المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



هجوم الاتراك على بيت الامام الهادي  
  
4392   04:43 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص242-246
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

كان المتوكل يجتهد في ايقاع حيلة بعلي بن محمد (عليه السلام) ويعمل على الوضع من قدره في عيون الناس فلا يتمكن من ذلك منها ما رواه القطب الراوندي عن أبي سعيد سهل بن زياد قال: حدثنا ابو العباس فضل بن احمد بن اسرائيل الكاتب ونحن في داره بسامراء فجرى ذكر ابي الحسن (عليه السلام) فقال: يا ابا سعيد اني احدثك بشيء حدثني به ابي قال: كنا مع المعتز وكان ابي كاتبه فدخلنا الدار واذا المتوكل على سريره قاعد فسلم المعتز ووقف ووقفت خلفه وكان عهدي به اذا دخل رحب به ويأمره بالقعود فأطال القيام وجعل يرفع رجلا ويضع اخرى وهو لا يأذن له بالقعود ونظرت الى وجهه يتغير ساعة ويقبل الفتح بن خاقان ويقول: هذا الذي تقول فيه ما تقول ويردد عليه القول والفتح مقبل عليه يسكنه ويقول مكذوب عليه يا امير المؤمنين وهو يتلظّى ويقول: واللّه لاقتلن هذا المرائي وهو الذي يدَّعي الكذب ويطعن في دولتي ثم قال جئني  بأربعة من الخزر جلافلا يفقهون فجيء بهم ودفع اليهم اربعة اسياف وامرهم ان يرطنوا بألسنتهم اذ دخل ابو الحسن (عليه السلام) ويقبلوا عليه بأسيافهم فيخبطوه وهو يقول واللّه لأحرقنه بعد القتل وانا منتصب قائم خلف المعتز من وراء الستر فما علمت الا بأبي الحسن (عليه السلام) قد دخل وقد بادر الناس قدامه وقالوا قد جاء والتفت فاذا انا به وشفتاه يتحركان وهو غير مكروب ولا جازع فلما بصر به المتوكل رمى بنفسه عن السرير اليه وسبقه وانكب عليه فقبل ما بين عينيه ويديه وسيفه بيده وهو يقول: يا سيدي يا ابن رسول اللّه يا خير خلق الله يا ابن عمي يا مولاي يا ابا الحسن وابو الحسن (عليه السلام) يقول اعيذك يا امير المؤمنين باللّه اعفني من هذا فقال ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت؟. قال جاءني رسولك فقال: المتوكل يدعوك ثم قال: كذب ابن الفاعلة ارجع يا سيدي من حيث شئت يا فتح يا عبد اللّه يا معتز شيعوا سيِّدكم وسيِّدي فلما بصر به الخزر خروا سجَّداً مذعنين فلما خرج دعاهم المتوكل ثم امر الترجمان ان يخبره بما يقولون ثم قال لهم: لِمَ لم تفعلوا ما امرتكم به؟ قالوا: شدة هيبته رأينا حوله أكثر من مئة سيف لم نقدر أن نتأملهم فمنعنا ذلك عما أمرت به وامتلأت قلوبنا من ذلك رعباً .

فقال المتوكل يا فتح هذا صاحبك وضحك الفتح في وجهه فقال: الحمد للّه الذي بيَّض وجهه وأنار حجته ؛ ومنها ما رواه المسعودي عن محمد بن عرفة النحوي عن المبرد قال: قال المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام): ما يقول ولد أبيك في العباس بن عبد المطلب؟ قال: وما يقول ولد ابي يا امير المؤمنين في رجل افترض اللّه طاعة نبيه على خلقه وافترض طاعته على نبيه فأمر له بمئة الف درهم وانما أراد ابو الحسن (عليه السلام) طاعة اللّه على نبيِّه فعرض فظن المتوكل انه (عليه السلام) أراد من طاعته على نبيه طاعة عمه العباس وانما أراد (عليه السلام) طاعة اللّه تعالى لا طاعة عمه وقد كان سُعي بأبي الحسن عليّ بن محمد (عليه السلام) الى المتوكل وقيل له: ان في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته فوجه اليه ليلاً من الاتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره فوجده في البيت وحده مغلق عليه وعليه مدرعة من شعر ولا بساط في البيت الا الرمل والحصى وعلى رأسه ملحفة من الصوف متوجهاً الى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد فأخذ على ما وجد عليه وحمل الى المتوكل في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكل يشرب وفي يده كأس فلما رآه اعظمه واجلسه الى جنبه ولم يكن في منزله شيء مما قيل فيه ولا حالة يتعلل عليه بها فناوله المتوكل الكأس الذي في يده فقال: يا امير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط فاعفني منه فعفاه وقال: انشدني شعراً استحسنه فقال اني لقليل الرواية للأشعار فقال لا بد أن تنشدني فانشده :

