أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-12-2016
1758
التاريخ: 2023-06-15
979
التاريخ: 6-2-2017
2395
التاريخ: 12-7-2019
1829
|
سر انتصار النبي صلى الله عليه وآله لعمار :
يلاحظ هنا : أن المسلمين قد كانوا على درجة من الوعي ، بحيث كانوا يدركون : أن عملهم هذا ليس لأجل الدنيا ، وإنما هو للآخرة ، وأن الآخرة هي التي يجب أن يكون لها المقام الأول والأخير في تفكيرهم ، وأعمالهم ومواقفهم ، فإن العيش الحقيقي هو عيش الآخرة ، بل لا عيش سواه ، والخسران المبين هو الخسران فيها.
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة *** اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة
وكان انتصار النبي «صلى الله عليه وآله» لعمار ، الذي ملئ إيمانا إلى مشاشه ـ كما جاءت به الرواية عنه «صلى الله عليه وآله» (1) ـ وعذب في سبيل الله ، ولم يزل ولا يزال يعمل من أجل دينه وعقيدته بإخلاص ووعي ، كان انتصار النبي «صلى الله عليه وآله» له من هذا المنطلق بالذات ، حينما تهدده بعض من كان يدل عمله وتصرفاته ، وتجافيه عن الغبار والتراب على أنه ليس بالمستوى المطلوب ، بل ربما كان للدنيا بالنسبة إليه المقام الأول ، كما ربما يستفاد من أفعاله اللاحقة ، فانتصر النبي «صلى الله عليه وآله» لعمار ، ليدل على أنه منسجم مع جهاده ، ومع وعيه وإخلاصه لدينه وعقيدته.
هذا ، ولا بد من التنبيه أخيرا ، إلى أن عثمان قد حاول تعيير وتحقير عمار بنسبته إلى أمه ، حيث قال له : «يا ابن سمية بمن تعرض؟ الخ ..» مع أن أم عمار كانت أول شهيد في الإسلام ، حيث قتلت بفعل التعذيب من أجل دينها وعقيدتها.
وقد أشار النبي «صلى الله عليه وآله» في انتصاره لعمار ومحاماته عنه إلى المقام الشامخ لأمه الصابرة المجاهدة سمية «رحمها الله» فينسبه إليها ، ويقول : «يا ابن سمية لا يقتلك أصحابي الخ ..».
__________________
(1) البداية والنهاية ج ٧ ص ٣١٢ ، وسنن النسائي ج ٨ ص ١١١ ، والإصابة ج ٢ ص ٥١٢ ، وتهذيب التهذيب ج ٧ ص ٤٠٩ ، وحلية الأولياء ج ١ ص ١٣٩ ، وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٥٢ ، والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج ٢ ص ٤٧٨.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|