المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05
استيلاء البريدي على البصرة.
2024-11-05
ولاية ابن رائق على البصرة
2024-11-05
الفتن في البصرة وهجوم القرامطة أيضًا.
2024-11-05

Dentalisation of alveolar stops before /r/
2024-02-19
Polymers
10-6-2019
Chemical kinetics
2024-06-05
الأمواج الايثرية
2023-03-26
الاستغفار والبكاء ـ بحث روائي
2023-02-08
أنواع «السلام» المنثور على أهل الجنّة
3-4-2016


آدم بن أحمد بن أسد الهروي (أبو سعد النحوي اللغوي)  
  
2188   05:34 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج1، ص63-67
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-04-2015 2362
التاريخ: 29-12-2015 6485
التاريخ: 27-09-2015 10889
التاريخ: 14-08-2015 1714


حاذق مناظر ذكره الحافظ أبو سعد السمعاني فقال هو من أهل هراة سكن بلخ كان أديبا فاضلا عالما بأصول اللغة صائبا حسن السيرة قدم بغداد حاجا سنة عشرين وخمسمائة ومات في الخامس والعشرين من شوال من سنة ست وثلاثين وخمسمائة ولما ورد بغداد اجتمع إليه أهل العلم وقرأوا عليه الحديث والأدب وجرى بينة وبين الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقي ببغداد مناظرة في شيء اختلفا فيه فقال له الهروي أنت لا تحسن أن تنسب نفسك فإن الجواليقي نسبة إلى الجمع والنسبة إلى الجمع بلفظه لا تصح قال وهذا الذي ذكره الهروي نوع مغالطة فإن لفظ الجمع إذا سمي به جاز أن ينسب إليه بلفظه كمدائني ومعافري وأنماري وما أشبه ذلك .

 قال مؤلف هذا الكتاب وهذا الاعتذار ليس بالقوي لأن الجواليق ليس باسم رجل فيصح ما ذكره وإنما هو نسبة إلى بائع ذلك والله أعلم فإن كان اسم رجل أو قبيلة أو موضع نسب إليه صح ما ذكره وقال الحافظ الإمام السمعاني سمعت أبا القاسم الطريفي يقول سمعت أبا سعيد الهروي المؤدب يقول سئل سفيان الثوري عن التقوى فأنشد (الكامل)

 (إني وجدت فلا تظنوا غيره ... هذا التورع عند ذاك الدرهم)

 (فإذا قدرت عليه ثم تركته ... فاعلم بأن هناك تقوى المسلم)

 وكان الرشيد محمد بن عبد الجليل الملقب بالوطواط كاتب الإنشاء لخوارزم شاه من تلاميذ الشيخ أبي سعد آدم بن أحمد الهروي وانتقل الرشيد من بلخ إلى خوارزم وأقام بها في خدمة خوارزم شاه أشهرا وكان يكاتب الشيخ أبا سعد ويخضع له ويقر بفضله فمما كتب إليه رسالة نسختها (الطويل)

 (كتابي وفي الأحشاء وجد على وجد ... إلى الصدر مولانا الأجل أبي سعد)

 (أشم طويل الباع أصبح رافعا ... إلى قمة الأفلاك ألوية المجد)

(سراة بني الإسلام عقد جواهر ... وفيهم أبو سعد كواسطة العقد)

 سقى الله أيامنا بالعقيق ودهورنا باللوى وأعوامنا بالخليصاء وشهورنا بالحمى فإن هذه المغاني لألفاظ المسرات كالمعاني فيها أثمار أطايب الأماني من أشجار وصال الغواني لا بل سقى مواقفنا ببلخ في المدرسة النظامية واجتماعنا في المجالس الأجلية الإمامية (الطويل)

 (مجالس مولانا أبي سعد الذي ... به سعد الأيام والدين والدنيا)

 (همام حوى يوم الفخار بنانه ... على رغم آناف العدا قصب العليا)

 الإمام أبو سعد وما أدراك ما الإمام أبو سعد كله خير قوله وفعله صاحب جيوش الفضاحة ومالك رقاب البلاغة وناظم عقد المحامد وجامع شمل المكارم وناشر أردية الفضل والكرم وعامر أبنية الأدب والحكم (البسيط)

 (لله در إمام كله أدب ... بفضله يتحلى العجم والعرب)

 

 الله يعلم أني وإن شط المزار وشحطت الديار لا أقطع أكثر أوقاتي ولا أزجي أغلب ساعاتي إلا في مدح معاليه وشرح أياديه لو أنفقت جميع عمري في ذلك وسلكت طول دهري تلك المسالك (الطويل)

 (لما كنت أقضي بعض واجب حقه ... ولا كنت أحصي من صنائعه عشرا)

 وكيف لا أبالغ في ثنائه ولا أواظب على دعائه وهو الذي رفع قدري وشرح للآداب صدري وسقاني كؤوس العلم وأحشائي صادية وكساني حلل الفضل وعوراتي بادية اغترفت من بحاره واقتطفت ما اقتطفت من ثماره (الطويل)

 (وأنت الذي عرفتني طرق العلا ... وأنت الذي هديتني كل مقصد)

 (وأنت الذي بلغتني كل رتبة ... مشيت إليها فوق أعناق حسدي)

 عبد مجلسه الشريف أخي عمر أيده الله ورد من خراسان ذاكرا لما يجري على لسانه الكريم في المجالس والمحافل بين أيدي الأكابر والأماثل من مدحي وثنائي وتقريظي وإطرائي فما استبدعت ذلك من خصائص كرمه ولا استغربته من لطائف شيمه وكانت كلماته حاملة إياي على هذا التصديع لمجلسه الرفيع ورأيه في سحب ذيل العفو على هذا التجاسر وتبليغ تحيتي إلى القارئين عليه والمختلفين إليه من أبناء جنسي وشركاء درسي يقتضي الشرف والسلام.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.