المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الحسن بن أسد بن الحسن الفارقي  
  
2530   05:03 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص456-469
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015 2106
التاريخ: 25-06-2015 2405
التاريخ: 4-6-2017 11349
التاريخ: 10-04-2015 8476

أبو نصر. شاعر رقيق الحواشي، مليح النظم، متمكن من القافية، كثير التجنيس، قلّما يخلو له بيت من تصنيع وإحسان وبديع. كان في أيام نظام الملك والسلطان ملكشاه، وشمله منهما الجاه فخلصه الكامل الطبيب في أيام نظام الملك، بعد أن قبض عليه وأساء إليه فإنه كان مستوليا على آمد وأعمالها، مستبدا باستيفاء أموالها، وكان نحويا رأسا وإماما في اللغة يقتدى به. وصنف في الآداب تصانيف تقوم له مقام شاهدي عدل بفضله وعظم قدره. منها كتاب شرح اللمع كبير، كتاب الإفصاح في شرح أبيات مشكلة.

 حدثني الشيخ الإمام موفق الدين أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي قال: حدثني قاضي عسكر نور الدين محمود بن زنكي قال: قدم على ابن مروان صاحب ديار بكر شاعر من العجم يعرف بالغساني. وكان من عادة ابن مروان إذا قدم عليه شاعر يكرمه وينزله ولا يجتمع به إلى ثلاثة أيام ليستريح في سفره ويصلح شعره ثم يستدعيه. واتفق أن الغساني لم يكن أعد شيئا من سفره ثقة بقريحته فأقام ثلاثة أيام فلم يفتح عليه بعمل بيت واحد وعلم أنه يستدعى ولا يليق أن يلقى الأمير بغير مديح فأخذ قصيدة من شعر ابن أسد لم يغير فيها إلا اسمه. وعلم ابن مروان بذلك فغضب من ذلك وقال يجيء هذا العجمي فيسخر منا ثم أمر بمكاتبة ابن أسد وأمر أن يكتب القصيدة بخطه ويرسلها إليه فخرج بعض الحاضرين فأنهى القضية إلى الغساني وكان هذا بآمد وكان له غلام جلد فكتب من ساعته إلى ابن أسد كتابا يقول فيه إني قدمت على الأمير فأرتج علي قول الشعر مع قدرتي عليه فادعيت قصيدة من شعرك استحسانا لها وعجبا بها ومدحت بها الأمير. ولا أبعد أن تسأل عن ذلك فإن سئلت فرأيك الموفق في الجواب. فوصل غلام الغساني قبل كتاب ابن مروان فجحد ابن أسد أن يكون عرف هذه القصيدة أو وقف على قائلها قبل هذا. فلما ورد الجواب على ابن مروان عجب من ذلك وأساء إلى الساعي وشتمه وقال إنما قصدكم فضيحتي بين الملوك وإنما يحملكم على هذا الفعل الحسد منكم لمن أحسن إليه

 ثم زاد في الإحسان إلى الغساني وانصرف إلى بلاده فلم يمض على ذلك إلا مديدة حتى اجتمع أهل ميافارقين إلى أسد ودعوه إلى أن يؤمروه عليهم ويساعدوه على العصيان وإقامة الخطبة للسلطان ملكشاه وحده، وإسقاط اسم ابن مروان من الخطبة فأجابهم إلى ذلك وبلغ ذلك ابن مروان فأنفذ إلى نظام الملك والسلطان يستمدهما فأنفذا إليه جيشا ومددا مع الغساني الشاعر المذكور انفا وكان قد تقدم عند نظام الملك والسلطان وصار من أعيان الدولة وصدقوا في الزحف على المدينة حتى أخذوها عنوة وقبض على ابن أسد وجيء به إلى ابن مروان فأمر بقتله فقام الغساني وشدد العناية في الشفاعة فيه فامتنع ابن مروان امتناعا شديدا من قبول شفاعته وقال إن ذنبه وما اعتمده من شق العصا يوجب أن يعاقب عقوبة من عصى وليس عقوبة غير القتل فقال بيني وبين هذا الرجل ما يوجب قبول شفاعتي فيه وأنا أتكفل به ألا يجري منه بعد شيء يكره. فاستحيى منه وأطلقه له فاجتمع به الغساني وقال له أتعرفني قال لا والله ولكنني أعرف أنك ملك من السماء من الله بك علي لبقاء مهجتي. فقال له: أنا الذي ادعيت قصيدتك وسترت علي وما جزاء الإحسان إلا الإحسان. فقال ابن اسد: ما رأيت ولا سمعت بقصيدة جحدت فنفعت صاحبها أكثر من نفعها إذا ادعاها غير هذه فجزاك الله عن مروءتك خيرا. وانصرف الغساني من حيث جاء.

