تفسير قوله تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا ...} |
1903
05:09 مساءاً
التاريخ: 14-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-06-2015
1696
التاريخ: 12-06-2015
1774
التاريخ: 14-06-2015
3165
التاريخ: 12-06-2015
5379
|
قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران : 135]
{وَالَّذِينَ} قيل انها
مجرورة بالعطف على المتقين و«أولئك» في الآية الآتية اشارة إلى الجميع و ذكرت
المغفرة لأن كل من عدا المعصوم محتاج إليها. وقيل الذين مبتدأ وجملة أولئك خبره
والقول الاول انسب ببيان الجزاء للمتقين و بقوله تعالى
{فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 74] فان الاستغفار وان كان عملا صالحا لكنه يبعد ان يترك
التنويه باعمال المتقين ويقتصر في التنويه على استغفار أولئك المستغفرين هذا وإذا قيل ان خصوص ما ذكر من اتفاق فعل الفاحشة وظلم النفس مع ذكر اللّه واستغفاره
وعدم الإصرار لا ينافي كونهم من المتقين قبل ذلك وبعد ذكر اللّه والاستغفار وإن تضعضعت فيهم ملكة التقوى عند الذنب فعليه تكون كلمة «الذين» معطوفة على
«العافين» في طرد صفات المتقين وفيه نوع اشكال واللّه العالم {إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً} في النهاية
الفاحشة كل ما اشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وكثيرا ما ترد بمعنى الزنا. وفي
المصباح فحش مثل قبح وكل شيء تجاوز الحد فهو فاحش ومنه غبن فاحش. وفي القاموس
الفاحشة الزنا وكل ما يشتد قبحه من الذنوب أقول وأظن ان ارادة الزنا من الفاحشة
في بعض الموارد إنما هو باعتبار كونه من الافراد الظاهرة في الفحشاء فالأظهر في
الآية استعمال الفاحشة في مطلق المعصية الفاحشة في قبحها
{أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} بما دون ذلك من الذنوب {ذَكَرُوا اللَّهَ} قيل ذكروا وعبدوا اللّه. والأقرب ان يكون المراد انهم بعد ان اغفلهم الشيطان والنفس الأمارة
حين الذنب وأنساهم ما يجب له من الطاعة وعدم المخالفة ذكروا اللّه و ماله من
الجلال وانه ربهم العظيم و مالك أمرهم ومرجع خوفهم ورجائهم وتنبهوا الى زللهم {فَاسْتَغْفَرُوا اللّه لِذُنُوبِهِمْ} فيكون السر في ذلك تمييزهم
عمن كان اللّه على ذكرهم حين المعصية
ففعلوها محادة له وعنادا فإن هؤلاء بعيدون- و العياذ للّه- عن التوبة والاستغفار {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
إِلَّا اللَّهُ} وهل يلتجأ العارف باللّه لغفران ذنبه إلا الى اللّه و
لئن استشفع الى اللّه بمن جعلت له الشفاعة فإن ذلك مما يؤكد الفزع والالتجاء الى
اللّه.
ولعل في هذا الإنكار اشارة الى من يطلب المغفرة من الأوثان او من القسوس ويعتمد على غفرانهم كما هو المتعارف عند فرقة «الكاثوليك» من النصارى حتى في هذه الأزمنة. ومن يغفر الذنوب إلا اللّه {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا} من ذنوبهم ولم يقيموا عليها تماديا على المعصية {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} الجملة حالية أي لم يصروا حال كونهم عالمين بأن فعلهم معصية فإن هذا هو الإصرار الموبق واما من أصر على ما يجهل كونه معصية فليس بمصر على معصية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|