ولفهم أعمق لتأثير البيئة على السلوك الإنساني يمكن تقسيم العوامل البيئية المؤثرة على سلوكيات الإنسان إلى ثلاث مجموعات والتي على ضوئها يتم تفسير أي سلوك يسلكه الإنسان، وهذه المجموعات هي :

العوامل الممكنة: وهي عبارة عن المهارات والمصادر والعوائق التي من الممكن أن تسهل أو تعيق تغيير السلوك, وتشمل بالإضافة إلى توفر الخدمات الصحية والقوانين والتنظيمات عوامل أخوى مثل المهارات المطلوبة لتغيير السلوك، على سبيل المثال مريض السكري لا يحتاج فقط إلى معرفة الغذاء المناسب له ولكن يحتاج أيضاً إلى معرفة كيف يعد طعامه, وكيف يقيس مستوى السكر في الدم لديه, وكيف يجهز عبوة الأنسولين, وكيف يأخذ بنفسه جرعة العلاج... وهكذا، وهذاك مثال آخر وهو الأم المصاب طفلها بالإسهال إذ يجب عليها تعلم كيفية إعداد محلول الجفاف (بإذابة المستحضر في كمية مناسبة من المياه) وكيفية إعطائه لطفلها بطريقة سليمة.

أما فيما يتعلق بالمصادر فالمقصود بها إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية وسهولة الحصول عليها, وبالنسبة للقوانين والتنظيمات على سبيل المثال قانون منع التدخين في المكاتب الحكومية والذي يؤدي إلى امتناع المدخنين عن التدخين بشكل جزئي أو مؤقت وأحيانا يؤدي إلى إقلاع بعضهم عن التدخين بشكل نهائي، ومثال آخر وهو قوانين إجازة الوضع وساعات التفرغ للإرضاع بالنسبة للعاملات تؤثر إلى حد كبير في التزام الأم بالرضاعة الطبيعية.