المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

المشكلات التي تواجه الزراعة - نقص المياه
11-4-2021
تقسيم جمهور الصحف الالكترونية
5-2-2022
Abraham Sharp
27-1-2016
زكاة مال التجارة
2024-11-06
الشريف العقيلي
29-12-2015
احتجاز العملة المعدنية عن التداول
20-3-2016


من هو المأمون؟  
  
4069   04:36 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص424-425.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

كانت أُمّ المأمون جارية خراسانية تدعى مراجل، وقد ماتت بعد أيّام من ولادته، فنشأ وترعرع المأمون كطفل يتيم، وقد كانت أُمّه كما يقول المؤرّخون أشوه وأقذر جارية في مطبخ الرشيد، وذلك هو الذي يجعلنا نصدق القصة التي تقال عن السبب في حملها به.

كانت ولادته في سنة 170هـ في نفس الليلة التي تولّى فيها أبوه الخلافة، وكانت وفاته سنة 218هـ، ودفعه أبوه إلى جعفر بن يحيى البرمكي، فنشأ في حجره وكان مربّيه الفضل بن سهل المعروف بذي الرئاستين ثمّ أصبح وزيره، وكان قائده طاهر بن الحسين ذو اليمينين .

وقد كانت حياته حياة جد ونشاط، وتقشف على العكس من أخيه الأمين، الذي نشأ في كنف زبيدة و ما أدراك ما زبيدة!! فقد كانت حياته حياة ترف، يميل إلى اللعب والبطالة، أكثر منه إلى الجد والحزم يظهر ذلك لكلّ من راجع حياته، ولعل سرّ ذلك يعود إلى أنّ المأمون لم يكن كأخيه، يشعر بأصالة لوجوده، ولا كان مطمئناً إلى مستقبله وإلى رضا العباسيين به، بل كان يقطع بعدم رضاهم به خليفة وحاكماً، ولهذا فقد وجد انّه ليس لديه أي شيء يعتمد عليه غير نفسه; فشمّر عن ساعد الجد وبدأ يخطط لمستقبله منذ اللحظة الأُولى التي أدرك فيها واقعه والمميزات التي كان يتمتع بها أخوه الأمين عليه ويمتاز بها عليه فانّه كان يستفيد من أخطاء أخيه الأمين; فانّ الفضل عند ما رأى اشتغال الأمين باللهو واللعب شار على المأمون بإظهار الورع والدين وحسن السيرة، فأظهر المأمون ذلك ، وكان كلّما اعتمد الأمين حركة ناقصة اعتمد المأمون حركة شديدة .

وعلى كلّ حال فإنّ المأمون كان قد برع في العلوم والفنون، حتّى فاق أقرانه بل فاق جميع خلفاء بني العباس، وقد قال بعضهم:  لم يكن في بني العباس أعلم من المأمون وقال عنه ابن النديم: انّه أعلم الخلفاء بالفقه والكلام بل روي عن الإمام علي(عليه السَّلام) أنّه قال و هو يصف خلفاء بني العباس ـ: سابعهم أعلمهم .

وقد وصفه السيوطي وابن تغري بردى، وابن شاكر الكتبي فقالوا: وكان أفضل رجال بني العباس حزماً وعزماً وحلماً وعلماً ورأياً ودهاءً وهيبة وشجاعة وسؤدداً وسماحة لولا انّه شان ذلك كلّه بالقول بخلق القرآن، و لم يل الخلافة من بني العباس أعلم منه .

وقد شهد له أبوه نفسه بالتقدّم على أخيه الأمين، قال: وقد عنيت بتصحيح هذا العهد وتصييره إلى من أرضى سيرته وأحمد طريقته، وأثق بحسن سياسته، وآمن ضعفه ووهنه، وهو: عبد اللّه، و بنو هاشم يعني العباسيين مائلون إلى محمد بأهوائهم ، و فيه ما فيه من الانقياد لهواه، والتصرف مع طويته، والتبذير لما حوته يده، ومشاركة النساء والإماء في رأيه، وعبد اللّه المرضي الطريقة، الأصيل الرأي، الموثوق به في الأمر العظيم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.