المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قانون شارل
18-3-2018
الاهمية الاقتصادية لمحاصيل العلف
2023-07-19
معنى كلمة عصم‌
17-12-2015
اختلال التوازن البيئي
2-1-2016
هجرة إبراهيم (عليه السلام)
31-3-2016
تصنيف المدن حسب الوظيفة - مدن الموانئ
19/10/2022


دور الأصدقاء وتأثيرهم  
  
2983   04:00 مساءً   التاريخ: 21-8-2021
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص201ـ203
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2495
التاريخ: 19-6-2016 2620
التاريخ: 18-1-2016 2355
التاريخ: 10-11-2017 2044

يفوق تأثير الأصدقاء في الطفل تأثير الأب والأم بل ويفوق تأثير المعلم أيضاً في بعض الموارد. إن الطفل يتعلم في الأغلب تصرفات ونهج أصدقائه لأنه يتفق معهم في طريقة التفكير والتطلعات.

قد يمهد الأصدقاء والاصحاب الكثير من عوامل الإنحراف ، فتصرفاتهم السيئة قد تؤدي الى ان يقوم الطفل بها مستقبلاً ومن امثلة ذلك الفرار من البيت أو المدرسة والتسيب أو الإصابة بالإنحراف الخُلقي اي ان التفاخر والإستهزاء والبطالة والعصبية والتمرد كلها أمور ناجمة في كثير من الأحيان من مماشاة ومحاكاة الأصدقاء.

يرغب الأطفال بالأفعال الجديدة بشكل كبير وعندما يرونها يبادرون الى تقليدها. من الواضح جداً ان لكل طفل اسلوباً ومنهجاً خاصاً تعلمه من محيطه الإجتماعي يترجمه على صعيد الواقع عندما يلاقي اقرانه فمثلاً يقوم بالسرقة تقليداً لصديقه وهكذا يمارس العنف ويستهزئ وغير ذلك من الأمور.

العلاقة بين الأصحاب :  

يجري الأطفال فيما بينهم نوعاً من المعاملات فهم يتبادلون الأخلاق والتصرفات وكذلك المعلومات المفيدة منها والمضرة وهم يلفتون النظر إليهم عبر ذلك.. التنقل المستمر للوالدين وعدم التواؤم فيما بينهما وتغيبهما المتواصل عن الطفل يلقي بظلاله على هذه المعاملات ويضع امامه مصيراً صعباً ومقلقاً.

بطبيعة الحال إن الطفل حينما يرى ويلتقي بشخص أهل للثقة فإنه سيشرح له قلبه وسيخبره بما يواجهه من مشاكل وقضايا في حياته الشخصية والعائلية وما يشاهده من تصرفات مجحفة بحقه وما يفكر به من أجل التحرر من هذه القيود. يلجأ أحياناً الى التأوّه امام اصحابه وأحياناً أخرى الى التفاخر حفاظاً على غروره لا لشيء الا للبرهنة على انه مثلهم سواء أكان مؤدى الفعل الى الصلاح ام الى الفساد ، فلو ركل برجله فلأنه يريد البرهنة على انه قادر على ذلك أيضاً وهكذا الأمر إن سخر من احدهم ليضحك آخرين وبالتالي الإثبات بأنه ليس باقل من اقرانه مما ينبئ بعواقب وخيمة.

مراقبة الأصحاب :

من هذا المنطلق يستلزم من الوالدين والتربويين التحقيق ومعرفة ان أولادهم يسايرون من؟ وأين ومع من يقضون أوقاتهم؟ وكيف يقضون أوقات لعبهم؟ والعمل بقدر المستطاع على قطع العلاقة مع ذوي الأخلاق الضعيفة ومن يتسم ببذاء اللسان.

إننا نؤمن بضرورة وجود صديق وصاحب لكل طفل لأنه بحاجة الى من يفكر بطريقته ويفعل مثلما هو يفعل سواء في اللعب ام الضحك ام البكاء وما الى ذلك ، لكن تلك العلاقة والمصاحبة أدعى الى ان يوضع حد لها إذا ما ادت الى الإضرار بشخصية العائلة والشرف الإنساني.

إختيار الصديق :

من الجدير ذكره هنا ان منع الطفل من الاتصال بأصحابه ومن يلعب معهم دونما دليل لن يداوي جرحاً بل لا يمكن قطع علاقة الطفل بأصدقائه بشكل عشوائي وبدون تفكير. إن وجود الصديق والصاحب وكما اشرنا يعد أمراً ضرورياً في حياة الطفل ونموه علماً انه سيلجأ في الخفاء الى مد جسور العلاقة مع من هم في عمره إذا منع منها في العلن ، وبذلك فما أفضل ان يختار الوالدان وخاصة بصورة غير مباشرة الصديق لأولادهما.

يمكن للوالدين اختيار أطفال معروفين والعمل مع آبائهم على إلتقاء بعضهم بالبعض الآخر ويعرّفون بعضهم على البعض الآخر والتمهيد أيضاً للصحبة عبر لقائهما في بيت واحد وتزويدهم بوسائل اللعب وإجلاسهم حول مائدة واحدة.

إن هذه السياسة تؤدي الى تقليص الاخطاء الى الحد الادنى والحؤول دون تعلم التصرفات والأعمال القبيحة والمذمومة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.