أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2021
1901
التاريخ: 24-04-2015
2494
التاريخ: 9-06-2015
2151
التاريخ: 10-1-2022
2724
|
ذكر مؤلف تفسير «تسنيم»: أن هناك مسألتين يجب التنبه لهما ، والاهتمام بهما عند الخوض في عباب أسباب نزول الآيات وهما : ظروف نزول كل سورة ، وظروف نزول كل القرآن.
فالمفسر حينما يحاول أن يفسر القرآن ، ويشرع في تسويد صفحات وريقاته يجب أن يلاحظ الظروف الخاصة التي كات تحيط بنزول السورة أو نزول القرآن ، ويحاول أن لا يبدي رأياً من شأنه أن يكون مخالفاً لحيثيات تلك الظروف ، فإن لكل سورة من السور ظروفاً خاصة وأجواء متميزة بها ، بدئت ببسم الله الرحمن الرحيم ، وختمت ببسملة أخرى.
إذ أن مدة نزول القرآن لم تكن قصيرة ، فطيلة (٢٣) سنة ، حصلت أحداث ووقائع عامة وخاصة ، منها حوادث معينة هامة ، بعضها كان في مكة ، وبعضها في المدينة ، ينبغي على المفسر الإحاطة بتلك الأحداث والوقائع ، ودرك معانيها ، والحكمة الكامنة وراءها.
ويجدر أن نذكر أن الظروف المحيطة بنزول السورة أو الآية وأجوائهما المرافقة له ، تختلف عن سبب النزول بما هو هو ، فإن السبب الذي دعا الى نزول آية أو مجموعة آيات: يؤثر- ولا شك -على كيفية وحيثية نزول الآية ، لكن من دون أدنى تأثير من قبل الآية على ذلك السبب ؛ لأن السبب عادة بكون من الأمور الخارجية التي وقعت ومضت قبل نزول الآية أو الآيات.
أما الآيات والسور ، بل والقرآن برمته ، فقد أتر في الظروف آنذاك ، وغير شطراً كبيراً من هيئة وحالة وثقافة المجتمعات ، وتلك الظروف بدورها صار لها تأثير على كيفية النزول وهيئته.
فعلى سبيل المثال ، لو نظرنا الى سورة النساء المباركة ، وجدنا انها نزلت والناس كانوا على أربع طوائف :
(أ) مشركو مكة الذين استعدوا لشن الهجمات على المسلمين إبان السنة الثالثة أو الرابعة.
(ب) منافقو المدينة ، وهم الذين عاشوا خلال المسلمين ولم يؤمنوا حقاً بالإسلام ، مستغلين مواقعهم الاجتماعية ، وكانوا يفرون من القتال والحروب المشتعلة بين الفئة والأخرى مثل أحد وغيره.
(ج) اليهود الذين كانوا يشغلون مساحات ليست قليلة حول المدينة ، وكانوا متمولين ، في حين كان المسلمون بحاجة إليهم بطبيعة العلاقات الاقتصادية المتشكلة وقتذاك ، وقد قامت العلاقة بين هؤلاء والمنافقين لعدة أسباب.
(د) ضعفاء الإيمان ، الذين لم يكونوا من المشركين ، ولا من اليهود ولا من المنافقين ، بل هم الذين وصفهم القرآن بالذين في قلوبهم مرض.
فالمفسر حينما يبتدر الى تفسير هذه السورة ، خصوصاً من الآية (١٧) الى الآية (٩١) ينبغي عليه ملاحظة هذه الطوائف ودورها في المجتمع الاسلامي حينذاك ، فإنها بلاشك ستؤثر على طبيعة تفسيره ، لما تعطيه من رؤية جديدة لفهم دواعي هذه السورة وتداعيات تلك الآيات التي أشرنا إليها آنفاً(1)
ـــــــــــــــــــــــــــ
1- راجع تفسير تسنيم لآية الله جوادي الآملي 1: 236 (فارسي)
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|