أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-2-2022
1912
التاريخ: 16-11-2017
2726
التاريخ: 25-8-2017
1653
التاريخ: 19-11-2017
1308
|
من خلص الموالين لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال عنه المؤرخون له صحبة ووفادة ، وجهادة ، وعباده ، ومن أفاضل الصحابة ، ثقة معروف شهد فتح مرج العذراء ، وكان عابداً ، زاهدا، ما أحدث إلا توضأ ، وما توضأ إلا صلى ، وهو أول من قتل صبراً في الاسلام ، وكان قائداً شجاعاً ابي النفس، عارفاً بالله تعالى مقاوماً للظلم لا يبالي بالموت في سبيل عقيدته ، بذل كل ما يملك حتى جاد بنفسه في ولاية امير المؤمنين (عليه السلام) حين استنفر القوم لحرب اهل الجمل فلم يجيبوه فقام حجر وقال : (لا يسوؤك يا أمير المؤمنين مرناً بأمرك نتبعه فوالله ما نعظم جزعاً على اموالنا ان نفذت ، ولا على عشائرنا ان قتلت في طاعتك)(1)
ولما أخذ مصفوداً إلى الشام بأمر ابن زياد ، قال معاوية اخرجوهم فاقتلوهم ، هناك فحملوا إليها، فقال حجر: ما هذه القرية ؟
قالوا عذراء قال : الحمد لله ، أما والله إني اول مسلم نبحه كلابها في سبيل الله ، ثم اتي بي اليوم إليها مصفوداً.
وفي أسد الغابة لما أشرف حجر على مرج عذراء قال: إني لأول المسلمين كبّر في نواحيها)(2)
وفي رواية اخرى : (الحمد لله إني لأول مسلم ذكر الله فيها وسبحه وأول مسلم نبح عليه كلابها في سبيل الله ثم أنا اليوم أحمل إليها مصفداً في الحديد).
لقد وقف حجر وأصحابه موقفاً صلباً هز الضمير الإسلامي ، وكشف زيف الحكم الأموي الذي يضمر الكفر ويتقنع بالإسلام فقد قال رسول معاوية له ولأصحابه : (إنا قد أمرنا ان نعرض عليكم البراءة من علي، واللعن له فإن فعلتم هذا تركناكم، وان أبيتم قتلناكم وأمير المؤمنين يزعم ان دماء كم قد حلت بشهادة اهل مصركم عليكم غير انه قد عفا عن ذلك فابرأوا من هذا الرجل يخل سبيلكم قالوا لسنا فاعلين)(3).
وتتجلى عظمة صبر واستقامة حجر عندما قدم للإعدام فقد ضرب المثل الاعلى في الفداء والتضحية والثبات على عقيدته قال المرزباني: (ثم مشى إليه هدبة بن الفياض الاعور بالسيف فارتعدت فصائله، فقالوا زعمت انك لا تجزع من الموت فإنا ندعك فابرأ من صاحبك فقال : مالي لا اجزع وأنا ارى قبراً محفوراً وكفناً منشوراً ، وسيفاً مشهوراً ؟
وإني والله لا أقول ما يسخط الرب.
فقال له : فأبرأ من علي وقد اعد لك معاوية جميع ما تريد إن فعلت فقال: ألم اقل لك إني لا اقول ما يسخط الرب، ثم قال: إن كنت امرت بقتل ولدي فقدمه، فقدمه فضربت عنقه ، فقيل له تعجلت الثكل ؟
فقال خفت ان يرى ولدي هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية امير المؤمنين علي (عليه السلام) فقيل لحجر : مد عنقك فقال :إن ذلك لدم ما كنت لاعين عليه ، فقدم فضربت عنقه)(4).
وهكذا يمضي الأباة في خط الولاية الحقة مستهنين بكل الصعاب مهما بلغت التضحية بكل غال ونفيس، وهذا هو منتهى الثبات والاستقامة ، وهذا هو الخلود الابدي، وهكذا فليكن رجال العقيدة وإلا فلا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المصدر نفسه : 4/574.
(2) السيد محسن الأمين ، أعيان الشيعة : 4/580.
(3) المصدر نفسه.
(4) السيد محسن الأمين ، أعيان الشيعة : 4/581.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|