أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-04
330
التاريخ: 10-12-2014
3536
التاريخ: 13-12-2014
3846
التاريخ: 10-12-2014
3561
|
مولده (ص)
قال الشيخان ومن تأخّر عنهما : إنّه السابع عشر من ربيع الأوّل ، استنادا إلى خبر إسحاق العلوي العريضي عن الهادي (ع) رواه الشيخ في تهذيبه ومصباحه[1] وأشار إلى مضمونه المفيد في مقنعته[2] والخبر مشتمل على دلالة له (ع) بإخباره الراوي قبل سؤاله بأنّه جاء ليسأل عن صيام أيّام السنة. وإلى مرفوع المصباح عنهم (ع) : من صام يوم السابع عشر من ربيع الأوّل كتب الله له صيام سنة [3].
لكنّه مع إرساله غير دالّ على أنّه يوم مولده (ص) وإنّما دلّ على خصوصيّة في صوم يوم السابع عشر منه ، فلعلّها من جهة اخرى ، فنقل ابن طاووس في إقباله عن كتاب « شفاء الصدور » لأبي بكر النقّاش ، يقال : اسري به (ص) في ليلة سبع عشر من ربيع الأوّل قبل الهجرة بسنة ، قال السيّد : فإن صحّ ما ذكره من الإسراء في الليلة المذكورة فينبغي تعظيمها ومراعاة حقوقها[4]. وتفسير المفيد له في المسارّ والحدائق[5] والفتّال في الروضة[6] بالمولود ، لا حجّية فيه. كما أنّ الخبر المشتمل على زيارة الصادق (ع) لأمير المؤمنين (ع) في يوم السابع عشر[7] غير دالّ على كونه مولده (ص) كما لا يخفى ، ولو كان هو دالاّ لكان ما نقله الإقبال عن بعض كتب أصحابنا من العجم : أنّه يستحبّ أن يصلّى في الثاني عشر من ربيع الأوّل ركعتين ، في الاولى الحمد مرّة وقل يا أيّها الكافرون ثلاثا ... الخ [8] أيضا دالاّ على أنّ تلك الصلاة كانت لكون مولده (ص) فيه ، كما هو محتمل لو كان صحّ ما ذكره من العمل.
وذهب الكليني صريحا[9] والصدوقان والقمّيان وابن أبي عمير وأبان بن عثمان ظاهرا إلى أنّه الثاني عشر منه كما هو المشهور بين العامّة أيضا ـ فروى الصدوق في الإكمال ( في باب خبر يوسف اليهودي ) عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده ، قال : لمّا بلغ عبد الله بن عبد المطّلب ( إلى أن قال ) فولد رسول الله (ص) عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأوّل يوم الاثنين ... الخبر[10] وبه قال المسعودي في إثباته وإن تردّد في يوم اسبوعه ، فقال : روي مع طلوع الفجر من يوم الاثنين ، وروي يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل من عام الفيل[11]. وذهب في مروجه إلى أنّه ثامنه.[12]
والمشهور عند العامّة أيضا الثاني عشر ، ونقل ابن عبد ربّه عن بعضهم أنّه قال : لليلتين خلتا منه [13].
وممّا ذكرنا يظهر لك ما في نسبة المجلسي السابع عشر إلى اتّفاق الأمامية سوى الكليني.[14] وما في قول العاملي : إنّ سبعة أحاديث وردت في صوم السابع عشر مولده (ص) [15] وزيادة المستدرك عليه خبرين[16] فإنّا لم نقف على نصّ من القدماء على السابع عشر قبل المفيد.
والأصل في الأخبار التسعة الخبران اللذان أشرنا إليهما مع عدم دلالة الثاني. مع أنّه قال في الإقبال : قد روينا في كتاب « التعريف للمولد الشريف » عدّة مقالات أنّ اليوم الثاني عشر من ربيع الأوّل كانت ولادة رسول الله (ص) فصومه احتياطا للعبادة بما يبلغ الجهد إليه[17] انتهى ، هذا.
