المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

لا تقبل التوبة لمن زاد كفرا بعد الايمان
2024-11-03
lexical noun phrase
2023-10-04
لا سبيل للمتكبرين إلى الجنة
19-4-2020
Noel Bryan Slater
13-12-2017
حكم من أحدث قبل صلاة الاحتياط
3-12-2015
ستيلتجس، توما
26-8-2016


البُعد الثقافيّ في دولة الامام المهدي (عج)  
  
1531   05:03 مساءً   التاريخ: 16-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التّعليميّة
الكتاب أو المصدر : المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف
الجزء والصفحة : ص234-232
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-08-2015 3542
التاريخ: 2024-09-03 212
التاريخ: 2023-08-26 2155
التاريخ: 4-08-2015 3408

1- مفهوم الثقافة والدولة المهدويّة:

تُستعمل لفظة الثقافة بمعنى أدب الإنسان أو تربيته، وأحياناً تستعمل بمعنى العلم والمعرفة، وثالثة قد تستعمل بمعنى مجموعة الآداب والتقاليد التي يلتزم بها مجتمع معيّن.

وهنا، إذا كان المنظار إلى مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف بالمعنى الأوّل، فإنّا نرى الناس في ذلك العصر متأدّبين بالأدب الإسلاميّ وبالتعاليم الإلهيّة: "تأدّبوا بآداب الله"[1].

وإذا ما استُعملت كلمة الثقافة بالمعنى الثاني، فسوف يرقى علم الإنسان في عصر المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى أعلى درجاته، وكما جاء في بعض الروايات عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: "... وتؤتَون الحكمة في زمانه، حتّى إنّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله"[2].

وسيطّلع إنسان عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف على أسرار هذه السماوات، كما جاء في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "العلم سبعة وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا، أخرج الخمسة والعشرين حرفاً، فبثّها في الناس، وضمّ إليها الحرفين، حتّى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً"[3].

وإذا ما استُعملت الثقافة بمعنى العادات والتقاليد لأمّة معيّنة، ففي دولة الإمام المهديّ العالميّة ستُحذف العادات والتقاليد الخرافيّة والجاهليّة جميعها من المجتمع، وتحلّ بدلاً منها العادات والتقاليد الإسلاميّة والإنسانيّة الصحيحة.

2- تكامل العقول والأفكار:

إنّ من جملة إنجازات الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف تحريره العقول من قيود الأهواء والميول النفسانيّة، وجعل مصير الإنسان تحت حكم العقل. فإنّ البشريّة ستتطوّر في عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، حيث تتكامل عقول الناس، وتبلغ الدرجة العليا من النضج والرقيّ، كما ورد في بعض الروايات عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: "... إذا قام قائمنا، وضع يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم، وكملت به أحلامهم"[4].

وعندما تسود العقلانيّة المجتمعَ البشريّ، سيُلجم الشيطان وتقيّد أهواء النفس، وترتفع الذنوب - فمجتمع العقلاء لا يلتفّ حول المعاصي والذنوب -، ويرتفع الفساد الاجتماعيّ.

وهنا قد يُتساءل: هل إنّ المجتمع المتطوّر اليوم لا يتّصف بالعقلانية، حيث إنّا نرى الكثير من مظاهر الفساد والظلم فيه؟

وجوابه: يتميّز أفراد هذه المجتمعات بالذكاء وقدرة الإدراك العالية. وقد حصلوا على معرفة وتجارب كثيرة في مختلف مجالات العلوم الإنسانيّة. لكنْ مع كلّ هذا التقدّم والتطوّر في العلوم، لا يزال عقل الإنسان غير مرتق، ولم يتكامل، ولم ينتقل من عالم القوّة إلى عالم الفعل. فلو كانت العقول قد ارتقت وتكاملت، لما ارتكبت البشريّة الذنوب العظيمة، ولما مارست الظلم، ولما انتشر الفساد الأخلاقيّ إلى الحدّ الذي نراه اليوم. فلو أُضيف العقل إلى هذا التطوّر، سيُسَخَّرُ الذكاء والعلم في الطريق الصحيح الذي يخدم الإنسانيّة. قال الإمام الصادق عليه السلام: "العقل ما عُبد به الرحمن، واكتُسب به الجِنان، قال الراوي: قلت: فالذي كان في معاوية؟ قال عليه السلام: تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل"[5].

ففي مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف لا يتكامل العقل البشريّ فقط، بل يكون مهيمناً على الفطنة والعلم، بل على جوانب الحياة البشريّة جميعها. وفي ظلّ هذا الإشراف، تسير هذه الجوانب المختلفة للمجتمع البشريّ جملةً في طريق الخير والصلاح والرفاهية وسعادة المجتمع.

 

 

[1] الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ج1، ص266، ج5، ص70.

[2] ابن أبي زينب النعماني، الغيبة، مصدر سابق، ص245.

[3] قطب الدين الراوندي، الخرائج والجرائح، مصدر سابق، ج2، ص841.

[4] الحلي، مختصر بصائر الدرجات، مصدر سابق، ص117.

[5] الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ج1، ص11.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.