أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-11
1244
التاريخ: 1-6-2020
2101
التاريخ: 9-5-2017
1595
التاريخ: 2023-08-24
1183
|
التّاريخ في مجال السّياسة
السّياسة لدى رجل العقيدة ورجل الدّولة الحاكم القائد - وهو ما كانه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - أداة للتّغلّب على سلبيّات الماضي والحاضر، من أجل التّوصل إلى أوضاع حياتيّة أفضل في المستقبل لأكبر قدر من النّاس.
والسّياسة، في الوقت نفسه: أداة للمحافظة على إيجابيّات الماضي والحاضر أمام عواصف التغيير والتقلّبات المفاجئة، التي قد تحمل للمجتمع السّياسي في ثناياها نذر كارثة.
السّياسة، إذن، ليست فنّ التغيير فقط، إنّها فنّ الثّبات أيضاً.
إنّ السّياسي الأمين على قضيّة مجتمعه، يعيش في أبعاد الزّمان كلّها - ماضيه وحاضره ومستقبله - ويتعامل مع حقائق الماضي، وواقع الحاضر، وآمال ومخاوف ومطامح المستقبل، يقود - بحذرٍ لا يبلغ الجمود، ومغامرة لا تبلغ التّهوّر - مجتمعه نحو آفاق جديدة دون أنْ يبتر استمراريّته وبُعده في الماضي.
نقول هذا في مواجهة دعاة التغيير منّا في عصرنا هذا، التغيير الّذي يستهدف استئصال جذورنا لقذفنا في الفراغ تحت شعار: ريادة المستقبل، جاعلين منّا ساحة لتجربة النّظريات والأفكار الّتي توضع في مراكز الحضارة الحديثة في أوربّا وأمريكا والإتحاد السّوفياتي.
نقول هذا داعين إلى إعادة النّظرة في هذا النهج لمصلحة نهج آخر أقلّ غلوّاً، وأكثر واقعيّة، وأوثق صلة بتكويننا العقيدي والحضاري والثّقافي، وأشدّ مواءمة لمصالحنا في الحاضر والمستقبل، وأوفق بدورنا الّذي نطمح إلى استعادته لنُساهم به في إنقاذ الإنسان الحديث بتقويم الحضارة الحديثة، وتصحيح مسارها نحو وضعيّة ملائمة لتكوين الإنسان.
لقد كانت سياسة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) –
- محكومة بهاجس واحد كبير ونبيل: تكوين الإنسان المسلم المتكامل القوي السّعيد، والمجتمع المسلم المتكامل القوي السّعيد، الإنسان والمجتمع المؤهَّلَين ليكونا قوّة خَيِّرة في العالم، يمثِّلان طموح الإنسانيّة الدّائم المتوهّج نحو مثل أعلى.
وقد كانت لذلك سياسة لا تستمد مقوّماتها من الحفاظ على الذّات وعلى مصالح الحاكم وأُسرته، فلقد كانت أُسرة أمير المؤمنين علي أكثر النّاس حرماناً من خيرات حكمه، وكان هو (عليه السّلام) أكثر حرماناً من أسرته.
وكانت سياسته تستضيء بنور الفكر، وتستهدي تعليم اللّه، وتنفلق من قِيَم الأخلاق والمناقب الّتي تُشرّف الإنسان؛ ولذا فقد كانت سياسة الإمام إنسانيّة بكلّ ما لهذه الكلمة من محتوى.
لم تكن أبداً سياسة الأفعال وردود الأفعال، وحسابات الأرباح والخسائر للحاكم وآله وبطانته... هذه السّياسة التي تحمل روح الطيش والغريزة، وتوجّه بعقليّة مزيج من روح الغاية وروح التّجارة.
وقد كان أمير المؤمنين علي في سياسته أميناً لعقيدته، أميناً لشريعته، فلا ينحرف عنهما أبداً، ولا يتجاوزهما - كما لا يقصّر عنهما - في أمر من الأمور أو في حالة من الحالات.
