أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-08-2015
3542
التاريخ: 2024-09-03
212
التاريخ: 2023-08-26
2155
التاريخ: 4-08-2015
3408
|
1- مفهوم الثقافة والدولة المهدويّة:
تُستعمل لفظة الثقافة بمعنى أدب الإنسان أو تربيته، وأحياناً تستعمل بمعنى العلم والمعرفة، وثالثة قد تستعمل بمعنى مجموعة الآداب والتقاليد التي يلتزم بها مجتمع معيّن.
وهنا، إذا كان المنظار إلى مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف بالمعنى الأوّل، فإنّا نرى الناس في ذلك العصر متأدّبين بالأدب الإسلاميّ وبالتعاليم الإلهيّة: "تأدّبوا بآداب الله"[1].
وإذا ما استُعملت كلمة الثقافة بالمعنى الثاني، فسوف يرقى علم الإنسان في عصر المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى أعلى درجاته، وكما جاء في بعض الروايات عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: "... وتؤتَون الحكمة في زمانه، حتّى إنّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله"[2].
وسيطّلع إنسان عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف على أسرار هذه السماوات، كما جاء في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "العلم سبعة وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا، أخرج الخمسة والعشرين حرفاً، فبثّها في الناس، وضمّ إليها الحرفين، حتّى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً"[3].
وإذا ما استُعملت الثقافة بمعنى العادات والتقاليد لأمّة معيّنة، ففي دولة الإمام المهديّ العالميّة ستُحذف العادات والتقاليد الخرافيّة والجاهليّة جميعها من المجتمع، وتحلّ بدلاً منها العادات والتقاليد الإسلاميّة والإنسانيّة الصحيحة.
2- تكامل العقول والأفكار:
إنّ من جملة إنجازات الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف تحريره العقول من قيود الأهواء والميول النفسانيّة، وجعل مصير الإنسان تحت حكم العقل. فإنّ البشريّة ستتطوّر في عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، حيث تتكامل عقول الناس، وتبلغ الدرجة العليا من النضج والرقيّ، كما ورد في بعض الروايات عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: "... إذا قام قائمنا، وضع يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم، وكملت به أحلامهم"[4].
وعندما تسود العقلانيّة المجتمعَ البشريّ، سيُلجم الشيطان وتقيّد أهواء النفس، وترتفع الذنوب - فمجتمع العقلاء لا يلتفّ حول المعاصي والذنوب -، ويرتفع الفساد الاجتماعيّ.
وهنا قد يُتساءل: هل إنّ المجتمع المتطوّر اليوم لا يتّصف بالعقلانية، حيث إنّا نرى الكثير من مظاهر الفساد والظلم فيه؟
وجوابه: يتميّز أفراد هذه المجتمعات بالذكاء وقدرة الإدراك العالية. وقد حصلوا على معرفة وتجارب كثيرة في مختلف مجالات العلوم الإنسانيّة. لكنْ مع كلّ هذا التقدّم والتطوّر في العلوم، لا يزال عقل الإنسان غير مرتق، ولم يتكامل، ولم ينتقل من عالم القوّة إلى عالم الفعل. فلو كانت العقول قد ارتقت وتكاملت، لما ارتكبت البشريّة الذنوب العظيمة، ولما مارست الظلم، ولما انتشر الفساد الأخلاقيّ إلى الحدّ الذي نراه اليوم. فلو أُضيف العقل إلى هذا التطوّر، سيُسَخَّرُ الذكاء والعلم في الطريق الصحيح الذي يخدم الإنسانيّة. قال الإمام الصادق عليه السلام: "العقل ما عُبد به الرحمن، واكتُسب به الجِنان، قال الراوي: قلت: فالذي كان في معاوية؟ قال عليه السلام: تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل"[5].
ففي مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف لا يتكامل العقل البشريّ فقط، بل يكون مهيمناً على الفطنة والعلم، بل على جوانب الحياة البشريّة جميعها. وفي ظلّ هذا الإشراف، تسير هذه الجوانب المختلفة للمجتمع البشريّ جملةً في طريق الخير والصلاح والرفاهية وسعادة المجتمع.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|