 وأقام ابن أسد مدة ساءت حاله وجفاه إخوانه وعاداه أعوانه ولم يقدم أحد على مقاربته ولا مرافدته حتى أضر به العيش فعمل قصيدة مدح بها ابن مروان وتوصل حتى وصلت إليه. فلما وقف ابن مروان عليها غضب وقال: ما يكفيه أن يخلص منا رأسا برأس حتى يريد منا الرفد والمعيشة لقد أذكرني بنفسه فاذهبوا به فاصلبوه فذهبوا به فصلبوه رحمه الله.

 ومن شعر الحسن بن أسد الفارقي رحمه الله: [مجزوء الكامل]

 

 (بنتم فما كحل الكرى ... لي بعد وشك البين عينا)

 (ولقد غدا كلفي بكم ... أذنا علي لكم وعينا)

 (فأسلت بعد فراقكم ... من ناظري بالدمع عينا)

 (فحكت مدامعها الغزار ... من الغيوم الغر عينا)

 (جادت على أثر شفى ... عينا لهم لم تلق عينا)

 (من كل واضحة الترائب ... سهلة الخدين عينا)

 (غراء تحسب وجهها ... للشمس حين تراه عينا)

 (أمسيت في حبي لها ... عبدا أضام وكنت عينا)

 (لا قر ركب بالركائب ... إذ بهن سرين عينا)

 (غاظ الحسود لنا الوصال ... فلا رعاه الله عينا)

 (فذممت حرفا عاينت ... عيناي في أولاه عينا)

(كانت تناصفنا بصافي ... الود لا ورقا وعينا)

 (لهفي وقد أبصرت في ... ميزان ذاك الوصل عينا)

 (كم من أخ فينا وعى ... ما لم نكن فيه وعينا)

 (ومصاحب صنفت في ... غدراته للعين عينا)

وقال في الشمعة: [الكامل]

 (ونديمة لي في الظلام وحيدة ... مثلي مجاهدة كمثل جهادي)

 (فاللون لوني والدموع كأدمعي ... والقلب قلبي والسهاد سهادي)

 (لا فرق فيما بيننا لو لم يكن ... لهبي خفيا وهو منها بادي)

 وله أيضا: [الوافر]

 (أريقا من رضابك أم رحيقا ... رشفت فلست من سكري مفيقا)

 (وللصهباء أسماء ولكن ... جهلت بأن في الأسماء ريقا)

 (حمتني عن حميا الكأس نفس ... إلى غير المعالي لن تتوقا)

 (وما تركي لها شح ولكن ... طلبت فما وجدت لها صديقا)

وله أيضا: [الوافر]

 (وإخوان بواطنهم قباح ... وإن كانت ظواهرهم ملاحا)

 (حسبت مياه ودهم عذابا ... فلما ذقتها كانت ملاحا)

 وله أيضا: [الطويل]

 (ووقت غنمناه من الدهر مسعد ... معار وأوقات السرور عواري)

 (معانيه مما نبتغيه جميعها ... كواسٍ ومما لا نريد عواري)

 (أدار علينا الكاس فيه ابن أربع ... وعشر له بالكأس أي مدار)

 (تناولتها منه بكف كأنما ... أناملها تحت الزجاج مداري)

 وله أيضا: [السريع]

 (تيم قلبي شادن أغيد ... ملك فالناس له أعبُدُ)

 (لو جاز أن يعبد في حسنه ... وظرفه كنت له أعبُدُ)

 وله أيضا: [الطويل]

(هويت بديع الحسن للغصن قده ... وللظبي عيناه وخداه للورد)

 (غزال من الغزلان لكن أخافه ... وإن كنت مقداما على الأسد الورد)

 وله أيضا: [الكامل]

 (ولرب دان منك يكره قربه ... وتراه وهو عشاء عينك والقذى)

