المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05



الحسن بن رشيق القيرواني  
  
3950   05:03 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص487-493
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 1879
التاريخ: 29-06-2015 1914
التاريخ: 10-04-2015 3359
التاريخ: 22-7-2016 3740

مولى الأزد. كان شاعرا أديبا نحويا لغويا حاذقا عروضيا كثير التصنيف حسن التأليف وكان بينه وبين ابن شرف الأديب مناقضات ومحاقدات وصنف في الرد عليه عدة تصانيف. كان أبوه رشيق روميا ذكر ذلك هو في الرد على ابن شرف بعد ذكره نسب ابن شرف: هو اسم امرأة نائحة ثم قال وأما أنا فنضر الله وجه هذا الشيخ في وأتم به النعمة علي فما أبغي به أبا ولا أرضى بمذهبه مذهبا رضيت به روميا لا دعيا ولا بدعيا.

تأدب ابن رشيق على أبي عبد الله بن جعفر القزاز القيرواني النحوي اللغوي وغيره من أهل القيروان. ومات بالقيروان سنة ست وخمسين وأربعمائة عن ست وستين سنة ذكر ابن رشيق هذا نفسه في كتابه الذي صنفه في شعراء عصره ووسمه بالنموذج فقال في اخره صاحب الكتاب هو حسن بن رشيق مولى من موالي الأزد ولد بالمحمدية سنة تسعين وثلاثمائة وتأدب بها يسيرا. وقدم إلى الحضرة سنة ست وأربعمائة وامتدح سيدنا خلد الله دولته قال المؤلف يعني المعز بن باديس بن المنصور سنة عشر بقصيدة أولها: [الكامل]

 (ذمت لعينك أعين الغزلان ... قمر أقر لحسنه القمران)

 (ومشت ولا والله ما حقف النقا ... مما أرتك ولا قضيب البان)

 (وثن الملاحة غير أن ديانتي ... تأبى علي عبادة الأوثان)

 منها:

 (يا ابن الأعزة من أكابر حمير ... وسلالة الأملاك من قحطان)

 (من كل أبلج واضح بلسانه ... يضع السيوف مواضع التيجان)

 قال ومن مدحه القصيدة التي دخل بها في جملته ونسب إلى خدمته فلزم الديوان وأخذ الصلة والحملان: [البسيط]

(لدن الرماح لما يسقي أسنتها ... من مهجة القيل أو من ثغرة البطل)

 (لو أثمرت من دم الأعداء سمر قنا ... لأورقت عنده سمر القنا الذبل)

 (إذا توجه في أولى كتائبه ... لم تفرق العين بين السهل والجبل)

 (فالجيش ينفض حوليه أسنته ... نفض العقاب جناحيه من البلل)

 (يأتي الأمور على رفق وفي دعة ... عجلان كالفلك الدوار في مهل)

 قال ومن رثائه: [البسيط]

 (أما لئن صح ما جاء البريد به ... ليكثرن من الباكين أشياعي)

 (ما زلت أفزع من يأس ومن طمع ... حتى ترفع يأسي فوق أطماعي)

 (فاليوم أنفق كنز العمر أجمعه ... لما مضى واحد الدنيا بإجماع)

 قال ومن هجائه: [البسيط]

 (قالوا رأينا فراتا ليس يوجعه ... ما يوجع الناس من هجو إذا قذفا)

 وله من كتاب سر السرور: [الطويل]

(معتقة يعلو الحباب متونها ... فتحسبه فيها نثير جمان)

 (رأت من لجين راحة لمديرها ... فطافت له من عسجد ببنان)

 ومن غير كتابه له: [الطويل]

 (ومن حسنات الدهر عندي ليلة ... من العمر لم تترك لأيامها ذنبا)

 (خلونا بها ننفي القذا عن عيوننا ... بلؤلؤة مملوءة ذهبا سكبا)

 (وملنا لتقبيل الثغور ولثمها ... كميل جناح الطير يلتقط الحبا)

 قال الأبيوردي هذا أحسن من قول ابن المعتز: [المنسرح]

 (كم من عناق لنا ومن قبل ... مختلسات حذار مرتقب)

 (نقر العصافير وهي خائفة ... من النواطير يانع الرطب)

 وله أيضا: [مجزوء الكامل]

 (قد حنكت مني التجارب ... كل شيء غير جودي)

 (أبدا أقول لئن كسبت ... لأقبضن بيدي شديد)

 (حتى إذا أثريت عدت ... إلى السماحة من جديد)

 (إن المقام بمثل حالي ... لا يتم مع القعود)

 (لا بد لي من رحلة ... تدني من الأمل البعيد)

 وله أيضا: [السريع]

 (في الناس من لا يرتجى نفعه ... إلا إذا مس بإضرار)

 (كالعود لا يطمع في طيبه ... إن أنت لم تمسسه بالنار)

ومما أورده ابن رشيق لنفسه في النموذج: [السريع]

 (أقول كالمأسور في ليلة ... ألقت على الافاق كلكالها)

 (يا ليلة الهجر التي ليتها ... قطع سيف الوصل أوصالها)

 (ما أحسنت جمل ولا أجملت ... هذا وليس الحسن إلا لها)

 وأنشد لنفسه أيضا: [الوافر]

 (أحب أخي ولو أعرضت عنه ... وقل على مسامعه كلامي)

 (ولي في وجهه تقطيب راض ... كما قطبت في وجه المدام)

 (ورب تجهم من غير بغض ... وضغن كامن تحت ابتسام)

 وله أيضا: [الخفيف]

 (من جفاني فإنني غير جاف ... صلة أو قطيعة في عفاف)

 (ربما هاجر الفتى من يصافيـ ... ـه ولاقى بالبشر من لا يصافي)

 وأنشد لنفسه في كتاب فسح اللمح: [المنسرح]

 (المرء في فسحة كما علموا ... حتى يرى شعره وتأليفه)

 (فواحد منهما صفحت له ... عنه وجازت له زخاريفه)

 (واخر نحن منه في غرر ... إن لم يوافق رضاك تثقيفه)

(وقد بعثنا كيسين ملؤهما ... نقد أمرئ حاذق وتزييفه)

 (فانظر وما زلت أهل معرفة ... يا من لنا علمه ومعروفه)

 ثم قال في ورقة أخرى تمام الأبيات العينية وما وجدتها أعني الأبيات التي هذه تمامها: [الطويل]

 (ولو غيرك الموسوم عندي بريبة ... لأعطيت فيه مدعي القوم ما ادعى)

 (فلا تتخالجك الظنون فإنها ... مآثم واترك للصنائع موضعا)

 (فوالله ما طولت باللوم فيكم ... لسانا ولا عرضت للذم مسمعا)

 (ولا ملت عنكم بالوداد ولا انطوت ... حبالي ولا ولى ثنائي مودعا)

 (بلى ربما أكرمت نفسي فلم تهن ... وأجللتها عن أن تذل وتخضعا)

 (فباينت لا أن العداوة باينت ... وقاطعت لا أن الوفاء تقطعا)

 وختم كتاب العمدة بهذه الأبيات: [الكامل]

(إن الذي صاغت يدي وفمي ... وجرى لساني فيه أو قلمي)

 (مما عنيت بسبك خالصه ... واخترته من جوهر الكلم)

 (لم أهده إلا لتكسوه ... ذكرا يجدده على القدم)

 (لسنا نزيدك فضل معرفة ... لكنهن مصايد الكرم)

 (فاقبل هدية من أشدت به ... ونسخت عنه آية العدم)

 (لا تحسن الدنيا أبا حسن ... تأتي بمثلك فائق الهمم) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.