أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-1-2023
1204
التاريخ: 12-10-2014
1672
التاريخ: 29-09-2015
1990
التاريخ: 29-09-2015
1739
|
قوله - تعالى - في قصة نبينا عليه الصلام والسلام, {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } [الكافرون : 2]وقوله : {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن : 13]، وقوله{فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } [الطور : 11] ، وقوله : {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} [النبأ : 4].
قال صفوان(1) الجمال(2) : جاء زنديق الى هشام بن الحكم ، فقال : من اشعر الناس؟
قال : أمرؤ(3) القيس.
قال : أجل! فبأي شيء؟
قال : بقوله (4) :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل [بسقط اللوى بين الدخول فحومل]
قال(5) : لو كرر هذا أربع مرات، ما يكون عندك؟
قال : مجنون!
قال : فكيف لاتجنن نيبك ، إذجاء بـ{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون : 1]،السورة (6) ؟
فقال : وراءك الباب ، فإنّ لي شغلاً(7).ورحل من ساعته الى الصادق-عليه السلام – وحكى له جميع ذلك، فقال-عليه السلام ليس على ما ظنه. إن المشركين، اجتمعوا إلى النبي –عليه السلام(8) -فقالوا : يامحمد! أعبد إلهنا يوماً، نعبد إلهك عشراً، واعبد إلهنا شهراً، نعبد إلهك سنة. فانزل الله - تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون : 1، 2] يوما، {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } [الكافرون : 3]عشراً(9)، { وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ } [الكافرون : 4]شهراً، {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} الكافرون : 5]سنة. { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون : 6].
فذكرهشام للزنديق، فقال : ليس هذا من خزانتك؛هذا من خزانة غيرك.
وقال ثعلب(10) : إنماحسن التكرار، لأن تحت كل لفظة مغنى، ليس هو تحت الأخرى.
وتلخيص الكلام : لا اعبد ما تعبدون الساعة، وفي هذه الحالة، ولا انتم عابدون ما أعبد في هذه (11) الحال-أيضا-. واختص الفعلان منه، ومنهم بالحال.
وقال - من بعد ولا أنا عابد ما عبدتم في المستفبل، ولا انتم عابدون ما اعبد فيما تستقبلون.
فاختلف المعاني، وحسن التكرار لاختلافها.
وقال الفراء (12) : التكرار للتأكيد، كقول المجيب-مؤكداً- : بلى،بلى. والممتنع : لا، لا. قال الشاعر : (13) :
كم نعمة كانت لكم كم،كم، وكم [كانت وكم]
وقال بن قتيبة (14) : جاءت (15) المشركون إلى النبي-عليه السلام-فقالوا له : استلم بعض أصنامنا، حتى نؤمن بك، ونصدق بنبوتك. فأمره الله- تعالى(16) - بان يقول لهم : {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } ثم غبروا (17) برهة من الزمان، وجاؤوه، فقالوا له (18)، أعبد بعض آلهتنا، واستلم بعض اصنامنا، يوماً، أو شهراً، اًو حولاً، لنفعل مثل ذلك بإلهك. فأمره الله بأن : يقول {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}.اي : إن كنتم لاتعبدون إلهي إلابهذا الشرط ، فإنكم لاتعبدوه (19) أبداً.
والجواب القريب : إنني لا أعبد الأصنام، التي تعبدونها. <{ولا أنتم عابدون ما آعبد} أي : انتم غير عابدين الله، الذي أنا عابده ، إذ اشركتم به ، واتخذتم الأصنام ، وغيرها ، معبودة من دونه. وإنما يكون عابداً، من أخلص العبادة له ، دون غيره ، وأفرده بها.
وقوله : {ولا آنا عابد ما عبدتم}. أي : لست اعبد عبادتكم. و(ما)، في قوله : اماعبدتم ، في موضع المصدر، كما قال{ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ } [غافر : 75]. يريد : بفرجكم، ومرحكم.
ومعنى قوله : {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}.، اي : لستم عابدين عبادتي.
ولم ، يكرر الكلام إلا لاختلاف المعاني.
_________
1- أنظرتفصيل المسألة في كنزالفوائد : 241-243.
2- في(أ) : الحمال. بالحاء المهملة.
3- في (ش) : أمرئ. في حالة الجر.
4- ديوان أمرئ القيس : 8. ومنه عجز البيت.
5- في (ك) : قالوا. بأسناده الى واو الجماعة.
6- سورة الكافرون ترتيبها في القرآن : السورة 109.
7- في (هـ) : شعلاً. بالعين المهملة.
8- في (هـ) و(أ) : صلى الله عليه وآله.
9- في (ش) و(ك) و(أ) : شهراً. وما أثبتناه من (ط).
10- أمالي المرتضى : 1 : 121.
11- في (هـ)و(ح) : فهذا.
12- معاني القرآن : 117 : 1.
13- معاني القرآن : 1 : 177.تأويل مشكل القرآن : 236.الصاحبي : 208 الصناعتين : 199 ومنه تكملة البيت، أمالي المرتضى : 1 : 121. فقه اللغة وسر العربية : 373. البيان في تفسر القرآن : 1 : 15 وكلها بلا عزو الى قائل.
14- تأويل مشكل القرآن : 238.
15- في (ح) : جاء. من دون تاء التأنيث.
16- (تعالى ) ساقطة من (هـ) و(ح).
17- في (ش) و(ك) و(أ) : عبروا. بالعين المهملة. وهو تصحيف.
18- (له) ساقطة من (ح).
19- في النسخ جميعها؛ تعبدوه. بسقوط نون الرفع. والصواب : تعبدونه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|