أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2020
2098
التاريخ: 21-4-2016
2370
التاريخ: 19-12-2020
2392
التاريخ: 2023-04-08
1184
|
ـ فرض قيمنا على أطفالنا يؤدّي إلى التمرّد
يعاني العديد من الأسر من الصراعات أو العنف. وفي بلدي اليابان، قد يكون لجوء المراهقين إلى العنف في علاقتهم بآبائهم المشكلة الأكثر شيوعاً التي تواجهها الأسر اليابانية. وفي حين أننا نعاني أيضاً من قضايا سوء معاملة الزوجة، فإن غالبية حالات العنف المنزلي يرتكبها المراهقون والشباب. وقد أصبحت هذه قضيّة اجتماعية خطيرة في اليابان اليوم.
ما الذي يحفز سلوكهم العدواني في المنزل، وما هي الحلول الفاعلة لمثل هذه المشاكل؟ لا شك في أن الإجهاد واحد من الأسباب الرئيسة.
في الواقع، لا يأخذ نظام التعليم في اليابان القائم على الاختبار في اعتباره نقاط القوة والاهتمامات غير الأكاديمية للطلاب. وعادة ما يتم تقييم إنجازات الأطفال بشكل موحد استناداً إلى إرشادات تعليمية صارمة، ولا يمنحون كثيراً من الحرية لمتابعة اهتماماتهم خارج نطاق دراستهم. لذلك فإن الأطفال ذوي المواهب الفريدة يتمرّدون أحياناً بدافع الإحباط بسبب فشلهم في تلبية معايير المدرسة.
في كثير من الحالات، يتجاوب الأطفال بعدوانية مع آبائهم عندما يقوم هؤلاء بفرض قيمهم عليهم. على سبيل المثال، قد يطلب الآباء من أطفالهم التصرّف أو عدم التصرّف بطرق معينة في شؤونهم الشخصية ودراساتهم ووظائفهم. وهذا ما يولد صراعاً بين الوالدين والطفل غالباً ما يؤدي إلى مواجهات أكثر خطورة.
على سبيل المثال، قد يقول بعض الآباء لأطفالهم، (سوف تصبح طبيباً عندما تكبر، لذلك يجب أن تدرس بجدّ وتدخل كلّية الطب. وبما أننا لا نستطيع تحمل تكاليف الدراسة، عليك أن تبذل مجهوداً أكبر للحصول على منحة دراسية). وقد يدرس الابن بجدّ لتحقيق رغبة والديه، لكنه يعجز عن تحمل الضغط المستمر، وفي يوم من الأيام، قد ينفجر الإجهاد المتراكم مولّداً العنف.
في حالات كهذه، غالباً ما نجد السبب الأساسي لذلك السلوك في طريقة تفكير الوالدين. فربّما كانا يعتقدان أن ما يفعلانه هو في مصلحة الطفل، لأنهما لا يريدانه أن يعاني من المشاكل أو الإخفاقات نفسها التي منعتهما من تحقيق أحلامهما. وقد يعتقدان أنهما يريدان ببساطة مساعدة ابنهما على أن يصبح ناجحاً ويضعان له معايير عالية بدافع حبّهما له. لكنهما في نهاية المطاف يفرضان بكل بساطة مُثُلهما عليه، وهي مُثل لا تعني شيئاً بالنسبة إليه في حالات كثيرة.
ما لا يدركه العديد من الاباء أن طريقة تفكير أولادهم أو شعورهم تختلف عنهم. ومع أن كثيراً منهم يعتقدون أنهم يعرفون تماماً ما يدور في أذهان أولادهم، إلا أنهم يجهلون في الواقع ما يفكر فيه أولادهم المراهقون.
وقد يكون الآباء شديدي الانشغال بعملهم ولا يملكون فكرة عما يتحدث عنه أولادهم مع أصدقائهم أو عن ماهية طموحاتهم، أو قد لا يتمكنون ببساطة من الحصول على معلومات كافية لمعرفة ما يجري مع أولادهم، في الوقت الذي يقدر فيه الأولاد أموراً لا يتوقعها آباؤهم إطلاقاً.
ـ على الآباء أن يثقوا بأولادهم ويكونوا لهم قدوة
إن توفير مساحة للأولاد حتى يتمكنوا من بلوغ أهدافهم هو أحد السبل لحل مشكلة النزاع الأسري. إذ يثور الأولاد عندما ينسى الآباء أخطاء هم ويوبخونهم لعدم تلبية توقعاتهم. لذلك يجب على الآباء أن يفكروا بصدق وأن يسألوا أنفسهم ما إذا كانوا يعيشون حقاً بطريقة تمثل قدوة للآخرين. فالأولاد يتعلمون أكثر بالقدوة وليس عن طريق إخبارهم بما يجب عليهم فعله أو تأديبهم على أخطائهم.
هكذا، إن رأى الأولاد آباءهم يدرسون بجدّ، فإنهم سيحذون حذوهم في النهاية ويبدأون بالدراسة بجد هم أيضاً. لكنّهم بالمقابل لن يصغوا إلى الأب الذي يأتي إلى المنزل في حالة يرثى لها كل ليلة، ويمضي عطل نهاية الأسبوع في ملعب الغولف، ثم يلقي عليهم محاضرة كلما رآهم قائلاً: (عليكم أن تدرسوا بجدّ، وإلاّ فإنّكم ستصبحون مثلي). كذلك، من الطبيعي أن يبدأ الأولاد بارتكاب أعمال خاطئة إن كانت أمهم دائمة الغياب عن المنزل بسبب انشغالها بأنشطة ترفيهية.
