أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-05-2015
1451
التاريخ: 25-05-2015
1132
التاريخ: 26-05-2015
1408
التاريخ: 26-05-2015
1211
|
إنّ دراسة ما نُقل عنه يوقفنا على أهداف ثورته، فقد أجهر بها في غير موضع من المواضع، حتّى أنّ الحاكم الأُموي هشام بن عبد الملك اتّهمه بالوقوف ضد النظام، وهذا يُعرب عن أنّه كان يبوح بأهدافه بين آونة وأُخرى، وإليك هذه الكلمات:
1 ـ إنّما خرجت على الّذين أغاروا على المدينة يوم الحرّة ثُمَّ رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار.(1)
ويُشير ثائرنا بكلامه هذا، إلى ما ارتكبه الحجاج قائد الجيش الأُموي، يوم التجأ ابن الزبير إلى البيت، فحصبه بالحجارة، مستعيناً بالمنجنيق الّذي نصبه الجيش على جبل أبي قبيس المشرف على الكعبة.
2 ـ إنّما خرجت على الّذين قاتلوا جدّي الحسين (عليه السّلام).(2)
3 ـ روى عبد الله بن مسلم بن بابك، قال: خرجنا مع زيد بن عليّ إلى مكّة، فلمّا كان نصف الليل واستوت الثريّا، فقال: يا بابكي، ما ترى هذه الثريّا؟، أترى أنّ أحداً ينالها؟، قلت: لا، قال: والله لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الأرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأنّ الله أصلح بين أُمّة محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).(3)
إنّ هذه الكلمة إشراقة من كلام الحسين ووصيّته إلى أخيه محمّد بن الحنفيّة:
((إنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؛ أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين)).(4)
نرى أنّ بين الكلمتين تقارناً، بل توافقاً، وهذا ما يدفعنا إلى القول بأنّ ثورته كانت امتداداً لثورة الحسين (عليه السّلام).
4 ـ أقام زيد الثائر بالكوفة، وبايعه أصحابه، وكانت بيعته الّتي يبايع عليها الناس: إنّا ندعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، وجهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين، وإعطاء المحرومين، وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء، وردّ الظالمين، وإقفال المجمر، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا، وجهل حقّنا. أتبايعون على ذلك؟، فإذا قالوا نعم، وضع يده على يده، ثُمَّ يقول: عليك عهد الله وميثاقه وذمّته وذمّة رسوله لتفينّ ببيعتي ولتقاتلنّ عدوي، ولتنصحنّ لي في السرّ والعلانيّة، فإذا قال: نعم، مسح يده على يده، ثُمَّ قال: اللّهم اشهد.(5)
5 ـ ومن كلامه: إنّا ندعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه، وإلى السنن أن تحيا، وإلى البدع أن تُدفع، فإن أنتم أجبتمونا سعدتم، وإن أنتم أبيتم فلست عليكم بوكيل.(6)
توطين النفس على الشهادة:
خرج زيد موطّناً نفسه على الشهادة، مقدّماً المنيّة على الدنيا الدنيّة، وقتْلة العزّ على عيش الذل، كيف وهو الّذي كان يترنّم بقوله:
فأجبتها أن المنيّة منهل = لابدّ أن أُسقى بذاك المنهل
ومن كان هذا كلامه، ويترنّم بما ماثله أيضاً، لا يخرج لطلب المُلك والإمارة وكسب الجاه والمقام وهو مشرف على القتل، وطلب الجاه من شؤون من يريد البقاء والالتذاذ بلذائذ الدنيا لا من يُريد ركوب الرماح والأسنّة.
ومن أراد اتّهام زيد بطلب الإمارة والخلافة فلم يعرف نفسيّته ولا بيئته وظروفه المُحْدِقة به، فإنّها كانت تحتّم عليه الموت، وهو كان يرى الشهادة أمامه.
وهناك من يفسّر شهادة زيد بطلب الإمارة والخلافة، أو بسائر الأحداث الجزئيّة؛ كإهانة هشام له، إلى غير ذلك من الأُمور الّتي لا يتفوّه بها إلاّ الجاهل بتاريخ زيد وسيرته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفَرق بين الفِرق: 35 ـ 36.
(2) المصدر السابق.
(3) مقاتل الطالبيّين: 87.
(4) بحار الأنوار: 44/329.
(5) تاريخ الطبري: 5/492.
(6) تاريخ الطبري: 5/498.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|