أميناً لأخلاقيّاته القرآنيّة - النّبويّة؛ ولذا فقد جعل من العمل السّياسي ممارسة رفيعة للمناقب، أميناً لمجتمعه، فيشركه في اتّخاذ القرارات بعد أنْ يبصّره بعواقب سوء الإختيار:
(... ولقد أصبحنا في زمانٍ قد اتّخذَ أكثرُ أهلِهِ الغدر كَيساً (١) ونسبهُم أهلُ الجهلِ فيهِ إلى حُسنِ الحِيلةِ. ما لهُم! قاتَلهُمُ اللّه! قد يرى الحُوَّلُ القُلَّب (٢) وجه الحِيلةِ ودُونها مانِع من أمرِ اللّه ونهيهِ، فيدعُها رأي عينٍ بعد القُدرةِ عليها، وينتهزُ فُرصتها من لا حريجة(٣) لهُ في الدِّينِ)(٤) .
وقال في موقف آخر:
(واللّه ما مُعاويةُ بِأدهى مِنَّي، ولكُنَّهُ يغدِرُ ويفجُرُ. ولولا كراهِيةُ الغدرِ لكُنتُ مِن أدهى النّاسِ. ولكِن كُلُّ غُدرةٍ فُجّرة، وكُلُّ فُجّرَةٍ كُفرة (وِلِكُلِّ غادرٍ لِواء يُعرفُ به يوم القيامةِ) (٥) واللّه ما أُستغفلُ بالمكيدَةِ، ولا أُسْتَغْمَزُ (٦) بالشَّديدةِ) (٧) .
وبعد هذا التمهيد، كيف تعامل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب مع التّاريخ في مجال تعليمه السّياسي.
وهكذا استجاب عليّ بن أبي طالب للرّغبات الملحّة المتلهِّفة، فقبل كارِهاً - على ما يبدو - أنْ يتولّى السّلطة ويقود الأمّة.
* وقد تبلْورتْ وتحدّدت باستجابته وتولّيه للسّلطة ثلاث قوى سياسيّة / فكريّة، هي:
١ - النّهج الإسلامي الصّافي النّبوي:
تمثّله السّلطة الشرعيّة (الخلافة) وعلى رأسها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
والهدف الآني المباشر والملحّ لهذا النهج كان تصحيح الأوضاع السّياسيّة والإداريّة والاقتصاديّة في المجتمع الإسلامي الّذي يتطلّع بلهفة إلى تغييرات تحقّق آماله.
كما كان هذا الهدف يستبطن هدفاً آخر هو إعادة الاعتبار النّظري والعملي للمفاهيم والقِيَم الإسلاميّة.
٢ - النهج الجاهلي المموّه بالإسلام:
وقد كان هذا النّهج يتمتّع بسلطة واسعة وثابتة في المنطقة السّوريّة. وكانت له جيوب في: (الحجاز، والعراق، ومصر) وغيرها من بلاد الإسلام.
وقد بدا منذ اللّحظة الأولى أنّ قائد هذا النّهج هو (معاوية بن أبي سفيان) ، والهدف الآني والنّهائي لهذا النّهج هو تثبيت الأوضاع القديمة، وإجهاض النّهج النّبوي أو قمعه بإثارة المشاكل والفتن في وجهه.
إنّه الثّورة المضادّة. إنّه قطع الطّريق على حركة التغيير.
وقد عبّر الإمام عن قادة هذا النّهج بأنّهم (أرادُوا ردَّ الأمورِ على أدبارِه)وذلك في كلام له عن أصحاب الجمل:
(إنَّ هؤُلاءِ قد تمالأوا (8) على سخطةِ (9) إمارتي، وسأصبِرُ ما لم أخف على جماعتِكُم، فإنَّهُم إنْ تمّمُوا على فَيَالَةِ (10) هذا الرَّأي انقطع نِظامُ المُسلمِين، وإنَّما طلبُوا هذهِ الدُّنيا حسداً لِمَنْ أفاءها (11) اللّه عليهِ، فأرادُوا ردَّ الأُمُورِ على أدبارِها. ولكُم علينا العملُ بكتابِ اللّه، تعالى، وسِيرةِ رسُولِ اللّه (صلّى الله عليه وآله)، والقيامُ بِحقِّهِ، والنَّعشُ (12) لِسُنَّتهِ) (13) .
٣ - الموقف المتردِّد الحائر - إِذا صحّ أنْ يُسَمَّى التّردّد موقفاً -:
وتمثّل هذا الموقف بعض القيادات الثّانويّة:(سعد بن أبي وقاص، عبد اللّه بن عمر.. وآخرون) .
