أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3710
التاريخ: 2024-09-12
338
التاريخ: 1-6-2017
3061
التاريخ: 2024-09-07
258
|
انتهت حوادث معركة حنين و الطائف وعاد رسول الله (صلى الله عليه واله) من دون تحقيق نتيجة قطعية الى الجعرانه لتقسيم غنائم معركة حنين.
والغنائم التي حصل عليها المسلمون في معركة حنين كانت من اكبر الغنائم التي غنموها طوال المعارك الاسلامية كلّها، لأن رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم قدم الجعرّانة كان هناك ستة آلاف أسير و (24) ألف من الإبل واكثر من (40) ألف رأس غنم و (528) كيلو غرام من الفضة يحافظ عليها في مركز الغنائم وكان من الممكن أن تسدّد القيادة من هذه الغنائم قسما كبيرا من ميزانية الجيش الاسلامي.
لقد مكث رسول الله (صلى الله عليه واله) في الجعرّانة ثلاثة عشر يوما، وفي هذه المدة قسّم تلك الغنائم بطريقة خاصة ملفتة للنظر وجديرة بالتأمل والدراسة.
فقد خلّى سبيل بعض الأسرى، وتركهم لذوبهم، وخطّط لإخضاع ( او بالأحرى إسلام ) مالك بن عوف النصري مثير معركة حنين والطائف الهارب، كما أظهر تقديره وشكره لمواقف الاشخاص في هاتين الغزوتين وخدماتهم، وجذب بسياسته الحكيمة افئدة أعداء الاسلام، ورغّبها في عقيدة التوحيد الشريفة، وأنهى نقاشا حدث بينه وبين جماعة الأنصار حول طريقة تقسيم الغنائم بخطبة جميلة.
وإليك تفصيل الكلام في المواضيع المذكورة :
1 ـ لقد دأب رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) على احترام حقوق الأفراد، وتثمين جهودهم مهما ضؤلت ودقّت، وعلى أن لا يبخس أحدا عمله، فإذا أحسن إليه أحد قابل إحسانه بما يزيد عليه أضعافا مضاعفة. وكان ذلك من أبرز صفاته وأخلاقه (صلى الله عليه واله).
فقد رضع رسول الله (صلى الله عليه واله) وترعرع في قبيلة بني سعد التي هي من قبائل هوازن، وقد ارضعته امرأة من هذه القبيلة تدعى حليمة السعدية ، وقد بقي في تلك القبيلة خمسة أعوام.
وقد شاركت قبيلة بني سعد في معركة حنين ضدّ الاسلام فسبيت بعض نسائهم وأطفالهم على أيدي المسلمين، كما وقعت بعض أموالهم بأيديهم أيضا، وقد ندمت على فعلها ندما شديدا.
وقد كانوا يعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه واله) نشأ وترعرع فيهم، ورضع بلبن نسائهم هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى كانوا يعرفون أنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) ملء قلبه الرحمة والمروءة ومعرفة الجميل، فاذا سنح لهم أن يذكّروه بذلك لأطلق أسراهم حتما.
فقدم أربعة عشر رجلا من رؤسائهم الذين كانوا قد أسلموا جميعا الجعرانة على رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد أمّروا على أنفسهم شخصيتين من رجالهم أحدهما هو زهير بن صرد والآخر عم للنبي (صلى الله عليه واله) من الرضاعة، فقالوا : يا رسول الله إنّما في هذه الأسرى من يكفلك من عماتك وخالاتك، وحواضنك، وقد حضنّاك في حجورنا وارضعناك بثدينا، ولقد رايتك مرضعا فما رأيت مرضعا خيرا منك، ورأيتك فطيما فما رأيت فطيما خيرا منك، ورأيتك شابا فما رأيت شابا خيرا منك، وقد تكاملت فيك خلال الخير، ونحن مع ذلك أهلك وعشيرتك فامنن علينا منّ الله عليك.
وقال زهير بن صرد : يا رسول الله إنّما في هذه الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كنّ يكفلنك، ولو أننا ملحنا للحارث بن أبي شمر، أو النعمان بن المنذر، ثم نزل منا بمثل الذي نزلت به رجونا عطفه وعائدته علينا وأنت خير المكفولين.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لهم : إن أحسن الحديث أصدقه، وعندي من ترون من المسلمين، فابناؤكم ونساؤكم أحبّ إليكم أم أموالكم ؟
قالوا : يا رسول الله خيّرتنا بين أحسابنا وأموالنا وما كنّا نعدل بالأحساب شيئا، فردّ علينا أبناءنا ونساءنا.
فقال (صلى الله عليه واله) : أما ما لي ولبني عبد المطلب فهو لكم واسأل لكم الناس وإذا صلّيت الظهر بالناس فقولوا : إنا لنستشفع برسول الله الى المسلمين، وبالمسلمين الى رسول الله فاني سأقول : لكم ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لكم وسأطلب لكم إلى الناس.
فلما صلّى رسول الله (صلى الله عليه واله) الظهر بالناس قاموا فتكلموا بالذي أمرهم رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالوا : إنا نستشفع برسول الله الى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم.
