أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
![]()
التاريخ: 19-05-2015
![]()
التاريخ: 27-7-2016
![]()
التاريخ: 28-7-2016
![]() |
مقامه في الفضل و البلاغة و الشعر و الأدب أشهر من أن يذكر، و قال القاضي نور اللّه في مجالس المؤمنين: قد ذكرت أحواله بالتفصيل و الاجمال في كتاب كشف الغمّة، و عيون اخبار الرضا (عليه السلام) و سائر كتب الشيعة الامامية، و نقل في كتاب كشف الغمة ان دعبل الخزاعي قال: لما قلت مدارس آيات قصدت بها أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليهما السّلام) و هو بخراسان وليّ عهد المأمون في الخلافة، فوصلت المدينة وحضرت عنده و أنشدته إيّاها فاستحسنها و قال لي: لا تنشدها أحدا حتى آمرك ؛ واتصل خبري بالخليفة المأمون فأحضرني و سألني عن خبري، ثم قال: يا دعبل أنشدني مدارس آيات خلت من تلاوة فقلت: ما أعرفها يا أمير المؤمنين، فقال: يا غلام احضر أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا .
قال: فلم تكن الّا ساعة حتى حضر، فقال له: يا أبا الحسن سألت دعبلا عن مدارس آيات فذكر انّه لا يعرفها، فقال لي أبو الحسن: يا دعبل أنشد أمير المؤمنين، فأخذت فيها فانشدتها فاستحسنها و أمر لي بخمسين الف درهم، و أمر لي أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) بقريب من ذلك ؛ فقلت: يا سيدي ان رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني، فقال: نعم، ثم دفع إليّ قميصا قد ابتذله و منشفة لطيفة و قال لي: احفظ هذا تحرس به ؛ ثم دفع إليّ ذو الرئاستين أبو العباس الفضل بن سهل وزير المأمون صلة و حملني على برذون أصفر خراساني .
قال: ثم كررت راجعا إلى العراق فلمّا صرت في بعض الطريق خرج علينا الأكراد فأخذونا وكان ذلك اليوم يوما مطيرا، فبقيت في قميص خلق و ضرّ جديد و أنا متأسف من جميع ما كان معي على القميص و المنشفة، و متفكر في قول سيدي الرضا (عليه السلام) ، إذ مرّ بي واحد من الأكراد الحراميّة تحته الفرس الأصفر الذي حملني عليه ذو الرئاستين و وقف بالقرب منّي ليجتمع عليه أصحابه و هو ينشد: مدارس آيات خلت من تلاوة و يبكي .
فلمّا رأيت ذلك منه عجبت من لص من الأكراد يتشيّع، ثم طمعت في القميص و المنشفة فقلت:
ياسيدي لمن هذه القصيدة؟ فقال: و ما أنت و ذاك ويلك؟ فقلت: لي فيه سبب أخبرك به، فقال: انها أشهر بصاحبها أن تجهل، فقلت: من هو؟ قال: دعبل بن عليّ الخزاعي شاعر آل محمد جزاه اللّه خيرا .
فقلت له: و اللّه يا سيدي أنا دعبل و هذه قصيدتي، فقال: ويلك ما تقول؟ قلت: الأمر أشهر من ذلك، فأرسل إلى أهل القافلة فاستحضر منهم جماعة و سألهم عنّي، فقالوا بأسرهم: هذا دعبل بن عليّ الخزاعي .
فقال: قد أطلقت كلما اخذ من القافلة خلالة فما فوقها كرامة لك، ثم نادى في أصحابه: من أخذ شيئا فليردّه، فرجع على الناس جميع ما أخذ منهم و رجع إليّ جميع ما كان معي، ثم بذرقنا إلى المأمن فحرست أنا و القافلة ببركة القميص و المنشفة .
و ذكر في كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : و سار دعبل حتى وصل إلى قم، فسأله أهل قم أن ينشدهم القصيدة فأمرهم ان يجتمعوا في المسجد الجامع، فلمّا اجتمعوا صعد المنبر فأنشدهم القصيدة، فوصله الناس من المال و الخلع بشيء كثير و اتصل بهم خبر الجبّة، فسألوه أن يبيعها منهم بألف دينار، فامتنع من ذلك، فقالوا له: فبعنا شيئا منها بألف دينار، فأبى عليهم وسار عن قم ؛ فلمّا خرج من رستاق البلد لحق به قوم من أحداث العرب و أخذوا الجبة منه، فرجع دعبل إلى قم و سألهم ردّ الجبّة عليه، فامتنع الاحداث من ذلك و عصوا المشايخ في أمرها، فقالوا لدعبل: لا سبيل لك إلى الجبّة فخذ ثمنها ألف دينار ؛ فأبى عليهم، فلمّا يئس من ردّهم الجبّة عليه سألهم أن يدفعوا إليه شيئا منها، فأجابوه الى ذلك، و أعطوه بعضها و دفعوا إليه ثمن باقيها الف دينار و انصرف دعبل إلى وطنه فوجد اللصوص قد أخذوا جميع ما كان في منزله، فباع المائة دينار التي كان الرضا (عليه السلام) وصله بها من الشيعة كلّ دينار بمائة درهم فحصل في يده عشرة آلاف درهم، فذكر قول الرضا (عليه السلام) : انّك ستحتاج إلى الدنانير و كانت له جارية لها من قلبه محلّ، فرمدت رمدا عظيما، فأدخل أهل الطبّ عليها، فنظروا إليها فقالوا: امّا العين اليمنى فليس لنا فيها حيلة و قد ذهبت، و أمّا اليسرى فنحن نعالجها و نجتهد و نرجوا ان تسلم فاغتم لذلك دعبل غمّا شديدا و جزع عليها جزعا عظيما، ثم ذكر ما كان معه من فضلة الجبّة، فمسحها على عيني الجارية و عصّبها منها من اوّل الليل، فأصبحت و عيناها أصحّ ممّا كانتا قبل ببركة أبي الحسن الرضا (عليه السلام) .
