المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24



كرامات الامام الهادي (عليه السلام)  
  
6678   03:36 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص486-487
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام) /

روى الشيخ الطبرسي عن أبي الحسين سعيد بن سهل البصري انّه قال: كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشميّ البصري وكنت معه بسر من رأى إذ رآه أبوالحسن (عليه السلام) في بعض الطرق، فقال له: إلى كم هذه النومة؟ أما آن لك أن تنتبه منها ؟

فقال لي جعفر: سمعت ما قال لي عليّ بن محمد؟ قد واللّه قدح في قلبي شيئا، فلمّا كان بعد أيّام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة، فدعانا فيها ودعا أبا الحسن معنا، فدخلنا فلمّا رأوه‏ أنصتوا إجلالا له، وجعل شابّ في المجلس لا يوقّره، وجعل يلفظ ويضحك، فأقبل عليه وقال له: يا هذا تضحك ملء فيك وتذهل عن ذكر اللّه وأنت بعد ثلاثة من أهل القبور؟

قال: فقلت: هذا دليل حتى ننظر ما يكون، قال: فأمسك الفتى وكفّ عمّا هو عليه وطعمنا وخرجنا، فلمّا كان بعد يوم اعتلّ الفتى ومات في اليوم الثالث من اوّل النهار ودفن في آخره .

وروي أيضا عنه انّه قال: اجتمعنا في وليمة لبعض أهل سرّ من رأى وابو الحسن (عليه السلام) معنا فجعل رجل يعبث ويمزح ولا يرى له جلالة، فأقبل على جعفر فقال: أما انّه لا يأكل من هذا الطعام وسوف يرد عليه من خبر أهله ما ينغّص عليه عيشه .

قال: فقدّمت المائدة، قال جعفر: ليس بعد هذا خبر قد بطل قوله، فواللّه قد غسل الرجل يده وأهوى إلى الطعام فاذا غلامه قد دخل من باب البيت يبكي، وقال له: الحق امّك فقد وقعت من فوق البيت وهي بالموت، قال جعفر: فقلت: واللّه لا وقفت بعد هذا، وقطعت عليه‏ .

وروى ابن شهرآشوب انّه أتى النقي (عليه السلام) رجل خائف وهو يرتعد ويقول: انّ ابني أخذ بمحبتكم والليلة يرمونه من موضع كذا ويدفنونه تحته، قال: فما تريد؟ قال: ما يريد الأبوان، فقال (عليه السلام) : لا بأس عليه اذهب فانّ ابنك يأتيك غدا .

فلما أصبح أتاه ابنه فقال: يا بني ما شأنك؟ فقال: لما حفر القبر وشدوا لي الأيدي أتاني عشرة أنفس مطهرة عطرة وسألوا عن بكائي، فذكرت لهم، فقالوا: لو جعل الطالب مطلوبا تجرد نفسك وتخرج وتلزم تربة النبي (صلّى اللّه عليه وآله) .

قلت: نعم، فاخذوا الحاجب فرموه من شاهق الجبل ولم يسمع احد جزعه ولا رآني الرجال و أوردوني إليك وهم ينتظرون خروجي إليهم، وودّع اباه وذهب، فجاء أبوه إلى الامام بحاله، فكان الغوغاء  تذهب، وتقول: وقع كذا وكذا، والامام يتبسّم ويقول: انّهم‏ لا يعلمون ما نعلم‏ .

روى القطب الراوندي عن أبي هاشم الجعفري انّه قال: كان للمتوكّل مجلس بشبابيك كيما تدور الشمس في حيطانه، قد جعل فيها الطيور التي تصوّت، فاذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما يقال له ولا يسمع ما يقول من اختلاف أصوات تلك الطيور، فاذا وافاه عليّ بن محمد بن الرضا (عليه السلام) سكتت الطيور فلا يسمع منها صوت واحد الى أن يخرج من عنده، فاذا خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها .

قال: وكان عنده عدّة من القوابج في الحيطان وكان يجلس في مجلس له عال ويرسل تلك القوابج تقتتل، وهو ينظر إليها ويضحك منها، فاذا وافى عليّ بن محمد (عليه السلام) إليه في ذلك المجلس لصقت تلك القوابج بالحيطان فلا تتحرك من موضعها حتى ينصرف، فاذا انصرف عادت في القتال‏  .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.