المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الخادم إبي.
2024-08-22
تعريف التناسل
28-1-2016
Triangle Triangle Picking
14-2-2020
الانبثاث Metastases
3-2-2019
الجهاز التناسلي للنعجة Female reproductive tract
15/9/2022
الصوائف أيام الراضي
18-10-2017


ولادة الامام الحسين  
  
4071   02:24 صباحاً   التاريخ: 16-11-2021
المؤلف : الشيخ عبد الوهاب الكاشي
الكتاب أو المصدر : مأساة الحسين (عليه السلام) بين السائل والمجيب
الجزء والصفحة : ص23-25
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016 4198
التاريخ: 7-5-2019 3315
التاريخ: 17-3-2016 5619
التاريخ: 2-04-2015 3810

ولد الحسين (عليه السّلام) في الثالث مِنْ شهر شعبان المبارك السنة الرابعة للهجرة في المدينة المنورة وسمّاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حسيناً كما سمّى أخاه مِنْ قبل حسناً ولمْ يسمَ بهذين الاسمين أحد من العرب قبلهما وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يحبّهما حبّاً شديداً ويقول : هما ريحانتاي من الدنيا ، اللّهم إنّي اُحبّهما واُحبّ مَنْ يحبّهما  .

وقد قام بنفسه بتربيتهما حتّى تركهما نموذجين مثاليين ومثلين كاملين للمسلم القرآني الذي يريده الإسلام فكانا بذلك القدوة العليا لكلّ إنسان في الدنيا وفي كلّ صفات الإنسانية وشرائطها ؛ ومِنْ ثمّ منحهما النبي (صلّى الله عليه وآله) مقام السيادة على كافة شباب الجنّة كما هو نص الحديث الشريف المتواتر : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة  .

ومعلوم أنّ السيادة في عرف الإسلام تعني : الأفضليّة والأكمليّة والتفوّق في العلم والعمل الصالح .

ولا شك أنّ المراد بشباب الجنّة هو كلّ أهل الجنة قاطبة ما عدا جدّهما المصطفى وأبيهما علي المرتضى اللذين خرجا مِنْ تحت هذا العموم بأدلّة خاصة اُخرى فهما سيدا أهل الجنّة جميعاً ؛ لأنّ كلّ مَنْ في الجنة شباب ليس فيهم شيخ ولا كهل ولا عجوز حسب ما ورد في النصوص .

وبناء على ما سبق يكون الحسين (عليه السّلام) قد عاش مع جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ست سنوات وعاش بعده أحدى وخمسين سنة فكان عمره الشريف يوم شهادته نحواً مِنْ سبع وخمسين سنة وقيل : ثمانية وخمسين سنة ؛ بناء على أنّ ولادته كانت سنة ثلاث من الهجرة قضاها في عبادة الله وطاعة رسوله وخدمة الناس وختمها بأعظم تضحية عرفها التاريخ حتّى الآن مِنْ حيث القدسيّة والشرف .

كان (عليه السّلام) أكثر الناس علماً وأفضلهم عملاً وأسخاهم كفّاً وأحسنهم خلقاً وأوسعهم حلماً وأكرمهم نفساً وأرقهم قلباً وأشدّهم بأساً وشجاعة .

هذه كلّها حقائق ثابتة بالإجماع ومتواترة بين المؤرّخين وأهل السير ويعترف له بها حتّى الأعداء .

قالوا : تلقّى معاوية بن أبي سفيان كتاباً من الحسين (عليه السّلام) يعدّد له فيه جرائمه ومنكراته ورذائل صفاته ومفاسد أخلاقه وكان يزيد حاضراً عند أبيه واطّلع على كتاب الحسين وما يذم فيه أباه فغضب وقال : يا أبت لا تسكت عن الحسين وأجبه بمثل ما كتب إليك لتصغّر إليه نفسه.

فقال له معاوية : ولكن يا بُني لا أجد في الحسين عيباً أذكره به ولا نقصا أعيّره به.

ويكفي أنّ قاتل الحسين (عليه السّلام) وحامل رأسه وهو خولّى بن يزيد الأصبحي (لعنه الله) أو الشمر بن ذي الجوشن (عليه اللعنة) دخل بالرأس الشريف على ابن زياد مفتخراً بقوله : يا أمير :

 أوقر ركابي فضةً أو ذهبا      إنّـي  قتلتُ السيدَ المحجّبا

قـتلتُ خيرَ الناسِ أُمّاً وأبا       وخيرَهم إنْ يذكرون حسبا

فقال له ابن زياد (لعنه الله) : إذا علمت أنّه كذلك فلِمَ قتلته ؟! والله لا نلت منّي شيئاً.

يقول الاُستاذ عباس العقاد في كتابه (أبو الشهداء) ما نصّه : وقد عاش الحسين سبعاً وخمسين سنة وله من الأعداء مَنْ يصدقون ويكذبون فلمْ يعبه أحد منهم بمعابة ولمْ يملك أحد منهم أنْ ينكر ما ذاع مِنْ فضله .

ويقول أيضاً في مقام آخر : فكان الحسين (عليه السّلام) ملء العين والقلب في خَلْق وخُلُق وفي أدب وسيرة وكانت فيه مشابهة مِنْ جدّه وأبيه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.