أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-11-2021
1848
التاريخ: 2023-12-27
1009
التاريخ: 31/10/2022
1417
التاريخ: 28-9-2020
2092
|
قال (عليه السلام) : (صواب الرأي بالدول (1) يقبل بإقبالها ، ويذهب بذهابها).
يتصور بعض الحاكمين انه بمستوى رفيع من الحنكة الإدراية ، وحسن التدبير ، وان رأيه فوق مستوى الشبهات ، فيوهمه ذلك صواب رأيه دائما ، وعدالته الاجتماعية ، فلا يتنازل عن قراراته ولو اجحفت وأضرب ، بل لا يراجعها او يفكر بشأنها ، وعندها تكثر المظالم ، وتزداد الشكاوي ، من دون جدوى ، لإقتناع الحاكم بسداد ما قرره ، وهذا استبداد وتفرد بالسلطة العامة ، مع ان مقتضى الحكمة السياسية ، التشاور والاطلاع على الآراء ، حيث يتعلق الامر بالأمة التي انتخبته ووفرت له فرصة الحكم ، فلابد من الوفاء معها ، وعدم التنكر لها ، كونها قد مهدت له الطريق ليكون حاكما وقائدا ، وانه إذا ما اضر بمصالحها فستنقلب عليه ، وعندها لا يجد ملجأ يحميه من ثورتها وغضبها ، وهذا ما يلزم الجميع ان يفكروا به ، ويعملوا على عدم التورط فيه ، لأنه يسيء إليهم إساءة بالغة ، وقد كانت الحكمة قد شخصت سبب تصور الحاكم ذلك ، وهو داء الغرور بالمنصب وما يؤثره من تغيير طريقة التفكير ، ونمط التعامل مع القضايا ، لذا كانت الدعوة إلى عدم الاغترار بالمنصب المؤقت ، إذ ما يستصوبه اليوم وهو المسئول ، قد يندم عليه غدا وهو المواطن العادي ، ولا أقل من تمنيه لو لم يتخذ قرارا بشأنه ، فإن لم يحصل ذلك فهو ميت الاحياء، حيث ماتت أحاسيسه ، واندثرت علائقه الإنسانية ، فعاد أداة تنفيذية ، معزولا عن مشاعره.
وبالتالي فلابد من التروي والتفكير العميق، قبل الدخول في متاهات ودوامات، يصعب التخلص من تبعاتها ، خاصة ما تؤدي إلى الحرمان ، والتي تعكس الجانب المفزع في الإنسان ، عندما يتحول إلى تمثال متحرك ، وقد جمد مشاعره ، بل لم يستوعب المشكلة بعقله ليجد لها منفذا لا يؤدي به إلى ارتضاء تصرفاته كافة ، فإن ذلك رهيب المنصب ، وقرين السلطة وحمايتها من المسائلات القانونية ، او الاعتداءات الجسدية – احيانا - ، وأما بعد تلك المرحلة – مهما طالت - ، فتتبدى له الامور بصورها الواقعية ، ليجد واضحا ان قرارا ما اتخذ قد ادى إلى انهيار اقتصادي او اخلاقي ، او سبب في حصول خلل امني ، او ضياع اسري ، أو خسارة ثروة وطنية ، أو غير ذلك مما يصدر عن جهات مسؤولة ، وهي تبررها مع ما فيها ، بينما كان (عليه السلام) دقيقا في تشخيصه ، وأمينا في نصيحته ، فصرح بأن هذا الاستحسان سرعان ما يزول ، ويتبدل – احيانا – بضده ، فلابد من التحلي ببعد النظر ، ودقة التشخيص للمصلحة الاهم ، والحكمة في معالجة المشكلات ، بعيدا عن الانفعالات النفسية ، والمداخلات الوقتية.
فهو (عليه السلام) يوجه الحاكمين إلى العدالة الاجتماعية ، والاخلاص لشعوبهم ، فإن للتاريخ في سجله تقييما وحكما ، والعاقل من ودع كرسي حكمه وهو مطمئن من عدم تداعي احد معه ، دنيويا واخرويا ، إذا ما حكم بالعدل ، {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل : 90].
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الدول جمع الدولة : مصطلح يطلق على اي بلد مستقل ذي اسم محدد وحدود جغرافية ، وقد بلغ العدد لحد عام 2003م 193 دولة معترف بها كدول مستقلة ، ظ/ الموسوعة العربية العالمية ، لكنها لغويا : انتقال حال سارة من قوم إلى قوم ، ظ/ الفروق اللغوية 512 ، وعلى الفهمين معا يستفاد تقلب الحالة وتبدلها وعدم دوامها أو استقرارها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|