وكما اختلف في يوم مولده (ص) اختلف في وقت الحمل به (ص) فنقل الإقبال عن كتاب نبوّة ابن بابويه ذكره حديثا أنّه كان ليلة الجمعة لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الآخرة [18]. وقال الكليني : وحملت به في أيّام التشريق عند الجمرة الوسطى ، وكانت في منزل عبد الله بن عبد المطّلب ، وولدته في شعب أبي طالب في دار محمّد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل ... الخ [19] وهو وهم ، لأنّه يستلزم أن يكون الحمل به (ص) ثلاثة أشهر أو سنة وثلاثة أشهر ، اللهمّ إلاّ أن يؤوّل بكونه مبنيّا على النسيء ، بأن يكون حجّ أهل الجاهليّة في عام ولادته (ص) في جمادى الآخرة ، وإلاّ فلا يكون ما ذكره منطبقا إلاّ على ما ذهب إليه بعض العامّة من أنّ مولده في شهر رمضان كما ذكره المجلسي[20].
ويمكن أن يؤوّل بوجه آخر ، فإنّ نصّه[21] هكذا :
ولد النبيّ (ص) لاثني عشر مضت من ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال ، وروي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة ، وحملت به ... إلخ بأن يكون قوله : « وحملت به » تتمّة قوله : وروي ... إلخ لا إنشاء منه.
وتبيّن ممّا نقلنا الاختلاف في يوم اسبوعه هل هو الاثنين أو الجمعة؟ وفي وقت يومه هل عند طلوع الفجر أو مع الزوال؟ هذا.
وكذلك اختلف في مبعثه (ص):
فالمشهور أنّه السابع والعشرون من رجب ، ونقل الإقبال عن ابن بابويه في مقنعه أنّه قال : أنّه الخامس والعشرون[22].
قلت : ما نقله عن المقنع موجود في باب فضل الصوم منه. ونقل الإقبال عن ابن بابويه أيضا في مرشده أنّه قال ، قال محمّد بن أحمد بن يحيى في جامعه : وجدت في كتاب ولم أروه : أنّ في خمسة وعشرين من رجب بعث الله محمّدا (ص) فمن صام ذلك اليوم كان له كفّارة مائتي سنة[23].
وقال : ذكر مصنّف كتاب « دستور المذكّرين »[24] عن مولانا عليّ (ع) قال : « من صام يوم خمسة وعشرين من رجب كان كفّارة مائتي سنة » انتهى[25] والمعوّل على المشهور.
وروى ثواب الأعمال في باب ثواب صوم رجب عن سعد بإسناده عن الرضا (ع) بعث الله محمّدا (ص) لثلاث مضين من شهر رجب ... الخبر. ثمّ قال : قال سعد بن عبد الله : كان مشايخنا يقولون : إنّ ذلك غلط من الكتّاب ، وأنّه لثلاث بقين من رجب[26].
وروى العيون ( في بابه الثالث والثلاثين عن الرضا (ع) في خبر العلل رواها الفضل عنه ) فإن قال فلم جعل الصوم في شهر رمضان ـ إلى أن قال ـ وفيه نبّئ محمّد (ص) ... الخبر [27]. ولم أقف على من قال به.
[1] التهذيب 4 : 305 ح 4 ، مصباح المتهجّد : 820
[2] المقنعة : 457.
[3] مصباح المتهجّد : 791.
[4] إقبال الأعمال : 601.
[5] مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) 7 : 50 ، ونقل عن حدائقه في البحار 15 : 251 ، ح 4.
[6] روضة الواعظين : 70.
[7] إقبال الأعمال : 608.
[8] إقبال الأعمال : 599.
[9] الكافي 1 : 439.
[10] كمال الدين : 196.
[11] إثبات الوصيّة 97.
[12] مروج الذهب 2 : 274.
[13] الاستيعاب 1 : 30.
[14] البحار 15 : 248.
[15] قاله في فهرس الوسائل ، راجع ج 7 ص 21.
[16] مستدرك الوسائل 7 : 521.
[17] إقبال الأعمال : 599.
[18] إقبال الأعمال : 623.
[19] الكافي 1 : 439.
[20] بحار الأنوار 15 : 248.
[21] يعني نصّ الكليني.
[22] المقنع : 207.
[23] إقبال الأعمال : 668.
[24] دستور المذكّرين ومنشور المتعبّدين للحافظ محمّد بن أبي بكر المديني ( راجع الذريعة 8 : 166 ) ولا يوجد عندنا هذا الكتاب.
[25] نقل عنه السيّد في الإقبال : 668.
[26] ثواب الأعمال : 83.
[27] عيون أخبار الرضا (ع) 2 : 116 ، الباب 34.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|