وبهذا وهب رسول الله (صلى الله عليه واله) لهم نصيبه من الاسرى.
فقال المهاجرون : أمّا ما كان لنا فهو لرسول الله.
وقال الانصار : ما كان لنا فهو لرسول الله.
وهكذا وهب الانصار والمهاجرون نصيبهم من الاسرى تبعا لرسول الله (صلى الله عليه واله) ولم يتأخر عن ذلك إلاّ قليلون مثل الاقرع بن حابس و عيينة بن حصن فقد امتنعا عن أن يهبا نصيبهما، ويطلق سراح ما عندهم من السبايا، فقام رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال : إن هؤلاء القوم جاءوا مسلمين وقد استأنيت بهم، فخيّرتهم بين النساء والأبناء، والأموال، فلم يعدلوا بالأبناء والنساء، فمن كانت عنده منهنّ شيء فطابت نفسه أن يردّه فليرسل، ومن أبى منكم وتمسك بحقه فليردّ عليهم، فله بكل انسان ست فرائض ( أي سوف أعطيه بدل الواحد ستا ) من أول ما يفيء الله به علينا.
فكان لعمل النبي (صلى الله عليه واله) هذا أثر عظيم في نفوس المسلمين حيث خلّوا سبيل جميع من كان في أيديهم من الاسرى والسبايا إلا امرأة عجوز امتنع عيينة من ردّها إلى ذوبها.
وهكذا أثمر عمل صالح غرست شتيلته ـ قبل ستين عاما ـ في أرض قبيلة بني سعد على يدى حليمة السعدية، فاتت اكلها بعد مدة طويلة، واطلق بفضل ذلك العمل الصالح سراح جميع الاسرى والسبايا من هوازن.
ثم ان رسول الله (صلى الله عليه واله) دعا اخته من الرضاعة الشيماء وبسط لها رداءه ثم قال : اجلسي عليه، ورحّب بها، ودمعت عيناه، وسألها عن امّه وابيه من الرضاعة، فاخبرته بموتهما في الزمان، ثم قال (صلى الله عليه واله) لها : إن أحببت فأقيمي عندنا محبّبة مكرّمة وإن أحببت أن امتّعك وترجعي الى قومك فعلت.
فقالت : بل تمتّعني وتردّني إلى قومي، فمتّعها رسول الله (صلى الله عليه واله) وردّها الى قومها، بعد أن أسلمت طوعا ورغبة، وأعطاها رسول الله (صلى الله عليه واله) ثلاثة أعبد وجارية.
وقد قوّى رسول الله (صلى الله عليه واله) باخلائه سبيل جميع أسرى هوازن وسباياها من رغبة هوازن في الاسلام، فاسلموا من قلوبهم، وهكذا فقدت
الطائف آخر حليف من حلفائها.
2 ـ اسلام مالك بن عوف :
في هذا الأثناء اغتنم رسول الله (صلى الله عليه واله) الفرصة ليعالج مشكلته مع مالك بن عوف النصري مثير حرب حنين، عن طريق وفد بني سعد وذلك بترغيبه في الاسلام، وعزله عن حليفه : ثقيف.
ولهذا سألهم عن مالك ما فعل؟ فقالوا يا رسول الله هو بالطائف مع ثقيف.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أخبروا مالكا أنّه إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الابل.
فبلّغ وفد هوازن مالكا كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) وأمانه المشروط، فقرّر مالك الذي كان يرى بامّ عينيه تعاظم أمر الاسلام، واشتداد أزره كما رأى رحمة النبي ولطفه، أن يخرج من الطائف، ويلتحق بالمسلمين، ولكنه كان يخشى أن تعرف ثقيف بنيته فتحبسه في الحصن، ولهذا عمد الى خطة خاصة للفرار، فقد أمر بأعداد راحلته فهيّئت له، وأمر بفرس له فأتي به إلى الطائف، فركب فرسه وركّضه حتى أتى راحلته حيث أمر بها أن تحبس فركبها، فلحق برسول الله (صلى الله عليه واله) فادركه بالجعرانة أو بمكة، فردّ عليه النبي (صلى الله عليه واله) أهله وماله، وأعطاه مائة من الابل كما وعد من قبل، واسلم فحسن إسلامه، ثم استعمله رسول الله (صلى الله عليه واله) على من أسلم من قومه وقبائل ثمالة و سلمة و فهم.
وقد انشد مالك بن عوف أبياتا عند ما أسلم يصف فيها خلائق رسول الله (صلى الله عليه واله) الكريمة، ويمدحه أجمل مديح اذ يقول :
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله
في الناس كلّهم بمثل محمّد
أوفى وأعطى للجزيل إذ اجتدي
ومتى تشأ يخبرك عما في غد
وإذا الكتيبة عرّدت أنيابها
بالسمهريّ وضرب كلّ مهنّد
فكأنّه ليث على أشباله
وسط الهباءة خادر في مرصد
وصار يقاتل بتلك القبائل ثقيفا لا يخرج لهم سرح إلاّ أغار عليه حتى ضيّق عليهم لما حصل عليه من مكانة وعزة في الاسلام، وبعد أن أدرك قبح موقف ثقيف .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|