أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2020
1760
التاريخ: 28-12-2020
5718
التاريخ: 31/10/2022
1418
التاريخ: 25-1-2022
1529
|
للدعاء شروط كثيرة جداً ، مذكورة في القرآن الكريم والسنة المقدسة ، وهي تنقسم إلى شروط الصحة ، فلا يصح الدعاء بدونها ، وشروط كمال له.
أما شروط الصحة فهي :
الأول : الإيمان بالله تعالى ، قال عز وجل : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [البقرة : 186].
الثاني : الإخلاص في الدعاء وعقد القلب عليه ، وحسن الظن بالإجابة ، قال تعالى : {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة : 186] ، وقال تعالى : {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ } [يونس : 106].
وفي الكافي : عن الصادق (عليه السلام) : " إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئاً إلا أعطاه ، فلييأس من الناس كلهم ، ولا يكون له رجاء إلا عند الله ، فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأل الله شيناً إلا أعطاه ، وعن الصادق (عليه السلام) : " إذا دعوت فأقبل بقلبك ، وظن حاجتك بالباب "، وفي وصية النبي (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) : " لا يقبل الله دعاء قلب ساه".
وفي الكافي : عن سليمان بن عمرو ، قال : " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إذ الله عز وجل لا يستجيب دعاة بظهر قلب ساه ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ، ثم استيقن بالإجابة ".
وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :" إن العطية على قدر النية ".
وفي عدة الداعي : عن نبينا الأعظم قال الله : " ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السموات وأسباب الأرض من دونه ، فإن سألني لم أعطه ، وإن دعاني لم أجبه. وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السموات والأرض رزقه ، فإن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن استغفرني غفرت له "، والحديث ظاهر في أن إجابة الدعاء منوطة بالإخلاص.
وفي الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي ، فلا يظن بي إلا خيراً "، وهو ظاهر في أن في التردد واليأس لا تكون إجابة ، فلا بد من العزم على السؤال.
وفي الحديث عن نبينا الأعظم (صلى الله عليه واله) : " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " ، إلى غير ذلك من الأخبار ، وقد تقدم الوجه في ذلك أيضاً ، بأن في الإعراض والسهو والغفلة لا تتحقق حقيقة الدعاء.
الثالث : اليأس من غير الله تعالى ، لأنه رب السموات والأرض ، عنده مفاتيح الغيب ، يعطي لمن يريد ، ويمنع عمن يريد ، والعلم بأنه تعالى إنما يقضي الحوائج حسب المصلحة ، فإن الإنسان لا يعرف الحقائق ويجهلها ، وربما يسأل ما هو شر وأن الله تعالى يبدله إلى الخير ، وربما يسأل الخير فيؤخره ، إذ المصلحة في التأخير ، ففي نهج البلاغة عن علي (عليه السلام) : " وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيراً منه ، عاجلا أو آجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك أو أوتيته ، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله ، وينفى عنك وباله ، والمال لا يبقى لك ولا تبقى له ".
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) : " قال رسول الله (عليه السلام) : قال الله عز وجل: من سألني وهو يعلم أني أضر وأنفع ، استجبت له "، وذلك لأن إجابة دعاء الداعين لا بد أن تكون على طبق الحكمة البالغة والعناية التامة ، المحيطة بالحقائق ، كلياتها وجزئياتها ، لا على طبق مشتهيات الداعين والسائلين ، قال تعالى : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216]. فإن الإنسان كثيراً ما يهتم بشيء حتى إذا ما تحقق وجده ضاراً ، أو يكره شيئا حتى ما إذا تحقق وجده نافعاً ، وهذا وجداني محسوس لدى كل فرد ، فالدعاء بما يتخيله الإنسان أنه نافع شيء ، وما هو الواقع الذي في علمه تعالى شيء آخر . فإن التسرع في إجابة الدعاء وقضاء الحوائج بلا تأمل في اللوازم والملزومات والآثار ، نقض في الحكمة ، وهو محال بالنسبة إليه تعالى.
نعم ، نفس الدعاء والمسألة من سنن العبودية ، ولا بد من تحققها من العبد ، واما الاستجابة فهي منوطة بالحكمة البالغة والعلم الأزلي.
الرابع : أن يكون المراد خيراً ممكناً ، بأن لا يكون من المحالات الذاتية أو العادية ، ومما لا نفع له ؛ أو مما يضر بحال الآخرين ، أو نهى عنه الشارع ونحو ذلك ، فإن مثل هذا الدعاء منا لا يستجاب ، وكل لأن الله تعالى : " أبى أن يجري الأمور إلا بأسبابها " ، وقد تقدم في أحد المباحث السابقة أن المستحيلات وإن كانت تحت قدرته تعالى ، ولكنه عز وجل لم يفعلها ، لاستلزامه نقض الحكمة ، ففي الحديث عن علي (عليه السلام) : " اثنوا على الله عز وجل وامدحوه قبل طلب الحوائج ، يا صاحب الدعاء لا تسأل ما لا يحل ولا يكون ".
وفي الكافي : عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) : " لا تمل من الدعاء ، فإنه من الله بمكان ، وعليك بالصبر وطلب الحلال ، وصلة الرحم "، إلى غير ذلك من الروايات.
الخامس : طيب المكسب والعمل الصالح ، ففي الحديث عن الصادق (عليه السلام) :" من سره أن تستجاب دعوته ، فليطب مكسبه ، وفي وصية النبي (صلى الله عليه واله) لأبي ذر : " يا أبا ذر ، يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح ، يا أبا ذر ، مثل الذي يدعوه بغير عمل ، كمثل الذي يرمي بغير وتر ، يا أبا ذر ، إن الله يصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده ، ويحفظه في دويرته ، والدور حوله ما دام فيهم ".
وعن زرارة عن الصادق (عليه السلام) : " الداعي بلا عمل ، كالرامي بلا وتر ".
وفي عدة الداعي : " إن الله أوحى إلى عيسى : قل لظلمة بني إسرائيل : لا تدعوني والسحت تحت أقدامكم ، والأصنام في بيوتكم ، فإني آليت أن أجيب من دعاني ، وان إجابتين إياهم لعناً عليهم حتى يتفرقوا ".
وفي الحديث القدسي : " لا تحجب عني دعوة ، إلا دعوة آكل الحرام ".
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لرجل حين ما قال له : أحب أن يستجاب دعائي ، فقال (صلى الله عليه واله) " أطهر مأكلك ، ولا تدخل بطنك الحرام ".
السادس : أداء مظالم الناس وحقوقهم ، فقد ورد عن الصادق (عليه السلام) : قال الله عز وجل : " وعزتي وجلالي ، لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في ظلمة ، أو لأحد عنده مثل تلك المظلمة ".
وفي عدة الداعي : " أوحى الله إلى عيسى : قل لظلمة بني إسرائيل :
إني لا أستجيب لأحد منهم دعوة ، ولأحد من خلقي عندهم مظلمة " ، وتقدم في بحث التوبة ما يتعلق بالمقام.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|