هذا النّهج لم يبلغ من الصفاء والوعي درجة تَحْمله على أنْ ينضوي في النّهج النبوي، وكانت مصالح رجاله من جهة وإثارة من التّقوى في أنفس بعضهم من جهة أخرى، قد حَمَلَتَا هؤلاء الرّجال على التزام جانب الحيطة والحذر من النهج الجاهلي، فلم ينحازوا إليه في هذه المرحلة، وإنْ كان بعضهم قد والى النّهج في النّهاية.
هؤلاء قال عنهم الإمام (عليه السلام):
(خذلُوا الحقَّ، ولم ينصُروا الباطِلَ) (14) .
ولمّا قال له (الحارث بن حوط) : أتُرانِي أظُنّ أصحابَ الجملِ كانُوا على ضلالة؟ قال لهُ الإمامُ:
(يا حارِث إنَّك نظرتَ تحتك ولم تنظُر فوقك فحِرتَ (15) ، إنّك لم تعرِفِ الحقَّ فتعرِف مَنْ أتاهُ، ولم تعرِفِ الباطِلَ فتعرِفَ من أتاهُ).
فقال لَه (الحارثُ بنُ حَوط) : فإنّي أعتزلُ مع (سعيدِ بن مالِك وعبد اللّه بن عُمرَ) ... فأجابه الإمامُ قائلاً:
(إنَّ سعيداً وعبد اللهِ بن عُمر لم ينصُروا الحقَّ، ولم يخذُلا الباطِلَ) (16) .
وكان بعض ممثِّلي هذا الموقف يتمتّعون باحترام محدود في قواعدهم القَبَلِيّة، وهذا الإحترام لم ينبع مِن ولاء فكري، بل من ولاء قَبَلِي، كما كانوا يتمتّعون باحترام محدود من جماهير المسلمين نابع من صحبتهم للنّبيّ (صلّى الله عليه وآله) ومن غموض موقفهم من الخيارات المطروحة على السّاحة السّياسيّة.
وقد أدرك الإمام منذ اللّحظة الأولى صعوبة موقفه، فكشف للأمّة عن أنّ حركة التّاريخ قد عادت ذات نبض جاهلي، فقد عاد التاريخ السابق على النّبوة.. كما صارح الأُمّة بأنّ المواجهة مع القِيَم البائدة العائدة تقتضي الحكم بأنْ يكون قويّاً وصارِماً... كما صارحهم بأنّ الآمال في تغيير سريع وكامل نحو الأفضل ينبغي أنْ تتضامن قليلاً؛ ليُتاح للسّلطة الشّرعيّة أنْ تواجه قوى الجاهلية بمرونة.
هذه الرّؤية السّياسيّة عبّر عنها الإمام في خطبة خطبها في أوّل خلافته، في المدينة، أو هي - حسب رواية (الجاحظ) في كتابه (البيان والتّبيين) عن (أبي عبيدة معمر بن المثنى) - أوّل خطبة خطبها بالمدينة، قال فيها حسب رواية (الجاحظ عن أبي عبيدة) :
(أَلاَ لا يرعينَّ مُرعٍ على نفسهِ (17) شُغِلَ من الجنَّةُ والنَّارُ أمامهُ. ساعٍ مُجتهِد ينجُو، وطالِب يرجُو، ومُقصِّر في النَّار...)
(اليمينُ والشِّمالُ مضلَّة، والوُسطى الجادَّةُ (18) منهج عليهِ باقي الكِتابِ والسُّنَّةِ وآثارِ النبُّوةِ. إنّ اللّه داوى هذهِ الأُمّةَ بدواءينِ: السوط والسَّيف، لا هوادةَ (19) عندَ الإمامِ فيهما. استتِروا في بُيُوتِكُم (20) وأصلِحُوا ذات بينِكُم، والتَّوبةُ من ورائكُم. مَن أبدى صفحتهُ لِلحقِّ هلكَ (21) ... انظُرُوا: فإنْ أنكرتُم فانكرُوا، وإنْ عرفتُم فآزرُوا... وقلَّما أدبر شيء فأقبلَ. وَلَئِنْ رُجِعتْ إليكُم أمُورُكُم إنّكم لسُعداءُ وإنّي لأخشى أنْ تكُونُوا في فترةٍ، وما علينا إلاّ الاجتهادُ...) (22) .
- حذَّرَهم، أوّلا، من إثارة القلاقل والاضطرابات.
- ثمّ أثار في عقولهم وقلوبهم عقيدة البعث واليوم الآخر.
