أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2014
1613
التاريخ: 18-11-2014
1317
التاريخ: 8-10-2014
1173
التاريخ: 8-10-2014
1264
|
قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} [النساء : 44] ، يدل سياق الكلام على ان المراد بالذين أوتوا نصيبا من الكتاب هم اليهود ، حيث وصفهم اللَّه بالضلال أولا في قوله : ( يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ) .
ثم بالإضلال ثانيا في قوله : ( يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا ) . ثم بتحريف الكلم عن مواضعه في قوله : {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء : 46] .
وما عرف التاريخ قوما أشد عنادا للحق ، وعداء للخير من اليهود ، فقد كانوا ضالين مضلين محرفين يوم كانوا أذلاء محكومين ، أما اليوم ، وبعد أن خلق لهم الاستعمار دولة القراصنة والسفاحين ، فلم يقفوا عند الضلال والإضلال والتحريف ، بل صاروا رمزا للشر العالمي ، وسلاحا فتاكا يملكه كل مستعمر ومتآمر على العباد والبلاد ، ومقياسا يميز قوى الشر والغدر عن قوى الخير والتحرر . . فما من دولة استعمارية في هذا العصر تهدف إلى استعباد الشعوب الا وتلجأ إلى إسرائيل لتحقق أهدافها ومراميها ، وما من فئة مستغلة باغية في الشرق والغرب الا تستعين في حماية مصالحها بهذه العصابة الغاشمة الآثمة .
ولكن الدلائل التي ظهرت في فييتنام تبشر ، وللَّه الحمد ، بتهيئة السبيل وتمهيده لإنسان جديد يعرف كيف يقضي على أعداء الحق والانسانية . . ان انسان اليوم في فييتنام - نحن الآن في سنة 1968 - وانسان الغد في كل مكان يختلف تماما عن انسان الأمس . . انه يميز بين المخلص والخائن ، ولا يخفى عليه هذا ، حتى ولو تقنّع بألف قناع وقناع ، يميز بينهما ، ويضع كلا في مرتبته والمكان الذي يستحقه ، وعندها يعيش الناس بلا مشاكل وقنابل . . وقد أثبتت الحوادث وبخاصة نكبة 5 حزيران 67 ان مشاكلنا نحن العرب والمسلمين لم يكن لها من مصدر الا وجود غير الأكفاء في مركز القوة ، وهذا أمر عارض يزول مع الأيام .
{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا } [النساء : 45] . اللَّه يعلم ، ونحن أيضا نعلم ان اليهود ومن يساندهم أعداء الحق والانسانية ، ولم يعد هذا خافيا على أحد بعد أن أصبحت الصهيونية ودولة إسرائيل رمزا للشر العالمي ، ولكن الكثير منا لا يعرف المنافقين العملاء ، لأنهم يختفون بثوب الأخيار ، ويموهون على البسطاء . . ولهؤلاء يوم يظهرون فيه على حقيقتهم ، ويتولى اللَّه خزيهم ، واستئصال شأفتهم في أيدي المؤمنين والأحرار الطيبين .
{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء : 46] :
{وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} [المائدة : 41] - وهم الذين يريدون اخضاع العباد والبلاد لسياستهم - : يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ » . وفي الآية 75 من البقرة : {يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} .
تماما كما فعلوا بقرار الأمم المتحدة بوجوب انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في 5 حزيران سنة 1967 ، وفسروه بوجوب المفاوضة مع العرب (1) وعرقلوا بذلك مهمة ( غونار يارينغ ) المبعوث الدولي لتنفيذ القرار . . وكل كلام لا يتفق مع مقاصدهم الشريرة يحرفونه عن مواضعه ، حتى ولو عقلوا وعلموا أنه من عند اللَّه ، فلقد حرفوا التوراة من قبل ، ووضعوا مكان آيات العدل والرحمة الأمر بالسلب والنهب ، وقتل النساء والأطفال ، قال في تفسير المنار عند تعرضه لتفسير هذه الآية : « أثبت العلماء تحريف كتب العهد العتيق ، والعهد الجديد بالشواهد الكثيرة ، وفي كتاب اظهار الحق للشيخ رحمة اللَّه الهندي مائة شاهد على التحريف اللفظي والمعنوي فيها » . ثم ذكر صاحب تفسير المنار بعض الشواهد لهذا التحريف في الجزء الخامس ص 141 طبعة 1328 هـ وألف الشيخ جواد البلاغي كتابا قيما جامعا في هذا الموضوع ، أسماه الرحلة المدرسية ، وطبع أكثر من مرة .
