أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2018
2810
التاريخ: 22-6-2021
3602
التاريخ: 16-11-2016
2135
التاريخ: 4-9-2019
3451
|
ألم يكن عثمان في الحبشة؟!
ونفول : أن عثمان لم يكن حاضرا حين بناء المسجد ، وإنما كان في الحبشة؟!
ولعله لأجل هذا استبدل العسقلاني ، والحلبي عثمان بن عفان بعثمان بن مظعون (١).
وقبل أن نجيب عن ذلك : نشير إلى ما تقدم من أنه لا مورد لهذا الكلام لو قلنا : إنه «صلى الله عليه وآله» قد بقي عند أبي أيوب سنة أو سبعة أشهر ، لأنه كان مشغولا ببناء المسجد وبيوته ، إذ من الممكن أن يصل الخبر إلى المهاجرين في الحبشة ، ويأتون إلى المدينة خلال هذه المدة ، ومنهم عثمان ، فيكون عثمان قد شارك في البناء ، وجرى ما جرى ، وإن لم يشارك في التأسيس ، ووضع أحجار الخلافة!!.
ولكننا على أي حال ، قد استبعدنا بقاء المسلمين هذه المدة الطويلة في بناء مسجده «صلى الله عليه وآله» ، وهم يعدون بالعشرات ، وقد بايعه منهم في العقبة أكثر من ثمانين من المدنيين.
والجواب الصحيح هنا هو : أن الظاهر هو أن قضية عثمان وعمار قد وقعت حين البناء الثاني للمسجد ، وذلك بعد عام خيبر ، أي في السنة السابعة للهجرة (2).
ويدل على ذلك :
أولا : ما رواه البيهقي في الدلائل قال : لما قتل عمار قال عبدالله بن عمرو بن العاص لأبيه : قد قتلنا هذا الرجل ، وقد قال رسول الله فيه ما قال! قال : أي رجل؟
قال : عمار بن ياسر ، أما تذكر يوم بنى رسول الله «صلى الله عليه وآله» المسجد ، فكنا نحمل لبنة لبنة ، وعمار يحمل لبنتين ، فمر على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فقال : تحمل لبنتين وأنت ترحض؟ أما إنك ستقتلك الفئة الباغية ، وأنت من أهل الجنة ، فدخل عمرو إلى معاوية الخ .. (3).
قال السمهودي بعد ذكر هذه الرواية : «قلت : وهو يقتضي أن هذا القول لعمار كان في البناء الثاني للمسجد ، لأن إسلام عمرو كان في الخامسة» (4).
وروى عبد الرزاق وغيره : أن عمرو بن العاص دخل على معاوية ، وأخبره : أنه سمع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول لعمار : تقتله الفئة الباغية (5).
ودخل رجلان على معاوية يختصمان برأس عمار ، فقال لهما عبدالله بن عمرو بن العاص : لتطب نفس كل واحد منكما لصاحبه برأس عمار ، فإني سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول : تقتل عمار الفئة الباغية.
فقال معاوية لعمرو : ألا تغني عنا مجنونك هذا؟ (6).
ومعلوم : أنها قضية واحدة في مناسبة واحدة.
ثانيا : لقد ورد في الرواية نفسها ما يدل على أنها قد كانت في البناء الثاني ، وذلك لأنها ذكرت : أنه كان يستظل ببيت أم سلمة ، ومعلوم أنه «صلى الله عليه وآله» قد بنى المسجد أولا ، ثم بنى بيوته (7) ، كما أنه «صلى الله عليه وآله» كان يبني بيوته بالتدريج عند الحاجة إليها ، وأول ما بنى بيت سودة وعائشة ، فلا ريب في أنه «صلى الله عليه وآله» قد بنى بيت أم سلمة بعد بنائه المسجد بمدة طويلة ، وذلك بعد موت أبي سلمة.
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٧١ ، وهامش السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ١٤٢ عن المواهب اللدنية.
(2) وفاء الوفاء ج ١ ص ٣٣٨.
(3) تذكرة الخواص ص ٩٣ عن ابن سعد في الطبقات ، والفتوح لابن أعثم ج ٣ ص ١١٩ و ١٣٠ ، والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٢٩١ ، وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٣١٣ و ٣١٧ ، وطبقات ابن سعد ج ٣ قسم ١ ص ١٨٠ و ١٨١ ، ونقل عن مصنف ابن أبي شيبة ومسند أحمد ج ٢ ص ١٦٤ ، وراجع هامش ص ٣١٣ من أنساب الأشراف ج ٢ بتحقيق المحمودي ، ومناقب الخوارزمي ص ١٦٠ ، ووفاء الوفاء ج ١ ص ٢٣١ و ٢٣٢.
(4) وفاء الوفاء ج ١ ص ٣٣١ و ٣٣٢.
(5) المصنف ج ١١ ص ٢٤٠ ، وليراجع مجمع الزوائد ج ٩ ص ٢٩٧ ، وج ٧ ص ٢٤٢ عن أحمد في المسند والطبراني.
(6) أنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٣١٣ ، ومسند أحمد في مسند عبدالله بن عمرو ، وفي هامش الأنساب عن مصنف ابن أبي شيبة ، وعن فتح الباري ، وعن مصادر كثيرة.
(7) زاد المعاد ج ١ ص ٢٥ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٨٧.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|