المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السلام عليك يا داعيَ الله وربانيَّ آياته
2025-04-07
سلامٌ على آل ياسين
2025-04-07
التوجه إلى الله بأهل البيت ( عليهم السلام ) والتوجه إليهم
2025-04-07
تفريعات / القسم الثاني عشر
2025-04-06
تفريعات / القسم الحادي عشر
2025-04-06
تفريعات / القسم العاشر
2025-04-06



عناوين للحب / الحب في العلاقات الإنسانية  
  
2122   02:26 صباحاً   التاريخ: 21-12-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص139ــ140
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2017 2579
التاريخ: 14-11-2017 2179
التاريخ: 2-2-2017 3153
التاريخ: 2023-08-22 1761

نبدأ من تكوين الإنسان، فهو مفطور أي مخلوق بمواصفات معينة، ليس بيده تغييرها ولا إلغاؤها، بل عليه أن يواكبها وينميها ويتعاطى معها، {الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الإسراء: 51]، وما يستطيعه الإنسان هو الإحسان أو الإساءة أو ما بينهما في طريقة أدائه وتعامله مع فطرته. يرشدنا القرآن الكريم إلى الطريقة الأمثل للتعاطي مع الفطرة، بالالتزام بدين الله الذي يُعتبر ديناً منسجماً مع الفطرة، لأنه يعالجها من موقع الخالق العليم الخبير الذي يعرف خفاياها، فهو الذي فطر، وهو الذي شرع الدين القيم، فإذا ابتعد الناس عنه، فلجهلهم بعظمته وسوء توفيقهم في حياتهم. قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30] .

لا تبديل لخلق الله، فقد غرز الله تعالى في الإنسان ما يؤثر في حياته، هذه الغرائز جزء من تكوين الإنسان، تنمو معه، وتظهر بمظاهر مختلفة، متأثرة بعمر الإنسان ومحيطه الاجتماعي. من هذه الغرائز غريزة النوع، حيث يميل كل نوع إلى نوعه، فكل حيوان يميل إلى نوعه، والإنسان يميل إلى نوعه. كما تبرز غريزة النوع في مجموعة من المظاهر، فمن مظاهر غريزة النوع البشري: علاقة الأمومة، والأبوة، والبنوة، والأخوة، والقرابة، والصداقة... لكن أشكال هذه العلاقات متفاوتة، فالعلاقة بين الابن وأبيه، تختلف عن العلاقة بين الصديق وصديقه، تختلف عن العلاقة بين الزوج وزوجته... وهذا منسجم مع فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها، التي تتأثر أيضاً بالتربية والتوجيه.

لاحظ معي: لكل حب منطلقات ونتائج، تحميه الضوابط ليصل إلى نهايته السعيدة، ولا يمكننا إطلاق العنان للعاطفة كيفما كان، كما لا يمكننا الاندفاع وراء نتائج هذه العاطفة من دون حساب لمشروعيتها التي تحقق مصلحة الإنسان من خلالها. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.