أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-08-2015
1787
التاريخ: 13-2-2018
1547
التاريخ: 1-07-2015
1938
التاريخ: 1-07-2015
1717
|
قال : ( ... الكيف ، ويرسم بقيود عدميّة تخصّه جملتها بالاجتماع ).
أقول : الكيف ، وهو الثاني من الأعراض
التسعة .
اعلم أنّ الأجناس العالية لا يمكن تحديدها
لبساطتها ، بل ترسم برسوم أعرف منها عند العقل. والرسم إنّما يتألّف من خواصّ
الشيء وعوارضه.
ولمّا كانت العوارض قد تكون عامّة وقد تكون
خاصّة ، والعامّ لا يفيد التميّز الذي هو أقلّ مراتب التعريف ، لم تصلح العوارض
العامّة للتعريف إلاّ إذا اختصّت بالاجتماع بالماهيّة المرسومة ، وهي الخاصّة
المركّبة ، كما يقال في تعريف الخفّاش : إنّه الطائر الولود.
ولمّا لم يوجد لهذا الجنس خاصّة عند تصوّره
توصّلوا إلى تعريفه بعوارض عدميّة ، كلّ واحد منها أعمّ منه لكنّها باجتماعها
خاصّة ، فقالوا في تعريفه : إنّه هيئة قارّة لا يتوقّف تصوّرها على تصوّر غيرها ،
ولا تقتضي القسمة واللاقسمة في محلّها اقتضاء أوّليّا (1).
فقولنا : « هيئة » يشمل جميع الأعراض
التسعة ، ويخرج عنها الجوهر.
وقولنا : « قارّة » يخرج عنه الحركة وما
ليس بقارّ من الأعراض. وقولنا : « لا يتوقّف تصوّرها على تصوّر غيرها » يخرج عنه
الأعراض النسبيّة. وقولنا : « اقتضاء أوّليّا » ليدخل في المحدود العلم بالأشياء
البسيطة التي لا تنقسم ؛ فإنّه يقتضي اللاقسمة ـ مع أنّه من الكيف ـ إلاّ أنّ
اقتضاءه لذلك ليس أوّليّا بل لوحدة المعلوم.
وقد يعرّف الكيف بأنّه عرض لا يقتضي لذاته
قسمة ولا نسبة (2) ، فخرجت الجواهر والكمّ والأعراض النسبيّة.
ومن جعل النقطة والوحدة من الأعراض دون
الكيف زاد قيد عدم اقتضائه اللاقسمة ؛ احترازا عنهما (3).
ولا حاجة إلى زيادة قيد « أوّليّا » لإدخال
العلم بالبسيط ؛ لكفاية قولهم : « لذاته » فهذا التعريف أولى ؛ لأنّه أخصر.
قال : ( وأقسامه
أربعة ).
أقول : الكيف ،
له أنواع أربعة بالاستقراء :
أحدها : الكيفيّات
المحسوسة بإحدى الحواسّ الظاهرة : راسخة كانت كالسواد والحرارة والحلاوة والملوحة ،
أو غير راسخة كحمرة الخجل وصفرة الوجل.
الثاني : الكيفيّات
النفسانيّة المختصّة بذوات الأنفس ، كالعلوم والإرادات والظنون ، وهي إن كانت راسخة
كانت ملكات ، وإلاّ كانت حالات.
الثالث : الكيفيّات
الاستعداديّة التي من جنس الاستعداد والقوّة كالصلابة واللين.
والرابع : الكيفيّات
المختصّة بالكمّيّات المتّصلة أو المنفصلة كالزوجية للعدد ، والاستقامة للخطّ
ـ مثلا ـ وغيرهما. (4)
__________________
(1) « الشفاء »
المنطق 1 : 171 ، الفصل الأوّل من المقالة الخامسة ؛ « البصائر النصيرية»: 31 ؛ « المباحث
المشرقيّة » 1 : 372 ـ 379 ؛ « شرح المقاصد » 2 : 230.
(2) « شرح المواقف » 5 : 15 ـ 16 و 162 ـ 163 ؛
« شرح المقاصد » 2 : 219 ـ 220؛ « التعريفات » : 241 ، الرقم 1201.
(3) راجع في ذلك
« المباحث المشرقيّة » 1 : 372 ؛ « نهاية المرام في علم الكلام » 1 : 65 ؛ « شرح المواقف
» 5 : 162 ـ 163.
(4) كالمثلّثيّة
والمربّعيّة للسطح ، والفرديّة للعدد. ( منه ; ).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|