أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/11/2022
1658
التاريخ: 17/11/2022
970
التاريخ: 20-5-2021
1900
التاريخ: 18/11/2022
767
|
الملامح العامة لقتال الجبال
- أما في حالات الهجوم:
فقد جاءت التقنية لتضمن للق وات حرية الحركة أرضاً وجواً، ولم تعد العوائق الجبلية ولا السدود والموانع والتحصينات مهما بلغت من القوة والمنعة بعيدة عن الضربات النارية، ولا قادرة على منع قوات الهجوم من الوصول إلى أهدافها مباشرة.
فماذا يعني ذلك كله؟ وهل يعني أن الدفاع في الجبال والهجوم قد وصل إلى حالة الممانعة، بحيث أصبح القتال الجبلي عقيماً وغير مفيد؟ مرة أخرى نقول: إن التقنية هي ملك مشاع ورصيد مشترك يمكن لكل الجيوش امتلاكها والحصول عليها والإفادة من إنجازاتها، وهي حيادية دائماً (ونزيهة) بحيث لا تقدم امتيازاً خاصاً للهجوم على حساب الدفاع، ولا تمنح الدفاع قدرة تستلبها من الهجوم، وليس على قادة الحرب ومهندسيها وصانعي قراراتها وواضعي خططها إلا مجابهة متطلبات الحرب بعقول مبدعة تستفيد من إنجازات العلم والتقنية للوصول إلى النصر الحاسم. هكذا كان شأن العلم والتقنية منذ أقدم العصور، وهكذا سيبقى الوضع في ظروف )ثورة التقنية( وفي أفق المستقبل أيضاً. ويقودنا ذلك إلى الإقرار بالحقيقة التالية، وهي:
إن الجبال وعوائقها وموانعها ومجاهيلها لا تمتلك من الناحية العسكرية قوة ذاتية، وإنما تستمد هذه القوة والقدرة من خلال استثمار خصائص هذه الجبال
وميزاتها سواء للدفاع أو للهجوم وذلك عبر التحصين الهندسي للأرض، وعبر استخدام منجزات العلم والتقنية عند تنظيم الأعمال القتالية. ويظهر من خلال ذلك كله أن الجبال مثلها كمثل سائر المناطق الصعبة والقاسية ليست هي المناطق الأفضل للقتال، وأنه من المناسب الابتعاد عنها، وعدم التورّط في اقتحامها كلما كان ذلك ممكناً، وبالتالي فإن خيار )القتال في الجبال( هو خيار تفرضه ضرورة الأعمال القتالية على مسرح العمليات بمجموعه في إطار هدف الحرب، ومن ذلك على سبيل المثال:
* استنزاف قدرة الخصم، وليس الوصول إلى الحسم، حيث تختار القوة الأصغر والأضعف عدّة وعدداً أن تجعل من الجبال قاعدة مأمونة لها، بهدف كسب الوقت وزيادة الاستعدادات للقتال وتطوير قدراتها من خلال استنزاف قدرة هذا الخصم بعمليات صغرى مزعجة وليست قاتلة مع تجنّب خوض معارك كبيرة تسمح للخصم باستثمار قوته المتفوقة لسحق المقاومة والقضاء عليها، وعادة ما تكون هذه القوى الضعيفة هي قوى محلية أو وطنية تجابه قوى وجيوش أجنبية.
* الإفادة من الجبال وصعوباتها لنشر قوات ليس من أهدافها القتال في الجبال ولو أنه لابد من مجابهة احتمال خوض معارك هذا القتال وإنما الهدف هو تنظيم قواعد يتم منها إطلاق وحدات استطلاع للعمل فيما وراء الجبال السهول والمدن لجمع المعلومات ومعرفة نوايا العدو واستعداداته القتالية، وتعمل هذه القوات مع كتلة القوات أو الجيوش الرئيسة التي تخوض حربها في السهوب وبعيداً عن المناطق الجبلية. ويمكن تصنيف هذا النوع من الأعمال القتالية في إطار (المهمات أو الواجبات الأمنية) والتي تعمل على ضمان استقرار مسارح العمليات وحماية القوات الصديقة التي قد تجابه تهديدات غير متوقعة، فيما لو تمّ تنظم القواعد الأمنية في الجبال.
* الإفادة من الجبال ودروبها لتوجيه الضربات الإجهاضية المسبقة وإشغال العدو بنفسه وبذلك تكون الجبال مجرد ممرات لعبور القوات نحو أقاليم البلد المعادي. وتجدر الإشارة مرة أخرى إلى أن العرب المسلمين كانوا هم أول من نظم هذا النوع من الأْعمال القتالية الجبلية في إطار ما عرف باسم ( حرب الثغور) والتي كانت تنطلق منها الصوائف والشواتي البرية والبحرية( في غزوات منتظمة ودورية لأقاليم ما وراء الدروب وهي عمليات لم يكن هدفها الاحتلال ولا القضاء على العدو، وإنما هدفها هو حرمان العدو من توجيه تهديداته لبلاد الإسلام؛ وقد تركزت هذه الحروب على بلاد الروم في شمال بلاد الشام، وعلى بلاد الفرنج في شمال بلاد الشام، وعلي بلاد الفرنج في شمال الأندلس اسبانيا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|