 (فاعرف وخل مجربا هذا الورى ... واترك لقاءك ذا كفافا والقَ ذا)

 وله أيضا: [المتقارب]

 (أيا ليلة زار فيها الحبيب ... أعيدي لنا منك وصلا وعودي)

 (فإني شهدتك مستمتعا ... به بين رنة ناي وعود)

 (وطيب حديث كزهر الرياض ... تضوّع ما بين مسك وعود)

 

 (سقتك الرواعد من ليلة ... بها اخضرَّ يابس عيشي وعودي)

 (وفي لي بوعدٍ ولا تخلفيه ... إخلاف دهرٍ به في وعودي)

 (فلما تقضيت أمرضتني ... فزوري مريضك يوما وعودي)

 وله أيضا: [البسيط]

 (يا من حكى ثغره الدر النظيم ومن ... تخال أصداغه السود العناقيدا)

 (إعطف على مستهام ضم من أسف ... على هواك وفي حبل العنا قيدا)

 وله أيضا: [البسيط]

 (بنتم فما لحظ الطرف الولوع بكم ... شيئا يسر به قلبي ولا لمحا)

(فلو محا فيض دمع من تكاثره ... إنسان عين إذا إنسانه لمحا)

 وله أيضا: [الطويل]

 (أيا كم أعاني الوجد في كل صاحب ... ولست أراه لي كوجدي واجدا)

 (إذا كنت ذا عدم فحرب مجانب ... وتلقاه لي سلما إذا كنت واجدا)

 (أحاول في دهري خليلا مصافيا ... وهيهات خلا صافيا لست واجدا)

 وله أيضا: [الطويل]

 (بعدت فأما الطرف مني فساهد ... لشوقي وأما الطرف منك فراقد)

 (فسل عن سهادي أنجم الليل إنها ... ستشهد لي يوما بذاك الفراقد)

 (قطعتك إذ أنت القريب لشقوتي ... وواصلني قوم إلي أباعد)

(فيا أهل ودي إن أبى وعد قربنا ... زمان فأنتم لي به إن أبى عدوا)

 وله أيضا: [البسيط]

 (لا يصرف الهم إلا شدو محسنة ... أو منظر حسن تهواه أو قدح)

 (والراح للهم أنفاها فخذ طرفا ... منها ودع أمة في شربها قدحوا)

 (بكر تخال إذا ما المزج خالطها ... سقاتها أنهم زندا بها قدحوا)

 وله أيضا: [الطويل]

 (بعدت فقد أضرمت ما بين أضلعي ... ببعدك نارا شجو قلبي وقودها)

 (وكلفت نفسي قطع بيداء لوعة ... تكل بها هوج المهاري وقودها)

 وله أيضا: [المتقارب]

 

 (تجلد على الدهر واصبر لما ... عليك الإله من الرزق أجرى)

 (ولا يسخطنك صرف القضاء ... فتعدم إذ ذاك حظا وأجرا)

 (فما زال رزق امرئ طالب ... بعيدا إليه دجى الليل يسرى)

 (توقع إذا ضاق أمر عليك ... خيرا فإن مع العسر يسرا)

 وله أيضا: [البسيط]

 (قد كان قلبي صحيحا كالحمى زمنا ... فمذ أباح الهوى منه الحمى مرضا)

 (فكم سخطت على من كان شيمته ... وقد أبحت له فيك الحمام رضا)

 (يا من إذا فوقت سهما لواحظه ... أضحى لها كل قلّب قلَّبٍ غرضا)

 (أنا الذي إن يمت حبا يمت أسفا ... وما قضى فيك من أغراضه غرضا)

 (ألبست ثوب سقام فيه صار له ... جسمي لرقته من سقمه حرضا)

(وصرت وقفا على هم يجاذبني ... أيدي الصبابة فيه كلما عرضا)

 (ما إن قضى الله شيئا في خليقته ... أشد من زفرات الحب حين قضى)

 (فلا قضى كلف نحبا فأوجعني ... أن قيل إن المحب المستهام قضى)

 وله أيضا: [السريع]

 (تراك يا متلف جسمي ويا ... مكثر إعلالي وأمراضي)

 (من بعد ما أضنيتني ساخطا ... علي في حبك أم راضي) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.