يشير مفهوم الملاحظة المنهجية إلى ملاحظة عدد صغير من السلوكيات المحددة بدقة في ظروف خاصة بغرض اختبار توقعات مسبقة معينة حول العلاقة بين المتغيرات، ويتباين هذا النوع من الملاحظة بشكل كبير مع الملاحظة الميدانية، وفي الملاحظة المنهجية لا يتطلب الأمر الاستغراق، وكذلك، فإن المدى الزمني يكون نسبياً قصيراً وغير ممتد ولا . يتم اختبار المرونة الإجرائية في البحث الميداني، ولا تكون المخرجات في الملاحظة المنهجية على هيئة فروض مبدئية خاصة بكيفية عمل النظام الاجتماعي كما هو الحال في الملاحظة الميدانية، ولكن تكون على هيئة اختبار لعدد محدود من التنبؤات لتحسينها، وتكون البيانات كمية وليست على هيئة تعليقات ميدانية: وتتضمن عادة بيانات إحصائية تكرارية للأنماط السلوكية أو الأنماط الأخرى المرتبطة بالموقف الذي تطبق عليه الملاحظة، ويرى " ليكويس Likewise" أن التحليل الإحصائي الكمي هو الأساس لهذا النوع من الملاحظة.

ولما كانت الملاحظة المنهجية تحتوى على بيانات مقاييس كمية للمتغيرات عن طريق الملاحظة، فإنها تعد الأولى والأفضل للقياس. ويبدر محال التأكيد علي دقة المقاييس في الملاحظة الإجرائية أثناء التخطيط للدراسة. وهناك مشكلتان تواجهان عملية استخدام المقاييس الاحتمالية للملاحظة أثناء قيام الملاحظ الإجرائي بعمله، واللذان يحتمان ضرورة التعامل معهما عند التخطيط للدراسة يكمن أول هذه المخاوف هو الفرض في التعريفات الإجرائية، والذي يمكن أن يقود إلى نتائج متضاربة عندما يقوم ملاحظ آخر بدراسة نفس الحدث أما المشكلة فترتبط بالسلوك غير الطبيعي من جانب الجمهور الذي تجرى عليه الملاحظة الإجرائية، والذي يمكن أن يؤدى إلى إبطال كل الاستنتاجات التي تتوصل إليها الدراسة، وتختص المشكلة الأولى بالتعامل مع ما يعرف بالثبات في القياس، فيما تتعلق المشكلة الثانية بصحة وصدق القياس.