أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-3-2021
2637
التاريخ: 31-7-2019
1585
التاريخ: 7-2-2017
1757
التاريخ: 31-10-2018
2540
|
نزول رسول الله صلّى الله عليه وآله في قباء :
يقول أهل الحديث والتاريخ : إنه بعد أن استقبل النبي «صلى الله عليه وآله» ذلك الاستقبال الحافل عدل إلى قباء ، ونزل في بني عمرو بن عوف على كلثوم بن الهدم.
وفي ذلك اليوم أصر عليه أبو بكر ليدخل المدينة ، فرفض وأخبره : أنه لا يريم حتى يقدم عليه ابن عمه ، وأخوه في الله ، وأحب أهل بيته إليه ، الذي وقاه بنفسه ، على حد تعبيره «صلى الله عليه وآله».
فغضب أبو بكر ، واشمأز ، وفارق النبي «صلى الله عليه وآله» ، ودخل المدينة في تلك الليلة ، وبقي «صلى الله عليه وآله» ينتظر أمير المؤمنين «عليه السلام» حتى وافاه بالفواطم ، وأم أيمن (١) في النصف من ربيع الأول (٢). ونزل مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» على كلثوم بن الهدم (٣).
ويرى البعض : أن الذي قدم بالعيال هو زيد بن حارثة وأبو رافع ، ورفع الحلبي التنافي باحتمال أن يكون الكتاب الذي أرسله إلى علي «عليه السلام» حين كان «صلى الله عليه وآله» في قباء كان معهما ، ثم رافقا عليا في الطريق ، وعادا معه (٤).
فنسب البعض المجيء بالعيال إليهما ، وتجاهل دور أمير المؤمنين «عليه السلام» الرائد ، وموقفه في الدفاع عنهما لحاجة في نفسه قضاها.
تأسيس مسجد قباء :
وخلال إقامته «صلى الله عليه وآله» في قباء أسس مسجد قباء المعروف ، ويبدو أن صاحب الفكرة ، والمباشر أولا في وضع المسجد هو عمار بن ياسر (٥).
ومسجد قباء هو المسجد الذي نزل فيه قوله تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ..)(6).
ولسوف نتحدث عن ذلك في غزوة تبوك ، إن شاء الله تعالى.
أحجار الخلافة :
وتذكر هنا : رواية «أحجار الخلافة» المكذوبة ، ويذكرونها أيضا حين تأسيس مسجد المدينة ، ولذا فنحن نرجئ الحديث عنها إلى هناك.
أول مسجد في الإسلام :
ومسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام ، كما صرح به ابن الجوزي وغيره (7).
وقد تقدم حين الكلام على هجرة أبي بكر إلى الحبشة ، وإرجاع ابن الدغنة له ، عدم صحة قولهم : إن أبا بكر هو أول من بنى مسجدا في الإسلام ، فراجع.
ويبدو أن بعض النساء قد شاركن في بناء مسجد قباء ؛ فعن ابن أبي أوفى لما توفيت امرأته جعل يقول : احملوها وارغبوا في حملها ، فإنها كانت تحمل ـ ومواليها ـ بالليل حجارة المسجد الذي أسس على التقوى ، وكنا نحمل بالنهار حجرين حجرين (8).
وبعد .. فإن الظاهر : هو أن تأسيس مسجد قباء كان بعد قدوم أمير المؤمنين «عليه السلام» ؛ إذ قد ورد : أنه «صلى الله عليه وآله» قد أمر أبا بكر بأن يركب الناقة ، ويسير بها ليخط المسجد على ما تدور عليه ؛ فلم تنبعث به ، فأمر عمر فكذلك ، فأمر عليا «عليه السلام» ، فانبعثت به ؛ ودارت به ، فأسس المسجد على حسب ما دارت عليه ، وقال «صلى الله عليه وآله» : إنها مأمورة (9).
صلاة الجمعة في قباء :
ويذكرون هنا أيضا : أنه «صلى الله عليه وآله» قد صلى الجمعة في قباء ، أو في طريقه منها إلى المدينة (10).