يقول المؤلف: كانت تلك الصرة التي أعطاها الامام (عليه السلام) لدعبل من الدنانير المسكوكة باسم الامام الرضا (عليه السلام) فلذا اشترى الشيعة كلّ دينار منها بمائة درهم، و لا يخفى انّ القاضي نور اللّه لم يذكر الرواية عن عيون الأخبار بتمامها بل نقل أوّلها عن كشف الغمة فلذا بقي خبر الجبة و المائة دينار مجملا و لكننا نذكر اوّل الرواية كما في العيون روى الشيخ الصدوق بسند معتبر انّه: دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ (رحمه اللّه) على أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) بمرو، فقال له: يا ابن رسول اللّه انّي قد قلت فيك قصيدة و آليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك، فقال (عليه السلام) : هاتها فأنشده:
مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات
فلمّا بلغ إلى قوله:
أرى فيئهم في غيرهم متقسّما و أيديهم من فيئهم صفرات
فلمّا بلغ إلى قوله هذا بكى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) و قال له: صدقت يا خزاعيّ، فلمّا بلغ إلى قوله :
إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم اكفّا عن الأوتار منقبضات
جعل أبو الحسن (عليه السلام) يقلّب كفّيه و يقول: أجل و اللّه منقبضات، فلمّا بلغ إلى قوله:
لقد خفت في الدنيا و ايّام سعيها و انّي لأرجو الأمن بعد وفاتي
قال الرضا (عليه السلام) : آمنك اللّه يوم الفزع الأكبر، فلمّا انتهى إلى قوله:
و قبر ببغداد لنفس زكية تضمّنها الرّحمن في الغرفات
قال له الرضا (عليه السلام) : أ فلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين، بهما تمام قصيدتك؟ فقال: بلى يا ابن رسول اللّه، فقال (عليه السلام) :
و قبر بطوس يا لها من مصيبة توقّد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتى يبعث اللّه قائما يفرّج عنّا الهمّ و الكربات
فقال دعبل: يا ابن رسول اللّه هذا القبر بطوس قبر من هو؟ فقال الرضا (عليه السلام) : قبري، و لا تنقضي الايام و الليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي و زوّاري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له ؛ ثم نهض الرضا (عليه السلام) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة و أمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار، فلمّا كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار رضويّة فقال له: يقول لك مولاي اجعلها في نفقتك .
أرى فيئهم في غيرهم متقسّما و ايديهم من فيئهم صفرات
فسمعه دعبل فقال له: لمن هذا البيت؟ فقال: لرجل من خزاعة يقال له دعبل بن عليّ، قال دعبل: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة التي منها هذا البيت، فوثب الرجل إلى رئيسهم و كان يصلّي على رأس تلّ و كان من الشيعة و أخبره، فجاء بنفسه حتى وقف على دعبل، و قال له: أنت دعبل ؟ فقال: نعم، فقال له: أنشد القصيدة فأنشدها فحلّ كتافه و كتاف جميع أهل القافلة و ردّ إليهم جميع ما أخذ منهم لكرامة دعبل و سار دعبل حتى وصل إلى قم .
ولد دعبل في سنة وفاة الامام الصادق (عليه السلام) و توفي بشوش سنة 246هـ .
قال أبو الفرج في الأغاني: و كان دعبل من الشيعة المشهورين بالميل إلى عليّ (صلوات اللّه عليه) و قصيدته مدارس آيات خلت من تلاوة من أحسن الشعر و فاخر المدائح المقولة في أهل البيت (عليهم السّلام) ؛ و كتب قصيدته مدارس آيات فيما يقال على ثوب و أحرم فيه، و أمر بأن يكون في أكفانه، و لم يزل مرهوب اللسان و خائفا من هجائه للخلفاء فهو دهره كلّه هارب متوار .
وحكي عن دعبل انّه قال: لما هربت من الخليفة بت ليلة بنيسابور وحدي و عزمت على أن أعمل قصيدة في عبد اللّه بن طاهر في تلك الليلة، فانّي لفي ذلك إذ سمعت و الباب مردود عليّ: السلام عليكم و رحمة اللّه أنجو يرحمك اللّه، فاقشعرّ بدني من ذلك و نالني أمر عظيم، فقال لي: لا ترع عافاك اللّه فانّي رجل من إخوانك من الجنّ من ساكني اليمن طرأ إلينا طارئ من أهل العراق فأنشدنا قصيدتك :
مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحيّ مقفر العرصات
فأحببت أن أسمعها منك، قال: فأنشدته ايّاها، فبكى حتى خرّ، ثم قال: رحمك اللّه أ لا أحدّثك حديثا يزيد في نيّتك و يعينك على التمسك بمذهبك؟ قلت: بلى، قال: مكثت حينا أسمع بذكر جعفر بن محمد (عليه السلام) فصرت إلى المدينة، فسمعته يقول: حدّثني أبي عن أبي عن جدّه انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: عليّ و شيعته هم الفائزون ؛ ثم ودّعني لينصرف فقلت له: يرحمك اللّه إن رأيت أن تخبرني باسمك فافعل، قال: أنا ظبيان بن عامر .
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|