أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
5261
التاريخ: 2024-06-12
777
التاريخ: 23-04-2015
8951
التاريخ: 2024-11-05
174
|
قوله سبحانه : {إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ والْأَرْضِ والْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا} [الأحزاب : 72] .
وهذه الأشياء ، جمادات لا يصح تكليفها ؟
المراد : عرضنا على أهل السماوات ، وأهل الأرض وأهل الجبال كقوله : {وسْئَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف : 82] .
وقيل : المعنى - في ذلك - تفخيم شأن الأمانة ، وتعظيم حقها ، وإن - من عظم منزلتها - أنها لوعرضت على الجبال ، والسماوات ، مع عظمها - وكانت تعلم بأمرها - لأشفقت منها . غير أنه خرج مخرج الواقع ، لأنه أبلغ في المقدور .
وقال البلخي (1) : معنى العرض ، والإباء ، ليس هو مما يفهم بظاهر [الكلام] ، بل إنما أراد - تعالى - أن يخبر بعظم شأن الأمانة ، وأنه وجد السماوات مع عظمها ، لا تحتملها ، وأن الإنسان حملها . أي : احتملها ثم خانها .
وهذا كقولهم : سألت الربع ، وخاطبت الدار ، فقالت : كذا . وربما قالوا : فلم تجب وقوله {ائْتِيٰا طَوْعاً أَوكَرْهاً قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ} [فصلت : 11] وقوله {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكٰادُ السَّمٰاوٰاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وتَخِرُّ الْجِبٰالُ هَدًّا} [مريم : 89 ، 90] .
قال جرير (2) :
لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع
وقال آخر (3) :
فقال لي البحر إذ جئته وكيف يُجير ضريرٌ ضريرَا
ومعنى الإباء : الامتناعُ . يقال : هذه الأرض تأبى الزرعَ ، والغرس . أي : لا تصلحُ لهُما ، فيكون المعنى : {فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا} . أي لا يصلح لحمل الأمانة ، إلا من كان حياً ، قادراً ، عالما ، سميعاً ، بصيراً.
____________________
1. في مجمع البيان ، 4 : 374 بلا عزو الى أحدٍ . وهو في (أوائل المقالات) : 158-159 معزو الى البلخي وجماعة من أهل العدل .
2. ديوان جرير ، 2 : 912 .
3. التبيان في تفسير القرآن ، 8 : 369 بلا عزو وفيه : يجيزُ . مجمع البيان ، 4 : 374 . بلا عزو .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|