أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022
2350
التاريخ: 19-05-2015
11400
التاريخ: 1-8-2016
4093
التاريخ: 1-8-2016
13579
|
كان الإمام في مرو يقصده البعيد والقريب من مختلف الطبقات وقد انتشر صيته في بقاع الارض، وعظم تعلّق المسلمين به، ممّا أثار مخاوف المأمون وتوجّسه من ان ينفلت زمام الامر من يديه على عكس ما كان يتمناه، وما كان يبتغيه من ولاية العهد هذه، وقوّى ذلك الظن أنّ المأمون بعث اليه يوم العيد في أن يصلّي بالناس ويخطب فيهم فأجابه الرضا (عليه السلام) : إنّك قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الامر، فاعفني في الصلاة بالناس .
فقال له المأمون: إنّما أريد بذلك ان تطمئن قلوب الناس، ويعرفوا فضلك .
ولم تزل الرسل تتردّد بينهما في ذلك، فلمّا ألحّ عليه المأمون، أرسل اليه الرضا: إن أعفيتني فهو أحبّ إليّ وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) فقال المأمون: أُخرج كيف شئت.
وأمر القوّاد والحجاب والناس أن يبكروا الى باب الرضا (عليه السلام).
قال: فقعد الناس لابي الحسن (عليه السلام) في الطرقات والسطوح، واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه، فاغتسل ابو الحسن ولبس ثيابه وتعمّم بعمامةٍ، ألقى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفه، ومسّ شيئاً من الطيب، وأخذ بيده عكازة وقال لمواليه: افعلوا مثل ما فعلت فخرجوا بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة، فمشى قليلاً ورفع رأسه إلى السماء وكبّر وكبّر مواليه معه، فلمّا رآه الجند والقوّاد سقطوا كلّهم عن الدواب الى الارض، ثمّ كبّر وكبّر الناس فخيل إلى الناس أنّ السماء والحيطان تجاوبه، وتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج لما رأوا الإمام الرضا (عليه السلام) وسمعوا تكبيره، فبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل: إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل فتن به الناس، وخفنا كلّنا على دمائنا، فأنفذ اليه أن يرجع.
فأرسل اليه من يطلب منه العودة، فرجع الرضا (عليه السلام) واختلف أمر الناس في ذلك اليوم.
وقد أشار الشاعر البحتري الى تلك القصّة بأبيات منها:
ذكروا بطلعتك النبيّ فهللوا *** لما طلعت من الصفوف وكبّروا
حتى انتهيت الى المصلّى لابساً *** نور الهدى يبدو عليك فيظهر
ومشيت مشية خاشع متواضع *** لله لا يزهى ولا يتكبر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|