أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-4-2021
1483
التاريخ: 21-9-2021
1519
التاريخ: 29-4-2021
3251
التاريخ: 25-4-2021
2761
|
كثيرا ما يتصور البعض ان العمل الاخباري الاذاعي يقتصر على نشرة الاخبار.. ولكن الحقيقة ان نشرات الاخبار لا تمثل الا جانبا واحدا من هذا العمل، بالإضافة الى ان هذه النشرات نفسها لها الكثير من الاشكال والقوالب فالراديو والتلفزيون، وهما ضمن وسائل الاتصال الاخرى، يهدفان بالدرجة الاولى الى تحقيق اهداف رئيسية، درج بعض علماء الاتصال والباحثين على ان يضعوا في مقدمتها الاعلام، والتثقيف، والترفيه.
ولكي يتحقق الهدف الاول، وهو (الاعلام)، فلابد من توفر عنصرين رئيسيين:
اولا: الاخبار، بمعنى ان تخبر الناس بأهم ما يجري حولهم في شتى المجالات داخل المجتمع المحلي، او داخل المجتمع الاوسع نسبيا وهو القطر او الدولة، او العالم كله، خاصة وان وسائل الاتصال الحديثة،
وسواء كانت القطارات او الطائرات او اجهزة البرق ومحطات الاذاعة والتلفزيون، والاقمار الصناعية، استطاعت ان تجعل من هذا العالم الكبير ما يشبه القرية الصغيرة، او المجتمع المحدود، ومن ناحية اخرى، فالأخبار حق طبيعي من حقوق الانسان نصت عليه القوانين والدساتير، وكذلك ميثاق الامم المتحدة، ومن واجب الدولة ان تخبر الناس بما يجري حولهم، ولا يمكن باي حال من الاحوال ان نتصور الانسان معزولا عن المجتمع او العالم الذي يعيش فيه.
ثانيا: التفسير، فليس كاف ان نعلم الناس او ان نخبرهم فقط، ولكن لابد من ان تفسر لهم هذه الاخبار، ولا يمكن ان تفترض مبدأ (التخصص) بالنسبة للإنسان العادي، ومن ثم فهو يحتاج الى التخصص الذي يشرح ويفسر، له مغزى ما يجري حوله، وما يمكن ان يحتمله المستقبل من توقعات أيضاً، اذن فالنشاط الاخباري في الاذاعة لا بد وان يؤدي وظيفتين رئيسيتين هما: الاخبار والتفسير.
ولكي تحقق الاذاعة هذا الهدف الاعلامي الذي هو جزء من رسالتها وواجباتها الاساسية، تعمد الى مجموعة من الاشكال الفنية – خاصة وان تطور الفنون الاذاعية في السنوات الخمسين الماضية استطاع ان يتوصل الى مجموعة من هذه الاشكال الفنية - ، ولكن ينبغي لنا قبل ان نتعرض بمزيد من التفصيل لأشكال العمل الاخباري في الراديو والتلفزيون، ان نقف وقفة قصيرة لكي نبحث عن تعريف محدد لماهية الخبر بصورة عامة، واذا كان هناك ما نطلق عليه اخباراً نسمعها من اشخاص او من خلال اجهزة الاذاعة، او نقرأها في الصحف فليس معنى ذلك ان هناك تعريفاً خاصاً بالخبر الصحفي او الخبر الاذاعي او الخبر الذي ينقله شخص ما، فهو في النهاية خبر، بصرف النظر عن نوع الوسيلة التي حملته الينا.
وقد اكدت كافة البحوث والدراسات التي تعرضت لهذا الموضوع، ان الاخبار ولدت مقترنة بالنشاط الانساني نفسه، ولذلك اختفت نوعياتها وطرق انتقالها حسب الاشخاص والامكانيات المتاحة في زمن بعينه.