- ثمّ بيّن لهم أنّ الانحراف عن منهج الكتاب والسُّنّة إلى اليمين أو إلى الشمال يؤدّي بصاحبه إلى الضّلال والتَّيه؛ ولذا فإنّ نبض الجاهليّة العائد ضلال.
- ثمّ كشف لهم عن أنّ المرحلة تقتضي الحكم أنْ يكون صارماً (السّوط والسّيف)، ولذا، فإنّ على النّاس أَلاّ يخوضوا في أيّ شأن يزيد الوضع سوءً بإثارة العصبيّات القبليّة والنّزعات العشائريّة، داعياً إيّاهم إلى أنْ يكفّوا ويتوبوا عمّا سلف منهم مِن إفساد.
- ثمّ أعطاهم حقّ الرّقابة، وطالبهم بحقّه في تأييدهم ومؤازرتهم.
- ثمّ أبدى تشاؤمه من المستقبل وشكّه في عودة النهج النّبوي إلى سابق قوّته (قلَّما أدبرَ شيء فأقبل)، ولكنّه - مع ذلك - لم يفقد الأمل في تحسن الأوضاع، (لئن رُجعتْ إليكُم أُمُورُكم إنَّكُم لسُعداء).
- ثمّ حذَّرهم من أنّ على الآمال المشرقة في التغيير نحو الأحسن... نحو النّهج النّبوي الصافي، أنْ تُضَامِن نفسها، وأنْ يعود أصحابها إلى شيء من الواقعّية في تطلّعاتهم: (... وإنّي لأخشى أنْ تكُونُوا في فترةٍ).
قال ابن أبي الحديد في شرح هذه الفترة:
(الفترة هي الأزمنة الّتي بين الأنبياء إذا انقطعتْ الرّسل فيها، كالفترة بين (عيسى - عليه السّلام - ومحمّد - صلّى اللّه عليه وآله -) ؛ لأنّه لم يكن بينهما نبي، بخلاف المدّة الّتي كانت بين (موسى وعيسى عليهما السّلام) ؛ لأنّه بعث فيها أنبياء كثيرون. فيقول (عليه السّلام): إنّي لأخشى أَلاّ أتمكّن من الحكم بكتاب اللّه تعالى فيكم، فتكونوا ورواها الشّريف الرّضي في نهج البلاغة بتغيير بعض العبارات، انظر الخطبة رقم ١٧٦: (ومن خطبة له عليه السّلام في الشّهادة والتّقوى).
وقيل: إنّه خطبها بعد مقتل (عثمان) في أوّل خلافته.
كالأمم الّذين في أزمنة الفترة لا يرجعون إلى نبي يشافههم بالشّرائع والأحكام. وكأنّه (عليه السّلام) كان يعلم أنّ الأمر سيضطرب عليه.
(ثمّ قال: (وَما علينا إلاّ الاجتهادُ) يقول: أنا أعمل ما يجب عليّ من الاجتهاد في القيام بالشريعة وعزل وُلاة السوء وأُمراء الفساد عن المسلمين، فإنْ تمّ ما أُريده فذاك، وإلاّ كنتُ قد أعذرتُ) (23) .
إنّ الإمام (عليه السّلام) قبل الحكم - إذن - بمزيج من التّشاؤم والأمل، ولكن سرعان ما تسرّب الذّبول إلى شعلة الأمل، فإنّ القوى المتردِّدة سرعان ما أخذتْ تنحاز رويداً رويداً نحو المعسكر المناهض للنَّهج النّبوي، إنْ لم يكن في العَلَن ففي السّر... هذا من جهة، ومن جهة أخرى راحت الجماهير الغاضبة، المترعة قلوبها بآمال التّغيير تضغط في سبيل التّغيير دون أن تقدّر ظروف المرحلة. وكان اتِّباع سياسة متوازنة ضرورةً حيويّةً؛ لِئَلاّ ينفجر المجتمع من الدّاخل بانحياز قوى موالية للنّهج النّبوي، ولكنّها غير واعية وغير ناضجة، نحو معسكر الثّورة المضادّة.
وهكذا، فبعد الصّدمة الّتي شلّت قوى الثّورة المضادّة، وبعد فترة الانتظار الّتي مرّت بها الفئات الأُخرى مِن الأمّة، تفجّر الموقف من جديد، وعاد الغليان إلى المجتمع، وعادت حالة الاختلاط والاضطراب المحمومة.
