تـتـراوح المدة التي يستغرقها الخبر في الـتـلـفـزيـون ما بين دقيقة ونصف ودقيقتين، فهو بذلك يزيد كثيراً عن مثـلـه في الـراديو. ومن هنـا تـتـسـم عمـلـيـة الإعـداد النهائي للخبـر التـلـفـزيـوني، أي عملية الإيـديـتـنج، بدرجة كبيرة من التعقيد.

عادة ما يبدأ المندوبون في كتابة نص الخير أثناء عودتهم لكي يتناسب هذا النص مع الفيلم الذي تم تسجيله، وفي أحيان قليلة تتم عملية الإيديتنج للفيلم أولا ثم تتم كتابة النص ليتوافق مع الفيلم بعد إعداده. ومهما يكن الترتيب فإن مضمون الخبر لا يجب أن يتأثر حيث تقوم الصور المرئية بمهام محددة، كما يجب أن تتم كتابة النص وفقاً لمعايير خاصة.

فإذا كتب النص أولاً فيجب على من يعده ، سواء أكان المندوب نفسه أم أي شخص آخر متخصص في الـكـتـابـة تـوكـل إليه هذه المهمة، أن يعرف على وجه التحديد مضمون اللقطات المتوفرة، وأن يضع ذلك في حسبانه قبل بدء الكتابة. أما إذا تم إجراء الإيديتنج على الفيلم، أي انتقاء اللقطات وتسلسلها وأدوات الانتقال المستخدمة لريطها بحيث تشكل بناء كلياً متكاملاً، فإن عملية كتابة النص يجب أن تتوافق مع محتوى الفيلم بحيث لا يظهر الفيلم شيئاً معينا بينما يتحدث النص عن شيء آخر.

يسمى كل مقطع Cut باللغة الإنجليزية وهي تختلف عن Shot التي تعني مجرد لقطة، أما المقطع فيشمل مجموعة من اللقطات التي قد تكون زاوية التقاط بعضها مختلفة، ولكنها تظهر نفس الموضوع، وعلى ذلك إذا كان الفيلم يحتوي على عدد من اللقطات مدتها عشر ثوان لأحد الأشخاص فإن ذلك يمثل مقطعاً، ومجموعة أخرى تستغرق خمس ثوان لشخص مختلف، فيكون لدينا مقطع ثان. ويحتوي أي فيلم إخباري في العادة على ثلاثة مقاطع أو أكثر، ولكن قد تحتوى بعض الأفلام على مقطع واحد فقط.

يجب أن يتم عرض كل مقطع على الشاشة مدة كافـية لكي يمكن للمشاهد استيعابه، وكلما زادت كمية المعلومات التي يحتويها المقطع كان من الضروري زيادة مدة عرضه، فالمقطع الذي يظهر شخصين يجب أن يعرض مدة أطول من ذلك الذي يبين شخصاً واحداً فقط، والمعلومات التي تحتـويها اللقطة البعيدة Long Shot أكثر من تلك التي تبينها لقطة قريبة Close Up، وبالتالي فإن مدة عرض اللقطة الأخيرة أقل. وكذلك فإن اللقطات التي تتضمن حركة يجب أن تعرض مدة أطول لأنها أقدر على جذب انتباه المشاهد من اللقطات الثابتة.

وهناك بالطبع اعتبارات أخرى تتدخل في مدة عرض كل مقطع، فبعضها يتم عرضه مدة أطول لمجرد أن التعليق الصوتي يستغرق بعض الوقت وليس لأنها تحتوى على معلومات كثيرة أو لها قيمة خاصة. وكذلك فإن المقاطع التي تظهر عليها بعض الكلمات أو الجمل تعرض لمدة تكفي لكي يقرأها المشاهد.

وبهذا المفهوم فإن لافتة مرورية تمنع انتظار السيارات لا يجب أن تستغرق أكثر من ثلاث ثوان بينما لافتة أخرى تحذر الأجانب من الخروج عن الطريق الرئيسي يجب أن يخصص لها وقت مضاعف. ولكن القاعدة العامة تقول بأن أي مقطع مهما كانت قيمته أو كمية المعلومات التي يحتوي عـليـها لا يجب أن تزيد مدة عرضه على الشاشة عن ١٢ ثانية.