أول ما يجب أن يفعله آباء الأولاد الجانحين هو تقويم أنفسهم وبذل الجهد لتأسيس منزل جيّد. بعد ذلك، عليهم الاعتراف بأولادهم كأفراد متميزين، والكف عن التدخل في شؤونهم أكثر من اللازم، ومنحهم مجالاً لسلوك الطريق الذي يرغبون فيه.
الأهم من كل ذلك أن يثق الآباء دائماً بأولادهم. فما دامت العلاقة بين الآباء والأولاد قائمة على الثقة، سيتعلم الأولاد عاجلاً أم آجلاً كبح جماحهم والبدء باتباع القواعد. وغالباً ما يبدأ الأولاد بتحسين سلوكهم عندما يثني الآباء عليهم، لأن الكلام الإيجابي يساعدهم على اكتساب احترام الذات. وبالعكس، فإن عدم الثقة بالطفل وإخباره أنه سيئ يولد لديه رغبة في الانتقام عن طريق التسبّب في مزيد من المشاكل.
من جهة ثانية، فإن مراقبة سلوك الأولاد بدقة، كقراءة مذكراتهم في الخفاء، هي علامة على انعدام الثقة، وغالباً ما تسبب المشاكل. إذ لا يجدر بالآباء إحراج أولادهم.
يتمرد بعض الأولاد على آبائهم نتيجة الإجهاد المفرط الناجم عن عدم تلبية طلبات آبائهم بشأن التحصيل الأكاديمي. مثلاً، إن لم يتمكن ابنك بعد سنوات من الدراسة الشاقة من دخول الكلية التي اختارها في البداية، فقد يشعر بالفشل التام. وتذكيره المستمر بفشله من خلال انتقاده على عدم تمكنه من ذلك أو إخباره أنك كنت أفضل منه في المدرسة سيزيد من بؤسه ويأسه، ويدفعه إلى التمرد بكل تأكيد. في مثل هذه الحالة، تكون المثابرة أفضل سياسة يتبعها كل من الآباء والأولاد: كونوا على قناعة أنه، على المدى الطويل، ستكون الصعوبات بذور النجاح في المستقبل.
ـ أسسي منزلاً مريحاً لزوجك
الصراع بين الزوجين هو مشكلة أخرى من المشاكل المنزلية الشائعة. فما الذي يمكننا فعله لحل هذه المسألة إلى جانب السعي إلى الحصول على مساعدة احترافية؟ تتمثل إحدى الطرق في البحث عن السبب الكامن وراء الصراع أو السلوك العدواني. فكري في ما إذا كان ثمة شيء يمكنك فعله لتحسين الوضع. كيف يمكن للشريك المثالي تقديم المساعدة؟ هل تعتقدين أن زوجك قد يغير سلوكه إذا قمت بشيء معين من طرفك؟ عندما نشهد نزاعات في علاقاتنا، من الجيد دائماً أن نفكر في ما إذا كنا نحن أنفسنا نساهم في هذا النزاع.
في الواقع، يصبح بعض الناس كثيري الجدل أو عنيفين عندما يتعرضون للنقد المستمر في المنزل. فلنفرض أن الزوجة، التي لا تعد مثالية هي نفسها، تضايق زوجها بشأن عدم حصوله على ترقية، على عكس زملائه، أو بشأن قلة مدخراته بسبب راتبه المنخفض. قد تشتكي أيضاً من عدم تخصيصه وقتاً كافياً للعائلة أو من فتور علاقتهما. في الواقع، لا أحد يحب أن يلام بهذه الطريقة.
بالتالي إن كنت تعانين من صراع بينكِ وبين زوجك، أول ما عليكِ فعله هو الكف عن انتقاده والتفكير في كيفية تغيير نفسكِ. بإمكانكِ تحسين الوضع من خلال بذل ما في وسعك ليكون المنزل مريحاً لكِ وله.
ومن الحلول البسيطة والفعالة الأخرى إعداد أو إحضار وجبة جيدة. فثمة عدد هائل من الرجال الذواقين الذين يستمتعون بالطعام والشراب الجيد. وبالنسبة إليهم، فإن تناول وجبة شهية في البيت قد يخفف من إحباطهم.
بالطبع، ثمة طرق أخرى لإرضاء الزوج. فقد يتمتع بعض النساء أو الرجال بدرجة كافية من الجمال لإبهار الطرف الآخر. لكن إن لم نكن نملك مواصفات نجم سينمائي في يوم كهذا، من شأن إعداد وجبة لذيذة يساعد الزوج فعلاً على الاسترخاء. وفي بعض الأحيان، لا يتطلب الأمر سوى بذل جهود صغيرة لتغيير الوضع بالكامل. فربما مر الزوج بيوم صعب في العمل، وقد تكون الوجبة الجيدة كل ما تحتاجين إليه لمساعدته على الاسترخاء.
كبداية، لماذا لا تحاولين إعداد أو إحضار وجبة لذيذة لزوجك كل مساء؟ وأنا واثق أنكِ ستفاجأين بالتغييرات الإيجابية التي سترينها في المنزل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|