المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05
استيلاء البريدي على البصرة.
2024-11-05
ولاية ابن رائق على البصرة
2024-11-05
الفتن في البصرة وهجوم القرامطة أيضًا.
2024-11-05

Autosome
9-12-2015
غاز أفران الكوك
24-7-2016
عمليات خدمة الكرفس
6-5-2021
فوائد الثوم الطبية (استخدام الثوم لتطهير المعدة)
27-3-2016
الدفاع عن حقوقه
17-3-2016
نـظام تـكاليـف الأوامـر الإنتاجيـة (مـفهـوم نـظام تـكاليـف الاوامـر الانتاجيـة وأهـدافـه)
2024-02-12


البُعد السياسيّ في دولة الامام المهدي (عج)  
  
2184   05:11 مساءً   التاريخ: 16-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التّعليميّة
الكتاب أو المصدر : المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف
الجزء والصفحة : ص234-235
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

1- حاكميّة الإسلام:

يسعى أعداء الإسلام دائماً إلى فصل الجانب السياسيّ للحياة عن الدين، ويوحون بأنّ الدين لا يهتمّ إلّا بعلاقة الإنسان بربّه، ولا رأي له في السياسة والحكومة وعلاقات الإنسان بالآخرين. وكذلك لا يتعرّض للعلاقات الدوليّة بين الأمم، وليس له أيّ نظام ومنهاج لهذه المسائل.

وهذا كلّه لا يتناسب مع منطق الكتاب والسنّة في الإسلام. فكيف يفترض فصل الدين عن العقلانيّة في الوقت الذي تنصّ فيه الروايات على أنّ التفكّر العقليّ هو الأساس في المنظومة الفكريّة الإسلاميّة؟ فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "تفكّرُ ساعة خيرٌ من عبادة سنة"[1]. وكيف يمكن تصوُّر تضادّ الدين مع الدنيا، في حين أنّ مِن أهداف خلق الإنسان هو إعمار الأرض؟: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]

وفي عصر دولة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، فإنّ الحاكم هو الإمام نفسه، ويعمّ الدين الإسلاميّ الأرضَ كلّها، والكتاب المعتمد قانوناً للبشر هو القرآن الكريم. وتبعاً لذلك، ستكون

القوانين النافذة في المجتمع البشريّ جميعها هي قوانين الإسلام، وإلى ذلك تشير الآية الكريمة: { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة: 33]

وفي تفسير الآية الكريمة: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ } [الحج: 41] ، يقول الإمام الباقر عليه السلام: "هذه لآل محمّد إلى آخر الآية، والمهديّ وأصحابه يملّكهم الله مشارقَ الأرض ومغاربها، ويظهر الدين..."[2]. وفي تفسير الآية: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} [الإسراء: 81] ، قال الإمام الباقر عليه السلام: "إذا قام القائم، ذهبت دولة الباطل"[3].

2- حاكم الدولة هو محبوبها:

من أهمّ خصائص دولة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف العالميّة، والتي تنفرد بها عن غيرها من الدول التي سبقتها، أنّ الموجودات جميعها يحبّون هذا الحاكم، ويرضَون بحكومته، ويفرحون بها. وهذا متيقّن به بالنسبة إلى الذين يرون حكومته العادلة، ويعيشون في ظلِّها، فقد ورد العديد من الروايات في هذا الشأن، منها:

ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: "... يرضى بخلافته أهل السماوات وأهل الأرض والطير في الجوّ"[4].

ومنها ما رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "... لا يبقى ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قلبه وفي قبره، وهم يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بقيام القائم"[5].

 

 

[1] العياشي، تفسير العياشي، مصدر سابق، ج2، ص208.

[2] القمي، تفسير القمي، مصدر سابق، ج2، ص87.

[3] الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ج8، ص287.

[4] ابن البطريق، يحيى بن الحسن، عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب إمام الأبرار، إيران - قم، مؤسسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1407، ط1، ص439.

[5] ابن قولويه، جعفر بن محمد بن قولويه، كامل الزيارات، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، إيران - قم، مؤسسة نشر الفقاهة، 1417ه، ط1، ص233.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.