشهداء . ولما أبصر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حمزة بن عبد المطلب ببطن الوادي وقد اخرج كبده ومثّل به بوحشية وحقد ؛ حزن حزنا شديدا وقال : ما وقفت موقفا قط أغيظ إليّ من هذا .

ولم تكن التضحيات الجسام والخسارة الكبيرة في ساحة المعركة لتثني أهل العقيدة والرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) عن الاستمرار في الدفاع عن حياض الإسلام وكيان الدولة الفتية ، ففي اليوم التالي من رجوعهم إلى المدينة أمر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) باستنفار المسلمين لطلب العدو ومطاردته على أن لا يخرج إلّا من حضر الغزوة فخرج المسلمون على ما بهم من جراح إلى منطقة حمراء الأسد وبهذا اتّبع الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) أسلوبا جديدا لإرعاب العدو ، ممّا جعل الخوف يسيطر عليهم فأسرعوا في مسيرهم نحو مكّة[11] ورجع النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمون إلى المدينة وقد استردوا كثيرا من معنوياتهم .

 


[1] وقعت معركة أحد في شوال من السنة الثالثة للهجرة .

[2]  السيرة النبوية : 2 / 23 ، المغازي : 1 / 214 .

[3] الطبقات لابن سعد : 2 / 39 .

[4] الطبري : 3 / 107 .

[5] المغازي : 1 / 221 .

[6] المغازي : 1 / 237 ، السيرة النبوية : 2 / 83 ، شرح نهج البلاغة : 15 / 20 .

[7]  بحار الأنوار : 20 / 27 . وقد وردت آيات القرآن تبين القتال ونوازع المسلمين في سورة آل عمران : 3 / 121 - 180 .

[8] تاريخ الطبري : 3 / 117 ، بحار الأنوار : 20 / 102 .

[9] تأريخ الطبري : 3 / 116 ، مجمع الزوائد : 6 / 114 ، بحار الأنوار : 20 / 71 .

[10] السيرة النبوية : 2 / 94 .

[11] السيرة النبوية : 2 / 102 ، الطبقات الكبرى : 2 / 49




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.