وظهرتْ للإمام عليّ في هذه المرحلة - الّتي بلغتْ فيها أزمة الحكم وأزمة الفكر الذّروة - ظهرتْ له بوضوح تام موجع ومدمٍ للقلب، معالمُ تاريخ المستقبل للأمّة الإسلاميّة، حافلاً بالأهوال والمآسي، وبكلّ ما فيه من ظلام ودماء، وتمزّقات وانهيارات، تتخلّلها هنا وهناك - في بعض الأحيان - لمعات نور وحالات سلام عارضة، وآمال مضيئة مُلْهَمَة، وخيبات أمل قاسية.
لقد رأى - رأى بحدس يضيئه نور نبويّ، وعقل مستوعب لحركة التاريخ وآلِيَّتها الّتي تكاد أنْ تكون رياضيّة - رأى الفتنة آتية بكلّ ظلامها، وحِيَلِها، وتلبيسها الحقّ بالباطل.
ورأى بعدها انتصار حركة الردّة بقِيَمِها الجاهليّة، بلبسها للإسلام (لبس الفرو مقلوباً).
ورأى بعد ذلك معاناة الأمّة:
- فسمع بقلبه الكبير أنين المظلومين الّذين تسحقهم أنيابها الوحشيّة.
- ورأى بقلبه الكبير نزيف الدّماء من ضحاياها.
- وأحسّ بأعمق أعماق كرامته الإنسانيّة ذلّ الإنسان المسلم في مجتمع الردّة.
- وبكى بحرارة ومرارة لكلّ ما سيصيب الناس بعده.
- ورأى بعد ذلك نار الثّورة تحرق كلّ شيء، وتهدم كلّ شيء، تستلهم حقّ الناس ومرارتهم... ولكنّها ثورة تقع في أخطاء الفتنة في أحيان، وفي مهاوي الردّة في أحيان، وقلّما تهتدي الطّريق الوسطى...
ورأى أخيراً، في البعيد البعيد... بعد طول عذاب وعناء، نور الأمل الآتي في النّهاية... نور الخلاص.
___________________
(1) الكيس: الفطنة والذّكاء.
(2) الحوّل القلّب: هو البصير بتحويل الأمور وتقليبها.
(3) الحريجة: التحرّج والتحرّز من الآثام.
(4) نهج البلاغة: الخطبة رقم: ٤١.
(5) حديث مروي عن النّبي (صلّى الله عليه وآله).
(6) لا أستغمز: على البناء للمجهول، لا يستضعفني الرّجل القوي. والغَمَز - بفتح الميم - الرّجل الضّعيف.
(7) نهج البلاغة: رقم النّص: ٢٠٠.
(8) تمالأوا: تواطأوا واتّفقوا وتعاونوا.
(9) السّخطة: البغض والنّعرة.
(10) فَيَالَة الرّأي: ضعفه وسخفه.
(11) أفاءها اللّه: أرجعها إليه، من فاء بمعنى رجع.
(12) النّعش: من نعش ينعش: بمعنى رفع السُنّة إلى مقام العمل والتّطبيق.
(13) نهج البلاغة: رقم النّص: ١٦٩.
(14) نهج البلاغة: باب الحكم / رقم: ١٨.
(15) حِرتَ: من (حار) أي تحيّر.
(16) نهج البلاغة: باب الحكم / رقم: ٢٦٢.
(17) لا يرعين. . أي لا يبقين، أرعيتَ عليه: أي أبقيتَ: يقول: من سالم وهدأ فإنّما سلّم نفسه وأبقى عليها.
(18) الجادّة: الطريق المستقيمة الواضحة.
(19) الهوادة: الرفق والصلح، وأصله اللّين.
(20) استتروا في بيوتكم: لا يريد منع التّجول كما يقولون في أيّامنا، وإنّما يريد النّهي عن التّجمعات ذات الطابع التّحزّبي القبائلي، الّتي تدفع إليها العصبيّة القبليّة، كما إِنّه لا ينهاهم عن النقد السّياسي؛ لأنّه قال (فإنْ أنكرتم فانِكروا).
(21) الصّفحة: جانب الوجه، أو هي الوجه. يريد الإمام أنّ من تعرّض للحق بمخالفته وتجاوزه يهلك، لأنّه سيعاقب.
(22) (ابن أبي الحديد): شرح نهج البلاغة ١ / ٢٧٥ - ٢٧٦.
(23) المصدر السابق: ١ / ٢٨١.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|