أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2020
2184
التاريخ: 23-10-2015
3234
التاريخ: 17-4-2018
1685
التاريخ: 12-6-2019
1649
|
النظرية الدارونية Darwinism
يعد الاول من تموز عام 1858 نقطة تحول كبرى في تاريخ علوم الحياة، إذ قدم في ذلك اليوم كل من عالم الارض جارس ليل Charles Lyell مؤلف اساسيات علم الارض Principles of Geology الذي نشر باجزائه الثلاثة خلال الاعوام 1830 - 1833 والعالم النباتي جوزيف هوكر Joseph Hoker ، محاضرة دارون- والاس Darwin- Wallace التي تضمنت بعض المسودات غير المنشورة التي كتبها دارون عام 1839، رسالة سبق وان ارسلها دارون إلى Asa Gray ملخصا فيها آراءه ، فضلا عن بحث كتبه والاس في عام 1858 وارسله إلى دارون لتقويمه، وقد كتب بحثه هذا من دون معرفة مسبقة سودة دارون على الرغم من انهما توصلا إلى استنتاجات متشابهة مفادها ان التطور يحدث بالانتخاب الطبيعي.
لقد استنتج دارون افكار عن التطور خلال خمسة اعوام من سفرة بحرية حول العالم زار اماكن مختلقة ودون ملاحظاته كعالم طبيعة، فقد شاهد على سبيل المثال في ساحل امريكا الجنوبية تغيرت تنظيمية في الانواع من الشمال إلى الجنوب وجمع كثيرا من المتحجرات ولاحظ كيف انها تعود بصلة لأحياء قائمة في المكان نفسه. ومن خلال ملاحظاته التي سجلها خلال زيارته لجزيرة كالاباكوس Galapagos استنتج ان الانعزال يؤدي إلى التباين.
تأثر دارون بافكار توماس روبرت مالثوس Thomas Robert Malthus واتضح ذلك من خلال مفهومه عن الانتقاء الطبيعي. ومالثوس رجل كنيسة بروتستانتي اهتم بالعومل السكانية واثارها الاقتصادية وفي بحثه الموسوم اساسيات الجماعة السكانية On the Principle of Population الذي نشر عام 1798 من دون توقيع ، عرض آراء مختلفة بعضها لا يمت إلى الانسانية بصلة ومنها على سبيل المثال قانون الفقراء الشهير Poor Law الذي الغى فيه وابطل أي عون يمكن ان يقدم لللذين لا ينتجون شيئا ويعيشون عالة على الاغنياء ، فذكر ( لايستحق البقاء الا من هم اقدر على الانتاج، اما اولئك اللذين وهبتهم الطبيعة حظا ادنى فهم اجدر بالهلاك والاختفاء). يقول مالثوس في مقالته ( ان الجماعات السكانية لها القابلية على التكاثر بالتوالي بينما يتكاثر الغذاء على احسن ما يكون حسابيا ، وان هناك تنازعا على البقاء). والجزء الاخير من المقولة استوقف دارون خلال رحلته إلى جريرة كالاباكوس ، فقد توقف دارون عندما شاهد العصافير التي بقت في تلك الجريرة الصغيرة والبعيدة وتمكن على الاقل من تشخيص اربعة عشر نوعا في ضوء الفروق في شكلها ومناقيرها ، وقد كانت هذه العصافير تشبه نوعا من العصافير يوجد في البر الرئيس لأمريكا الجنوبية ، وقد ظن ان هذه الانواع الاربعة عشر قد انحدرت من النوع الرئيس خلال المدة الطويلة لإنعزالها. وقد استند دارون في دليله للعالم مالثوس إذ عزا الاختلافات في مناقير تلك الطيور إلى اختلافها في طريقة الحصول على غذائها وان التسابق في الحصول على الغذاء قد يكون محفزا على التغير.
اما والاس فقد جال العالم هو الاخر على نحو ما فعل دارون مدة خمس سنوات في امريكا الجنوبية وثمان سنوات في شبه جزيرة الملايا Malay Peninsula وقد زودته هذه الجولة الطويلة ارضية واسعة للمشاهدات كتلك التي لدى دارون الذي كتب بدور مشجعا والاس ، وفي شباط من عام 1858 استذكر والاس مقالة سبق ان قرأها مدة سنوات سابقة تضمنت سؤالا مفاده ، ان الحيوانات التي ولدت هي اكثر عددا من تلك التي بقيت حية ، اذن لماذا بعضها مات من دون الآخر ؟ والجواب هو ان احسن الحيوانات نجا من المفترسات.
ان نظرية دارون - والاس يمكن ايجازها بالآتي :
1- ان التغاير موجود بين افراد النوع ، وان بعض الفروقات تورث.
2- ينتج النوع في كل جيل ابناء اكثر من هؤلاء الذين يبقون إلى الطور التكاثري ، فهؤلاء الافراد الذين يبقون ويتكاثرون هم الذين يحددون طبيعة الجيل الثاني.
3- ان الافراد الذين يحملون تغايرات اكثر تكيفا على البقاء في ظروف معينة هم الذين يسهمون بنسبة اعلى في الابناء للجيل الثاني.
4- على مدى فترات طويلة من الزمن تؤدي عملية البقاء الانتقائي والتكاثر إلى التشتت بين الكائنات العضوية في ظروف مختلفة وفي النهاية تؤدي هذه إلى تطور الانواع المعزولة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|