المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



سعد بن هاشم بن سعيد  
  
2359   05:58 مساءاً   التاريخ: 25-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص373-375
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015 4579
التاريخ: 22-2-2018 3000
التاريخ: 26-1-2016 4700
التاريخ: 20-7-2019 8398

وينتهي نسبه إلى عبد القيس، أبو عثمان الخالدي البصري، كان وأخوه أبو بكر أديبي البصرة وشاعريها في وقتهما، وكان بينهما وبين السري الرفاء الموصلي ما يكون بين المتعاصرين من التغاير والتضاغن، فكان يدعي عليهما سرقة شعره وشعر غيره ويدس شعرهما في ديوان كشاجم ليثبت مدعاه كما بينا ذلك في ترجمة السري. وقال ابن النديم: قال لي الخالدي وقد تعجبت من كثرة حفظه: أنا أحفظ ألف سفر كل سفر مائة ورقة وكان هو وأخوه مع ذلك إذا استحسنا شيئا غصباه صاحبه حيا كان أو ميتا لا عجزا منهما عن قول الشعر ولكن كذا كان طبعهما. وكلام ابن النديم هذا فيه موافقة للسري الرفاء أو مجاراة له والله أعلم.

 ثم قال ابن النديم: وقد عمل أبو عثمان شعرة وشعر أخيه قبل موته وله تصانيف: منها حماسة شعر المحدثين وغير ذلك. توفي أبو عثمان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ومن شعره: [الخفيف]

 (يا قضيبا يميس تحت هلال ... وهلالا يرنو بعيني غزال)

 (منك يا شمسنا تعلمت الشمس ... دنو السنا وبعد المنال)

 وقال: [الخفيف]

 (هتف الصبح بالدجى فاسقنيها ... قهوة تترك الحليم سفيها)

 (لست تدري لرقة وصفاء ... هي في كأسها أم الكأس فيها)

وقال: [الرجز]

 (بغداد قد صار خيرها شرا ... صيرها الله مثل سامرا)

 (أطلب وفتش واحرص فلست ترى ... في أهلها حرة ولا حرا)

 وقال: [المنسرح]

 (فهاتها كالعروس قانية الـ...ـخدين في معجر من الحبب)

(كادت تكون الهواء في أرج الـ...ـعنبر لو لم تكن من العنب)

 (فلو ترى الكأس حين تمزجها ... رأيت شيئا من أعجب العجب)

 (نار حواها الزجاج يلهبها الـ...ـماء ... ودر يدور في لهب)

 وقال: [البسيط]

 (يا راقدا عاريا من ثوب أسقامي ... هب الرقاد لعين جفنها دامي)

 (لا خلص الله قلبي من يدي رشأ ... رؤيا رجائي له أضغاث أحلام)

وقال: [البسيط]

 (أما ترى الغيم يا من قلبه قاسي ... كأنه أنا مقياسا بمقياس)

 (قطر كدمعي وبرق مثل نار جوى ... في القلب مني وريح مثل أنفاسي)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.