لماذا لا تتركون الاحاديث الموضوعة الذامة للصحابة وتقدسونهم جميعا ؟ |
1394
12:42 صباحاً
التاريخ: 29-3-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-5-2022
1642
التاريخ: 29-3-2022
1395
التاريخ: 7-5-2022
1975
التاريخ: 12-4-2022
1960
|
السؤال : هناك بعض الأحاديث الموضوعة ، والتي تقلّل من شأن صحابة الرسول صلى الله عليه واله ، فبعض الصحابة تقدّسونهم وبعضهم تسبّونهم؟ ونحن من أين نعلم ما في نفوس البشر ، حتّى ولو كانوا منافقين؟ بل الله أعلم بهم.
الجواب : تقديس أحد أو التبرّي من أحد لا يكون صحيحاً ما لم تكن هناك قرائن على استحقاق ذلك الشخص منزلة التقديس أو التبرّي ، ونحن الإمامية ننتهج منهجاً عقلائياً لا يحيد عن الفطرة والوجدان ، وتؤيّده أدلّة صحيحة صريحة.
والشيعة الإمامية يرفضون التقديس الاعتباطي الذي لا يستند إلى دليل ، ولا يقرّه عقل ، بل يرفضه القرآن الكريم بقوله تعالى : { وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [غافر: 58] ، وقوله تعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام: 50] ، وهكذا نهى الله تعالى عن مساواة المؤمن بالكافر أو بالمنافق.
هذا من جهة ، ومن جهة أُخرى فإنّ تقديسنا لصحابي أو عدمه تؤيّده سيرته وأحواله ، إذ ذلك مرهون بالاستقراء التاريخي الذي تفرضه سيرة هذا وأحوال ذاك ، وإذا كنّا نتردّد في حديثٍ أو حديثين ونتهمهما بالوضع والكذب ، فلا يمكننا أن نتهم التاريخ كُلّه بالوضع وعدم الصحّة ، إذ ذلك إلغاء لكثير من الحقائق ، واتهام أكثر الأُمور بالتشكيك وعدم التصديق.
والتحقيق : إنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله كان منهم الصالحين ، ومنهم المنافقين الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم ، ولعلّ استعراضاً لسيرة الكثير من الصحابة سيعطيكِ تصوّراً آخر عن موقفكِ من جميع الصحابة ، بما فيهم أُولئك الذين أباحوا سبّ علي عليه السلام على منابر الشام أربعين عاماً ، وقد قال النبيّ صلى الله عليه واله فيه : « من سبّ علياً فقد سبّني » (1).
وكان معاوية يدعو أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله إلى سبّ علي ، كالمغيرة بن شعبة ، وبسر بن أرطاة ، وأمثالهما.
فإنّ بسر بن أرطاة صعد على منبر البصرة ، فشتم علياً عليه السلام ، ثمّ قال : نشدت الله رجلاً علم أنّي صادق إلاّ صدّقني ، أو كاذب إلاّ كذّبني ، فقال أبو بكرة : اللهم إنا لا نعلمك إلاّ كاذباً ، قال : فأمر به فخنق (2).
وكان المغيرة بن شعبة ـ لمّا ولي الكوفة ـ يقوم على المنبر ويخطب ، وينال من علي عليه السلام ويلعنه ويلعن شيعته (3).
فإذا كان النبيّ صلى الله عليه واله يصرّح بأن : « من سبّ علياً فقد سبّني » ، وكان معاوية وبعض الصحابة يسبّون علياً عليه السلام ، ممّا يعني أنّهم كانوا يسبّون رسول الله صلى الله عليه واله ، كما قالت أُمّ سلمة حينما سمعت بعضهم يسبّ علياً عليه السلام : من منكم سبّ رسول الله صلى الله عليه واله؟ فقيل لها : معاذ الله ، فقالت : سمعت رسول الله يقول : « من سبّ علياً فقد سبّني » (4).
هذه سيرة بعض الصحابة ، فهل بإمكاننا أن نتردّد في التبرّي من هؤلاء بحجّة الصحبة لرسول الله صلى الله عليه واله؟!
_______________
1 ـ مسند أحمد 6 / 323 ، ذخائر العقبى : 66 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 121 ، السنن الكبرى للنسائي 5 / 133 ، خصائص أمير المؤمنين : 99 ، نظم درر السمطين : 105 ، الجامع الصغير 2 / 608 ، كنز العمّال 11 / 573 و 602 ، تاريخ مدينة دمشق 14 / 132 و 30 / 179 و 42 / 266 و 533 ، البداية والنهاية 7 / 391 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 250 و 294 ، ينابيع المودّة 1 / 152 و 2 / 102 و 156 و 274 و 395 ، جواهر المطالب 1 / 65.
2 ـ تاريخ الأُمم والملوك 4 / 128.
3 ـ مسند أحمد 4 / 369 ، المصنّف لابن أبي شيبة 3 / 244 ، المستدرك على الصحيحين 1 / 385.
4 ـ مسند أحمد 6 / 323 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 121 ، مجمع الزوائد 9 / 130 ، السنن الكبرى للنسائي 5 / 133 ، خصائص أمير المؤمنين : 99 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 266 و 533 ، البداية والنهاية 7 / 391 ، المناقب : 149 ، جواهر المطالب 1 / 66.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|