بل لقد قال بعضهم : «إن الجمعة قد فرضت في مكة ، لكنهم لم يقيموها لعدم تمكنهم من ذلك» (11).
ولعل إلى هذا ينظر ابن غرس ، حيث يقول : «إن إقامة الجمعة لم تكن بمكة قط» (12).
بل ربما يشك في ذلك في المدينة أيضا ، في هذا الوقت المبكر على اعتبار : أن سورة الجمعة قد نزلت بعد الهجرة بسنوات ، بل هي من أواخر ما نزل من القرآن (13).
لكن من المعلوم : أن سورة الجمعة إنما تتحدث عن لزوم السعي إلى الجمعة التي تقام ، وليست ناظرة إلى أصل تشريع صلاة الجمعة ، فلعلها كانت مشروعة قبل ذلك ، وكانت تقام ، لكن بعض المسلمين كان يتهاون بالسعي إليها فنزلت آيات سورة الجمعة لأجل ذلك.
ولعل هؤلاء المتهاونين هم الذين هددهم النبي «صلى الله عليه وآله» بإحراق بيوتهم إن استمروا على مقاطعة صلاة الجمعة (14) فراجع كتب الحديث والتاريخ.
وأما الإشكال على ذلك بأن إقامتها في قباء معناه أنه «صلى الله عليه وآله» قد صلاها في السفر.
فهو في غير محله ، إذ من الممكن أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد نوى الإقامة في قباء إلى حين قدوم الإمام علي «عليه السلام» بالفواطم مع علمه بأن ذلك سيمتد إلى أكثر من عشرة أيام وقد ذكروا أنه «صلى الله عليه وآله» قد أقام في قباء خمسة عشر يوما (15).
كما أن من الممكن أن تكون قباء في ذلك الزمان في محيط المدينة بحيث تعد من محلاتها ، ومن وصل إليها فكأنه وصل إلى المدينة ، ولا يعد مسافرا بعد. وقد تقدم بعض الكلام عن صلاة الجمعة في فصل بيعة العقبة ، فراجع.
__________________
(١) راجع فيما ذكرناه كتاب : البحار ج ١٩ ص ١٠٦ و ١١٥ و ١١٦ و ٧٥ و ٧٦ و ٦٤ عن روضة الكافي ص ٣٤٠ ، وإعلام الورى ص ٦٦ والخرائج والجرائح ، وراجع : الفصول المهمة لابن الصباغ ص ٣٥ وأمالي الشيخ الطوسي ج ٢ ص ٨٣.
(٢) راجع إمتاع الأسماع ص ٤٨.
(٣) راجع البحار ج ١٩ والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٩٧.
(٤) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٥٣.
(٥) وفاء الوفاء ج ١ ص ٢٥٠ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٥٥. عن ابن هشام وغير ذلك.
(6) الآية ١٠٨ من سورة التوبة.
(7) وفاء الوفاء ج ١ ص ٢٥٠ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٥٥ وراجع : التراتيب الإدارية ج ٢ ص ٧٦.
(8) مجمع الزوائد ج ٢ ص ١٠ عن البزار ، وحياة الصحابة ج ٣ ص ١١٢ عنه.
(9) وفاء الوفاء ج ١ ص ٢٥١ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٣٨ وراجع تاريخ جرجان ١٤٤ لكن في العبارة سقط.
(10) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٥٩ وتاريخ المدينة لابن شبة ج ١ ص ٦٨.
(11) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٩ و ١٢ و ٥٩.
(12) الإتقان ج ١ ص ٣٧ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٥٩.
(13) الإتقان ج ١ ص ١٣ و ١١.
(14) سيأتي ذلك مع مصادره في غزوة بني النضير ، في فصل : القرار والحصار.
(15) البحار ج ١٩ ص ١٠٦ عن إعلام الورى والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٥٥ عن البخاري وراجع ص ٥٩ وعن مسلم : أنه أقام أربعة عشر يوما وقيل غير ذلك.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|