ففي فترة كان النشاط الانساني كله يدور في اطار البحث عن اكتشاف الكون المحيط به، والتلاؤم معه، فكانت اخبار الصيد والقنص والحروب التي وجدت منقوشة على الصخر واعمدة المعابد واللوحات الحجرية، ومع تعدد النشاط الانساني وتنوعه وتطوره فيما بعد، تنوعت الاخبار وتعددت مصادرها واختلفت.. فمن البحارة الذين يجوبون البحار يجملون اخباراً وأوصافاً عن عالم قدموا منه، الى رواة الاشعار والسير والرسل الشخصيين الذين كانوا سفراء زمانهم.
وعندما نمعن النظر الآن فيما استحدث حولنا من وسائل كالصحافة والاذاعة والتلفزيون، نجد الاخبار تحتل فيها نفسا لنسبة التي تحتلها من اهتمامات الانسان في هذا العصر، اي ان اهتمام هذه الوسائل بالأخبار انما هو تعبير منطقي لاهتمامات الانسان بهذه المادة، وهو في الواقع اهتمام له ما يبرره للأسباب الآتية:
لقد حاول الكثيرون الاجابة على سؤال: ما هو الخبر؟؟، فقال علماء
اللغة ان الخبر هو: (ما ينقل ويحدث به قولا او كتابة)(1)، و (خبرت بالأمر اي علمته)، والخبر وجمعه اخبار (هو ما اتاك من نبأ عمن تستخبر)(2).
اما علماء الاتصال والباحثين والعاملين في ذلك المجال، فقد تعددت تعريفاتهم وتنوعت، بشكل ملفت للنظر، فقال بعضهم ان الخبر هو: (كل شيء يحدث)، او (انه اي شيء لم تكن تعلمه أمس)، او هو (ما يتحدث عنه الناس وما يريدون معرفته).. او هو (تقرير عن حدث).. وقال البعض الاخر ان الخبر هو (حدث يقع في وقت معين، ويهم ان يؤثر في اكبر عدد من الناس على ان يقدم بطريقة مفهومة لهم)، او هو (بعض وجوه النشاط الانساني الذي يهم الرأي العام، ويضيف الى معلوماته جديداً).
وهناك عشرات التعريفات الاخرى للخبر، تنطبق على الاذاعة والتلفزيون او اية وسيلة اخرى من وسائل الاتصال، وان كان هناك بعض الخلاف في الطريقة او الاسلوب او الشكل الذي يوضع فيه الخبر، وذكر (ستالني جونسون)، و(جوليان هاريس) في كتابهما (استقاء الانباء) عدة تعريفات اخرى للخبر منها:
غير ان (ستانلي جونسون)، و(جوليان هاريس) يرفضان هذه التعريفات في النهاية بدعوى انها لا تحد الخصائص الجوهرية للخبر، يتوصلا بعد ذلك الى تعريف هو في راينا التعريف الاقرب للخبر بالفعل:
فقد بدأ المؤلفان بافتراض ان الخبر (سرد لشيء حدث)، وبهذا يكون التاريخ بمثابة سرد لأخبار حدثت، فماذا عن الاشياء التي تحدث كل يوم هل تخرج عن اطار القيمة الاخبارية؟؟
لابد ان هناك ظروفا من شأنها ان ترفع الحدث الى مرتبة الخبر، بحيث يكون سرده باعثا على اهتمام الجمهور.
وينتهي المؤلفان بعد ذلك الى ان الخبر هو (الحادث الذي من شأنه التأثير في العلاقات الاجتماعية او الاقتصادية او السياسية او تغييرها على نحو ما)(3).
وبذلك يكون الخبر سرداً لعلاقات الانسان المتغيرة مع بيئته، وسواء كان التغيير واقعا ام مرتقباً، ولكن ليس كل ما يقع من أحداث يصلح لان يكون خبرا بالطبع مهما كانت علاقاته المتغيرة مع البيئة فلابد ان يكون هذا الحدث مما يهم اكبر عدد ممكن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|