أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
1360
التاريخ: 30-5-2021
2598
التاريخ: 6-5-2021
1602
التاريخ: 27-9-2020
1116
|
فقد النبي صلّى الله عليه وآله لأبويه :
لقد شاءت الإرادة الإلهية : أن يفقد النبي «صلى الله عليه وآله» أباه وهو لا يزال جنينا ، أو طفلا صغيرا.
وربما يقال : إن الأصح هو الأول ؛ لأن يتمه هذا كان هو الموجب لتردد حليمة السعدية في قبوله رضيعا (١) ، ولكن قد تقدم بعض المناقشة في ذلك.
ثم فقد أمه بعد عودته من بني سعد ، وهو في الرابعة من عمره ، أو في السادسة ، أو أكثر حسب الروايات.
ولعل ما تقدم من إرجاع حليمة له إلى أمه ، وهو في الخامسة من عمره ، يؤيد أن أمه قد توفيت وهو في السادسة ، إلا أن يقال : إنه يمكن أن يكون المراد : أنه قد أرجع إلى أهله ، ولكنه احتمال بعيد عن مساق الكلام.
هذا .. وقد استأذن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ربه في زيارة قبر أمه ، فأذن له.
فقد روى مسلم في صحيحه ، أنه «صلى الله عليه وآله» قال : «إستأذنت ربي في زيارة أمي ، فأذن لي ، فزوروا القبور تذكّركم الموت» (2).
وهذا الحديث حجة دامغة على من يمنع من زيارة القبور ، وله مؤيدات كثيرة ؛ كزيارة فاطمة «عليها السلام» لقبر حمزة «عليه السلام» ، وغير ذلك.
وقد ألف العلامة المتتبع البحاثة الشيخ علي الأحمدي كتابا في التبرك بآثار الأنبياء والصالحين ، وتعرض فيه إلى هذا الموضوع ، وبحثه أيضا العلامة الأميني في الغدير ، والسبكي في كتابه : شفاء السقام في زيارة خير الأنام ، وغيرهم كثير.
كفيل النبي صلّى الله عليه وآله :
ولقد عاش «صلى الله عليه وآله» في كنف جده عبد المطلب ، الذي كان يرعاه خير رعاية ، ولا يأكل طعاما إلا إذا حضر ، وكان عارفا بنبوته حتى لقد روي : أنه قال عنه لمن أراد أن ينحيه عنه ، وهو طفل يدرج : دع ابني فإن الملك قد أتاه (3). والرواية معتبرة على الظاهر.
أضف إلى ذلك : ما رووه من إخبار سيف بن ذي يزن لعبد المطلب بذلك ، عندما زاره في اليمن ، إلى غير ذلك من دلائل وإشارات ، رسخت هذا الاعتقاد في نفس عبد المطلب «رحمه الله» ، وجعلت له «صلى الله عليه وآله» مكانة خاصة عنده (4).
وفي السنة الثامنة من عمره «صلى الله عليه وآله» توفي جده عبد المطلب ، بعد أن اختار له أبا طالب «رحمه الله» ليكفله ، ويقوم بشؤونه ، ويحرص على حياته ، رغم أن أبا طالب لم يكن أكبر ولد عبد المطلب سنا ، ولا أكثرهم مالا ؛ لأن الأسنّ فيهم كان هو الحارث ، والأكثر مالا هو العباس.
ولكن عذر العباس هو أنه كان حينئذ صغيرا أيضا ، لأنه كان أسنّ من النبي «صلى الله عليه وآله» بسنتين فقط ، كما يقولون (5) وإن كنا قد قلنا : إنه كان يكبره بأكثر من ذلك.
كما أن أبا طالب قد كان شقيق عبد الله والد النبي «صلى الله عليه وآله» لأبيه وأمه ، فإن أمهما هي فاطمة المخزومية ، وطبيعي أن يكون لأجل ذلك أكثر حنانا وعطفا عليه وحبا له.
ثم إن أبا طالب الذي كان هو وزوجته أم أمير المؤمنين «عليه السلام» يحملان نور الولاية ، قد كانا يحملان من المكارم والفضائل النفسية والمعنوية ومن الطهارة ما يؤهلهما لأن يكونا كفيلين لرسول الله «صلى الله عليه وآله» وأبوين لوصيه ، وللأئمة من ذريته ..
وعلى كل حال ، فقد عهد عبد المطلب إلى أبي طالب «عليه السلام» بمهمة كفالته «صلى الله عليه وآله» ؛ لأنه كان بالإضافة إلى ما تقدم أنبل أخوته ، وأكرمهم ، وأعظمهم مكانة في قريش ، وأجلهم قدرا ، ولقد قام أبو طالب «عليه السلام» برعايته «صلى الله عليه وآله» خير قيام ، ولم يزل يكرمه ويحبه غاية الحب ، وينصره بيده ولسانه طول حياته .
__________________
(١) وبذلك يعلم : أن ما ورد في كشف الغمة ج ١ ص ١٦ من أنه عاش «صلى الله عليه وآله» مع أبيه سنتين وأربعة أشهر لا يمكن المساعدة عليه .. رغم أن الإربلي رحمه الله قد نص بعد ذلك بصفحات أي في ص ٢٢ على أن أباه قد توفي وأمه حبلى به «صلى الله عليه وآله» .. فراجع ..
وليراجع تاريخ الخميس ص ٢٥٨ ج ١ وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٣٣ ، وسيرة ابن هشام ج ١ ص ١٩٣.
(2) كشف الغمة ج ١ ص ١٦ عن مسلم ، وصحيح مسلم ط سنة ١٣٣٤ ه ج ٣ ص ٦٥ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٣٥ والحديث موجود في مصادر عديدة كما يظهر من مراجعة كتاب الجنائز في كتب الحديث ..
(3) أصول الكافي ج ١ ص ٣٧٢ ط سنة ١٣٨٨ ه.
(4) راجع : البداية والنهاية : ج ٢ ص ٣٢٩ ـ ٣٣٠.
(5) وإن كنا نعتقد أنه حتى ولو كان سنه إلى الحد الذي يتمكن فيه من كفالته «صلى الله عليه وآله» فإن عبد المطلب لا يعهد به إليه ؛ فإنه هو الذي احتفظ بالسقاية ، دون الرفادة ، بسبب حرصه على المال ، وضنه به ، وهو الذي كان يحاول أن يحصل على فضلة من المال من عمر بأسلوب عاطفي ، وبطريقة لا يتبعها إلا من يهتم بالمال وبجمعه بشكل ظاهر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|