لقد دعا النبي (صلى الله عليه واله) يهود الحجاز مرارا إلى اتباع الحق ، وعدم تحريف الكلام ، فكانوا يصرون على العناد : {وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} [النساء : 46].
أي غير مسموع منك ، ولا مجاب لك فيما تدعونا إليه . . وليس هذا بغريب من عناصر الشر ، ومصادر الفساد .
( وراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وطَعْناً فِي الدِّينِ ) . قال المفسرون : ان اليهود قالوا للنبي (صلى الله عليه واله) : راعنا ، وهم لا يريدون المعنى الظاهر من هذه الكلمة ، وهو مراقبتهم والإصغاء إليهم ، وانما أرادوا الرعونة والحمق ، وهذا هو اللي والطعن في الدين . وسبق الكلام عن لفظة راعنا في تفسير الآية 104 من سورة البقرة ، المجلد الأول ص 166 .
( ولَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وأَطَعْنا واسْمَعْ وانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وأَقْوَمَ ) . ولأن هذا القول أعدل وأفضل ، وأقوم وأسلم أعرضوا عنه ، ولم يتفوهوا به . قال الرازي في تفسير هذه الآية : « المعنى انهم لو قالوا بدل قولهم ( سَمِعْنا وعَصَيْنا ) سمعنا وأطعنا ، لأنهم يعلمون بصدقك ، وبدل قولهم ( واسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ) واسمع فقط ، وبدل قولهم ( راعِنا ) انظرنا ، أي تمهل علينا حتى نفهم عنك ، لو قالوا هذا لكان خيرا لهم عند اللَّه وأقوم ، أي أعدل وأصوب » .
( ولكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ ) . وتمردهم على الحق ، وتعصبهم للباطل ، ولعنة اللَّه هي غضبه وسخطه {فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء : 46] . لقد دخل الناس في الإسلام أفواجا من جميع الطوائف والأديان على مدى التاريخ إلا اليهود ، فما أسلم منهم إلا قليل كعبد اللَّه بن سلام ، وبعض أصحابه ، بل حاربوا الإسلام والمسلمين ، وما زالوا يكيدون له بكل الوسائل والدسائس ، وهذا من أقوى الأدلة على ان الإسلام حق وصدق . . والغريب ان قادة الإسلام ودعاته لم يستدلوا على عظمته وإنسانيته بعداء اليهود الذين قالوا : « يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ » عدائهم للإسلام ، ولكل من قال : لا إله إلا اللَّه .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ } [النساء : 47] . ظاهر الخطاب يشمل اليهود والنصارى ، لأنهم جميعا من أهل الكتاب . . وقيل : الخطاب مختص باليهود بقرينة السياق . والمراد بما أنزلنا القرآن الكريم ، فإنه مصدق للتوراة كما نزلت على موسى ( عليه السلام ) ، وللإنجيل كما نزل على عيسى ( عليه السلام ) .
لقد دعا النبي (صلى الله عليه واله) اليهود إلى الإسلام باعتباره حقا من عند اللَّه ، وقدم لهم الدلائل والبينات مرات بعد مرات . . ولكن ما لليهود والحق وبراهينه ؟ . .
انهم لا يدينون إلا بالربح والمال ، ولن يجدوا الربح العاجل في الإسلام ، ولا في التوراة ، وانما يجدونه في الاحتكار والربا ، وفي السلب والنهب ، والغش والخداع ، والدعارة والقمار ، وإثارة الفتن والحروب ، وما إلى هذه من المفاسد والموبقات : ومن أجل هذا سبقوا في هذا الميدان الأولين والآخرين ، والنبي (صلى الله عليه واله) يعلم هذا حق العلم ، ولكنه دعاهم لالقاء الحجة فقط : {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء : 15] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ ألف علماء المسلمين العديد من الكتب في اعجاز القرآن ، وذكروا أنواعا من هذا الاعجاز ، ولكن لم يذكروا منها وصف القرآن لطبيعة اليهود وحقيقتهم ، مع انه لا يقل اعجازا عن غيره .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|