أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2020
1740
التاريخ: 23-8-2016
1814
التاريخ: 23-8-2016
2936
التاريخ: 5-4-2019
2079
|
لابد ان نشير إلى ان هناك من أساء فهم التقوى وفهمها فهماً سلبياً فراح يعتزل الميدان الاجتماعي؛ لأجل تحقيق التقوى في نفسه بالعزلة ، وتوهم ان الانهزام عن المجتمع يسكبه ملكة التقوى ... والحقيقة ان هذا فهم منحرف عن خط الرسالة الالهية، وسيرة الرسول (صلى الله عليه واله) وخلفائه الاطهار خير دليل على خطأ هذا التصور، فلم يحدثنا التاريخ انهم اعتزلوا المجتمع يوماً ما – إلا في حالات خاصة نادرة لغرض العبادة فقط- وانما كانوا في الوقت الذي يمارسون التوعية الاجتماعية يمارسون عملية الاعداد والبناء الروحي الذاتي هذا من جانب، ومن جانب آخر نقول : إذا اعتزل الإنسان المجتمع ، وانزوى في كهف من الكهوف فأي شيء يتقي ؟
فهو لوحده يعيش مع نفسه فقط، والذي ينبغي ان يتق هو الذي يمر في وسط الاخطار، و يريد ان يحمي نفسه منها فهو كالطبيب الذي يحتمي من الجراثيم في الوقت الذي يمارس إعطاء العلاج ، ومن هنا صح القول ان التقوى – كما قال احد المفكرين – (مقاومة إيجابية إزاء المخالفات الشرعية).
وموجز القول : ان التقوى ملكة نفسية، وروحية، وفكرية عالية تمنح الإنسان قوة مقاومة لنوازعه الذاتية، وتدفعه لمقاومة الانحرافات الاجتماعية عن خط الرسالة، وتحميه عن السقوط في طريق الكدح إلى الله.
فالمتقي إذن هو المؤذن المتحرز عن الذنوب، المتحكم في نوازعه الذاتية والمقاوم للتيارات الاجتماعية المنحرفة، والعامل لتغير الواقع الفاسد إلى واقع سليم، والمرتبط بالله في كل حركة وسكون، فهو شخصية لها ملامح خاصة في افكارها، وعواطفها ، وسلوكها فتراه قوي الاحساس بالهيمنة الإلهية، شاعراً بالمسؤولية أمام الله تعالى، متحرزاً من اسر عبودية الهوى، ومتذمراً من الذنوب والأرجاس المادية والمعنوية ، ومترفعاً عن ذمائم الاخلاق كالحقد والحسد والجشع متميزاً ببصيرة نيرة ورؤية واضحة لأهداف رسالة الله تعالى في الحياة وثابتاً في مواجهة المشاكل والازمات العنيفة محافظاً على التزاماته الشرعية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|