المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

معنى كلمة رغم
8-06-2015
معيار الإبلاغ المالي الدولي IFRS رقم (15) الايراد من العقود مع العملاء Revenue from Contracts with Customers
2023-12-06
مبيد بنسيكورون Pencycuron 12.5DS
13-10-2016
أنواع التلوّث
3-5-2017
فسيولوجيا السمع
30-5-2016
تفسير سورة الأنبياء من آية (21-80)
2024-01-24


سور القرآن وتفسيره في العهد الأول  
  
2154   01:07 صباحاً   التاريخ: 5-7-2021
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة : ص:27-30
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-6-2021 2624
التاريخ: 11-7-2021 3709
التاريخ: 2826
التاريخ: 22-03-2015 5166

سور القرآن وتفسيره في العهد الأول

عدد سور القرآن أربع عشرة ومائة تختلف طولا وقصرا، وتتضمن السورة طائفة من الآيات، وهي تبلغ عدا البسملة أربع عشرة ومائتين وستة آلاف.

وقد قسمت تسهيلا لتلاوته الى ثلاثين جزءا، وكل جزء ينقسم الى حزبين، وكل حزب ينقسم الى أربعة أرباع. وهي أقسام لتيسير التلاوة والحفظ.

وقد نزلت كثرة السور بمكة، ومن ثم كانت السور إما مكية وإما مدنية نسبة الى المدينة، ومعروف أن الرسول صلي الله عليه وسلم ظل بمكة داعيا للدين الحنيف ثلاثة عشر عاما انتقل بعدها الى المدينة حيث ظل بها عشر سنوات الى أن لبي نداء ربه. على أن بعض السور تمتزج فيها آيات مكية بأخري مدنية،

28

 

بتوقيف من الله جل جلاله. وجميع السور ما عدا فاتحة الكتاب حديث من الله الى رسوله وأتباعه وخصومه.

والسور المدنية بصفة عامة طويلة، وهي لا تختلف عن السور المكية من حيث الطول والقصر فحسب، بل تختلف أيضا في المعاني التي تدور عليها. أما السور المكية فإنها تخوض غالبا في الدعوة الى عبادة الله وتوحيده ونبذ عبادة الأوثان والأصنام والإيمان بالبعث والحساب، فمن عمل صالحا فله الجنة والنعيم، ومن عمل سيئا فله النار والجحيم. وتتخلل ذلك الموعظة الحسنة والقصص عن الأمم الماضية والقرون الخالية والحث على التمسك بأهداب الفضيلة ودعوة العقل الى التدبر في خلق السموات والأرض، فإن من تدبر في هذا الخلق عرف أنه لا بد له من صانع أحكم نظامه وأقام ميزانه. أما السور المدنية فإنها تفصل القول في العمل الصالح الذي ينبغي على المسلم أن يقوم به، ومن ثم كان يكثر فيها التشريع الديني وكذلك التشريع الاجتماعي بكل ما يتصل به من نظم الأسرة كالميراث والزواج والطلاق وبر الوالدين ونظم المجتمع كالبيع والشراء والرهن والمداينة وقسمة الغنائم والزكاة وتحرير الرقيق، مع بيان بعض العقوبات ووجوه التحليل والتحريم. وفي تضاعيف ذلك تذكر العبادات وتتردد الدعوة الى التوحيد والبعث والحساب والثواب والعذاب والإيمان بالكتب السماوية.

ودعت الحاجة منذ نزول القرآن على الرسول صلي الله عليه وسلم الى تفسير بعض آياته، فكان الصحابة يرجعون إليه ليفسر لهم بعض ما يتوقفون فيه، وكان هو أحيانا يبادر فيبين لهم بعض الآيات، يقول جل ذكره: {{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}} ويقول: {{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب}} وتدل الآية الاولى دلالة واضحة على أن الرسول كان يبين للناس الأحكام القرآنية أمرا ونهيا، فهو المفسر الأول لأوامر الله ونواهيه. وتدل الآية الثانية على أن في القرآن آيات تحتاج تأويلا، وهي تصرح بذلك في وضوح.

29

 

وفي مقدمة تفسير الطبري عن ابن مسعود: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتي يعرف معانيهن والعمل بهن». ويتضح من نص الآية الكريمة الثانية أنه سمح لأولي العلم بالدين وأصوله من الصحابة أن يفسروا للناس آي الذكر الحكيم، وهم الذين يسميهم الله عز وجل باسم الراسخين في العلم.

ويحدثنا السيوطي في كتابه «الإتقان (1)» أنه استطاع أن يجمع أكثر من عشرة آلاف حديث من تفاسير النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة وأن يدونها في كتاب له بعنوان «ترجمان القرآن». وقد اختصره في كتاب طبع في ستة أجزاء سماه «الدر المنثور في التفسير بالمأثور». ويقول إنه اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة هم الخلفاء الراشدون وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسي الأشعري وعبد الله بن الزبير وابن عباس (2)، ويصرح بأن الرواية عن أبي بكر وعمر وعثمان نزرة، أما على فقد روي عنه كثير. والآثار المروية عن زيد ابن ثابت قليلة، وكذلك عن أبي موسي الأشعري وابن الزبير. أما أبي فله سند في الطبري عن طريق أبي العالية، وعاش ابن مسعود بعده مدة طويلة كون في أثنائها مدرسة في الكوفة حملت عنه تفسيرا كثيرا، وسنده الجيد هو السدي الكبير عن مرة الهمداني. وما نسب الى كل السابقين من تفسير لا يقاس الى ما نسب لابن عباس، فهو أكثر الصحابة تفسيرا. وقد حمل تفسيره كثيرون من التابعين أمثال مجاهد وعطاء وعلي بن أبي طلحة. وهو يعد المؤسس الحقيقي لعلم التفسير فهو الذي نهجه ووضع أصوله، واشتهر بأنه كان يرجع الى أهل الكتاب في قصص الأنبياء، وأنه كان يعتمد على الشعر القديم في تفسير بعض الألفاظ (3). وقد حمل ابن جرير الطبري في تفسيره الكبير ما أثر عنه وعن الصحابة الأولين من تفسير الذكر الحكيم، وكذلك حمل كل ما أضافته الأجيال التالية لعصر الصحابة في تفسير هذا النبع الإلهي الذي لا تفني كنوزه.

_________

(1) انظر النوع الثامن والسبعين في هذا الكتاب.

(2) راجع النوع الثمانين.

(3) انظر في ابن عباس ودوره في التفسير كتاب مذاهب التفسير الإسلامي لجولد تسيهر (ترجمة عبد الحليم النجار) ص 83 وما بعدها.

 

30

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.