باتوا على قلل الاجبال تحرسهم *** غلب الرجال فما اغناهم القلل

واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم *** فاودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعدما قبروا *** اين الاسرة والتيجان والحلل

اين الوجوه التي كانت منعمة؟ *** من دونها تضرب الاستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم *** تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طال ما اكلوا دهراً وما شربوا **** واصبحوا بعد طول الاكل قد اكلوا

وطالما عمروا دوراً لتحصنهم *** ففارقوا الدور والاهلين وانتقلوا

وطالما كنزوا الاموال وادخروا *** فخلفوها على الاعداء وارتحلوا

اضحت منازلهم قفراً معطلة *** وساكنوها الى الاجداث قد رحلوا

قال فاشفق من حضر على عليّ (عليه السلام) وظنوا ان بادرة تبدر منه اليه قال واللّه لقد بكى المتوكل بكاءً طويلاً حتى بلت دموعه لحيته وبكى من حضره ثم أمر برفع الشراب ثم قال له يا ابا الحسن اعليك دين ؟.

قال : نعم اربعة آلاف دينار فأمر بدفعها اليه ورده الى منزله من ساعته مكرَّماً .

ومنها ما عن القطب الراوندي عن زرارة حاجب المتوكل قال: اراد المتوكل ان يمشي علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) يوم السلام فقال له وزيره: ان في هذا شناعة عليك وسوء قالة فلا تفعل قال: لا بد من هذا قال: فان لم يكن بد من هذا فتقدم بأن يمشي القواد والاشراف كلهم حتى لا يظن الناس انك قصدته بهذا دون غيره ففعل ومشى (عليه السلام) وكان الصيف فوافى الدهليز وقد عرق قال فلقيته واجلسته في الدهليز ومسحت وجهه بمنديل وقلت: ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك فلا تجد عليه في قلبك فقال: ايهاً عنك تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب قال زرارة وكان عندي معلم يتشيع وكنت كثيراً ما امازحه بالرافضي فانصرفت الى منزلي وقت العشاء وقلت تعال يا رافضي حتى احدثك بشيء سمعته اليوم من إمامكم قال لي وما سمعت؟ فأخبرته بما قال فقال: اقول لك فاقبل نصيحتي قلت هاتها قال: ان كان علي بن محمد (عليه السلام) قال بما قلت فاحترز واخزن كل ما تملكه فان المتوكل يموت او يقتل بعد ثلاثة ايام فغضبت عليه وشتمته وطردته من بين يديّ فخرج فلما خلوت بنفسي تفكرت وقلت: ما يضرني ان آخذ بالحزم فان كان من هذا شيء كنت قد اخذت بالحزم وان لم يكن لم يضرّني ذلك قال فركبت الى دار المتوكل فاخرجت كل ما كان لي فيها وفرقت كل ما كان في داري الى عند اقوام اثق بهم ولم اترك في داري الا حصيراً اقعد عليه فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل وسلمت انا ومالي وتشيعت عند ذلك فصرت اليه ولزمت خدمته وسألته ان يدعو لي و تواليته حق الولاية.

اقول : وقصته (عليه السلام) مع زينب الكذَّابة بحضرة المتوكل ونزوله (عليه السلام) الى بركة السباع وتذللها له ورجوع زينب عما ادعته مشهورة اغنانا شهرتها عن ذكرها .

 قال القطب الراوندي : وأما عليّ بن محمد الهادي (عليه السلام) فقد اجتمعت فيه خصال الإَمامة وتكامل فضله وعلمه وخصاله الخيِّرة وكانت اخلاقه كلها خارقة للعادة كأخلاق آبائه وكان بالليل مقبلا على القبلة لا يفتر ساعة وعليه جبة صوف وسجادته على حصير .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.